::: موقع رسالتي - رؤية جديدة في الخطاب الإسلامي :::

>> قطوف لغوية

 

 

إذا فهمتَ !! فالزم ...

بقلم : ريما محمد أنيس الحكيم  

 

ها قد أتى .. أتى بكل ذكرياته القديمة .. حمل ما مضى وأتى ووضعه أمامي .. وها هي أيامه تتراكض لتنتهي ، وتأخذ ما مضى ...

لكن ما مضى هو أكثر ما يشدني إليه ويجعلني أحاول أن أتحسن ، أن أُحسن استقباله هذه المرة ، ربما لأنه في هذه المرة بالذات – كما كل مرة – يُذكرني بما كنت أفعله به في السابق ، لكنه – ولشدة ذوقه – فإنه يصمت ولا ينبس ببنت شفة ، بل يضع ما أتى به أمامي وينظر إلي .. فأفهم ..

وإذا فهمت مثلي ... فالزم ....

 

*     *     *     *     *     *

ولكن .. هل سألزم ؟!! ....

بعد كل هذه المحاولات المتعددة منه في كل مرة يزورني .. ليُذكرني – بذوقه المعتاد – بما كنت أفعل ... ليُنبِّهَني أن أتفادى ما سبق وأُجدِّد العهد معه .. ولو لم يكن يحمل في قلبه الكبير كل هذا اللطف والمحبة والود لي لما عاد إلي ، ولأتى إلى الجميع وتركني وحيدة .. أنا لو كنتُ مكانه لما عُدتُ إلي !!

لكنه ولشدة لطفه وكرمه ورحمته بي ، فإنه يأتي إلي ويزورني في كل سنةٍ مرة، ولا يُضطرني أن أغني له (( زوروني كل سنة مرة !! )) ، بل فقط يزورني .. لشدة كرمه .. يزورني ويضع ما يحمله معه ، وينظر إلي لأفهم ..

ولكن .. هل سألزم ؟؟ !! ...

 

*     *     *     *     *     *

يُعطيني الإشارات قبل مجيئه بعدة أشهر ، يُذكرني أنه سيزورني لأستعدَّ لاستقباله ، ويُعلِمني أنه لن يتركني ، لأنه يحبني ...

لكنني لا أنتبه إليه إلا وقد فتح الأبواب ودخل !! يضع أمامي كل ما حمل ، وينظر إلي لأفهم عبر لغة العيون : (( لقد نبهتُكِ !! فأين كنتِ ؟؟ ألم تصلكِ إشاراتي ؟؟ )) .. فأنظر إليه عبر عينيه الدافئتين ، ثم أُسارع إلى خفض بصري لشدة خجلي منه ...

ثم أعدهُ أنني سأنتبه في المرات القادمة .. لكنني كنتُ مشغولة ، هذا العام فقط ، وأعدكَ أنني لن أنشغل في الأعوام القادمة ..

فينظر إلي متسامحاً وأشعر ببريق الرحمة من عينيه الآسرتين .. فأفهم ...

وأعده هذه المرة أنني سألزم ..

 

*     *     *     *     *     *

واليوم ... وعلى مشارف أيام ستُطوى .. أكتشف أن زيارته لن تطول ..

وأنها – كما كل عام – ستستغرق ثلاثين يوماً فقط .. أو تسعاً وعشرين إن كان حظنا سيئاً هذا العام ..

وفي هذه اللحظة ... أعلم أنه يناديني .. وأنه يزورني خصيصاً .. كما يزورُكَ أنتَ خصيصاً .. وكما يزورُكِ أنتِ خصيصاً .. وكما يزوركم أنتم جميعاً خصيصاً ... يزور كُلاً منا خصيصاً .. لأنه يحبنا ... فإنه لا يدع أحداً منا .. بل يُرسل بنفحاته إلى كل منا لنشعر برحمته ونعلم مدى كرمه علينا ..

لنراه يضع أمامنا كل ما مضى .. كي نتحسن فقط .. كي نُحسن استقباله هذه المرة .. لكنه لن يلومنا .. لن يُعاتبنا .. لن يسألنا لماذا وكيف ... فقط سيأتي مبتسماً .. حاملاً في جعبته الماضي .. والحاضر .. وصوراً عن مستقبلٍ مشرقٍ إن أحسنَّا استقباله هذه المرة .. معلناً أنه سيسامحنا هذه المرة .. ورافعاً راية القرآن الكريم ) شهر رمضان الذي أُنزل فيه القرآن هُدًى للناس وبيناتٍ من الهدى والفرقان ( ، وراية رسوله r (( رمضان إلى رمضان كفارةٌ لِما بينهما )) ، وراية حبه لنا وزيارته السنوية .. كي نعرف .. ونذوق .. ونلزم ..

فها هي أيامه الأولى تتوالى .....

وها هي ساعاته لا تلبث أن تُولد لتموت من جديد ..

وها هي لحظاته تمر على قلوبنا لنعرف ...

وها قد عرفتُ .. وها قد عرفتَ .. وها قد عرفتِ ....

فهل سنلزم ؟؟ !! ..

اللــــــــهُ أعلم !!!!

 

*     *     *     *     *     *

 

.

 

 

 

 التعليقات: 2

 مرات القراءة: 2829

 تاريخ النشر: 04/09/2008

2008-09-24

أمل

بسم الله الرحمن الرحيم .. ها نحن نصل إلى نهاية رمضان.. نتوجه للشكر الجزيل لإدارة الموقع الكرام .. ونخـــص بالذكــــر .. فارسة الإسلام ريما

 
2008-09-13

أبو ضياء - لندن

رمضان تجلى مبتسمى * طوبى للعبد إذا اغتنمى = كل مرة نكتشفا فكرا جديدا في رسالتي وروادها.. هل يسمح لي أن أقتبس شيئا من هذا المقال في برنامجي وأنا أودع رمضان.. مع الشكر مسبقا

 

ملاحظة:
الآراء المنشورة لاتعبر بالضرورة عن رأي الموقع أو القائمين عليه، ولذا فالمجال متاح لمناقشة الأفكار الواردة فيها في جو من الاحترام والهدوء ونعتذر عن حذف أي تعليق يتضمن:
1- يحتوي على كلمات غير مهذبة، ولو كانت كلمة واحدة.
2- لايناقش فكرة المقال تحديداً.

 

 1566

: - عدد زوار اليوم

7466839

: - عدد الزوار الكلي
[ 77 ] :

- المتصفحون الآن

 


العلامة الشيخ محمد حسن حبنكة الميداني


العربيــة.. وطرائق اكتسـابها..
المؤلف : الدكتور محمد حسان الطيان








 
   

أحسن إظهار 768×1024

 

2006 - 2015 © موقع رسالتي ، جميع الحقوق محفوظة

 

Design & hosting by Magellan