::: موقع رسالتي - رؤية جديدة في الخطاب الإسلامي :::

>> قطوف لغوية

 

 

خواطر معتمر في العشر الأواخر - حضن مكـــة

بقلم : هاني داود  

خواطر معتمر في العشر الأواخر (2)

حضن مكـة

لاتكاد تجد لك موضع قدم حتى تثبت فيه ، فكيف لو كنت في صحن الكعبة ، أعتقد أنك لو كنت مكاني سترابط فيه وتنوي الاعتكاف ، وترابط من الصلاة إلى الصلاة متأزراً بكافة الطاعات والقربات والتسبيحات والأدعية وقراءة القرآن والمناجاة والصلاة على الرسول صلى الله عليه وسلم تارة ..وحسن الجوار وإفساح المجلس للآخرين وإكرام الصاحب بالجنب ودعوة صالحة تارة أخرى..وتارة حديث رباني بينك وبين مختلف الأعراق والأجناس من يمني ومصري وأردني وفلسطيني وسوداني وهندي وباكستاني وجزائري ومغربي كأنه اجتماع إسلامي عالمي تتلاقح فيه الخواطر والأفكار والأرواح .

صحن الكعبة بل أقول حضن مكة ، هذا هو شعورك وكأنه حضن دافء يضمك بحنان وأمن ومحبة ووالله هي قمة الأمن والسلامة ، فهناك تعرف المعنى الحقيقي للأمان وتستشعره وتستشعر إجابة دعوة سيدنا ابراهيم "رب اجعل هذا البلد آمنا" يالله..يالله.

 

عداد الحسنات الذي لم يستطع العد

كنت أتفكر في كرم الكريم ورحمة الرحيم لعباده ، وجوده عليهم وعطاؤه حتى في الحسنات حباً فيهم ورغبة في أن يدخلهم جنته التي أعدها لهم وكيف ضاعف لهم الحسنات حتى 100 ألف ضعف ويزيد ، تصور إن أديت صلاة فثوابها بمئة ألف صلاة فكيف لو كانت في رمضان حيث الفرض بـ 70 ضعف.. وكيف لو كانت في ليلة القدر:
100 ألف × 70 ضعف × عبادة مستمرة لمدة 84 سنة ، يالله ..يالله..
وهذا غير مقتصر على الصلاة بل على كل العبادات والطاعات والقربات أيضا ، والعاقل الورع من يقتنص الفرص في مساعدة أو خدمة يقدمها للعباد ولو كلمة طيبة وهو راجياً أن يتقبلها منه فلا تستغرب إن كنت تسير ومعك حمل ثقيل أن يطلب أحدهم أن يساعدك ، أو أن يطلب أحدهم أن تشاركه طعامه وشرابه راجياً أن تقبل دعوته.

ولاعجب أن أطت مكة في هذه الليلة وقد كنا نقول قبلها لامكان أو متسع لمفحص قطاة ولكن رحمة الله أوسع كان لها الدور الحاسم ، ولا أخفيكم بعد عودتي افتقادي لعداد الحسنات الذي لم يستطع أن يعد، فلو وصلت الليل بالنهار بصيام وقيام وذكر ماحصدت ثواب عبادة يوم واحد في مكة .

ربنا ارزقنا زيارة بيتك أعواماً عديدة وسنين مديدة في رمضانات كثيرة..اللهم آمين.

 

الرحمات المهداة

كنا نتسابق في أن نكون معتمرين ومصلين وناظرين للكعبة حتى نحصد 120 رحمة ، فالمعتمر يحصل على 60 رحمة ربانية والمصلي على 40 ، أما الباقي فهو للناظرين، وكان الواحد منا يأسف إن فاتته إحداها ويعوض بغيرها ، وأود ذكر رحمة الناظرين فما عرفت لذة النظر لجمال أوجلال كجمال وجلال النظر للكعبة ، حيث أنت تنظر تتنزل عليك رحمات من عنده ومع النظر يزيد شوقك ويطول انتظارك لولا أن الزمان يسابقك لغبت عن الزمان في حضرة المكان ولا انتشيت طربا بكل رحمة منزلة.

يتبع...

 إقرأ أيضا:
 
الجزء الأول من الخواطر

 الجزء الثالث من الخواطر(عروسان في الحرمين)
 -  الجزء الرابع من الخواطر(يغيب الألم مع الحب)

 الجزء الخامس من الخواطر(القبلة والصف الأول)
 الجزء السادس من الخواطر(وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا)
 الجزء السابع من الخواطر(ياشهر رمضان ترفق)
 -  الجزء الثامن من الخواطر(صلاة العيد)

 الجزء التاسع من الخواطر(وداع الحضن)
 الجزء العاشر من الخواطر(خواطر من الحرم النبوي الشريف)
 الجزء الأخير(نفحات من الجنة)

 التعليقات: 6

 مرات القراءة: 4596

 تاريخ النشر: 18/09/2008

2008-09-30

هاني داود

أخي أيهم..لعل الله يرزقنا زيارة لمكة وطيبة بصحبة الأتقياء ورفقة الدرب ونكون من الذين اجتمعوا على طاعته..وماذلك على الله بعزيز.

 
2008-09-30

أيهم ناجي حامد

جزاك الله خيراً أخي هاني ورزقنا الله عودة قريبة بإذنه مرات ومرات أجمعين

 
2008-09-24

هاني داود

أسأل الله يا أخي محمد أن يرزقنا زيارةً بصحبتك وصحبة الأخيار والأبرار.

 
2008-09-23

محمد رجب

جزاك الله عنا كل خير أخي هاني, وانشاء الله نكون قريبا في حضن مكة

 
2008-09-22

هاني داود

أسأل الله يا أخت ديمة أن تتحول طاقة الإيمان وحب الطاعات في قلوبنا ..لترجمة عملية مؤثرة في حياتنا للأفضل

 
2008-09-20

ديمة هديب

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته هاهي العشر الأواخر قد دنت واقتربت وكأني بها الآن تطل علينا وتقول لنا ها أنا قد قدمت فماذا هيأتم لي إن من الجميل بل والرائع أن أقرأ هذه الكلمات التي تشعرني بالحنين والشوق إلى الطاعة والقرب من الله ولكن من الصعب جدا أن يتذكر أي شخص موقفا من مواقف البيت الحرام ويحبس دموعه عن الهطول شوقا وحبا للبيت وللقرب من الله وفعلا كما قلت أستاذ هاني أننا نفتقد هنا عداد الحسنات الذي كان ؟!! جزاك الله خيرا على هذا الطرح الرائع الذي يوقد الهمة وينشط الانسان للعمل من جديد والدعاء أن يرزقنا الله العود كرات ومرات آمين ..

 

ملاحظة:
الآراء المنشورة لاتعبر بالضرورة عن رأي الموقع أو القائمين عليه، ولذا فالمجال متاح لمناقشة الأفكار الواردة فيها في جو من الاحترام والهدوء ونعتذر عن حذف أي تعليق يتضمن:
1- يحتوي على كلمات غير مهذبة، ولو كانت كلمة واحدة.
2- لايناقش فكرة المقال تحديداً.

 

 1592

: - عدد زوار اليوم

7471273

: - عدد الزوار الكلي
[ 61 ] :

- المتصفحون الآن

 


العلامة الشيخ محمد حسن حبنكة الميداني


العربيــة.. وطرائق اكتسـابها..
المؤلف : الدكتور محمد حسان الطيان








 
   

أحسن إظهار 768×1024

 

2006 - 2015 © موقع رسالتي ، جميع الحقوق محفوظة

 

Design & hosting by Magellan