::: موقع رسالتي - رؤية جديدة في الخطاب الإسلامي :::

>> قطوف لغوية

 

 

قاسيون !!!

بقلم : مكارم زرزر  

أحبك أحسدك أغار منك، وأتمنى التعلم عندك يا قاسيون، أتعلم الثبات والقوة والوقوف، ولكن أي قمة وأي ثبات نريد فنحن أرسخ من الجبال في تخلفنا، واقفين في القمة، لا لشيء سوى النظر للماضي بعيون فيها دمع متجمد ثابت منذ زمن الأجداد، بكى أحدهم فورثناه، أي شيء نفعل بدموعنا ،نحن حقاً عاجزين عن تحقيق ما خُلقنا من أجله ، الجميع والجميع يسير مثلما أمره الله تعالى .

الجبال ثابتة تحمينا وتقترح علينا أن نعلو ونرتقي إلى الخالق عزًّ وجل َّ، كل شيء في مكانه، ونحن أضعنا مكاننا، ربما طبيعة فينا العصيان والجهل "وكان الإنسان جهولاً " لست هنا كي أفرط بإنسانيتي أريد أن أسمو بها وأخرج من الهوى وأبتعد عن ما أريد..

ذاهبة إلى ما تريد يا ربي ، غير أني لست بجبل ، نعم... أحمل جبلاً من المعاصي والذنوب وأخشى أن يتحول إلى سلسلة جبلية  شرقية أو حتى غربية ..

أحبك يا ربي لكن لي نفس ظنونه شكاكة، وليس بيدي سوى أن أعدك بترويضها ، متأكدة أنني أستطيع التغلب عليها وليس بفضلي بل بفضل ما فضلتني به على الجبال بفضل ذلك السر الذي حفظته عندي ..

سر الإنسانية جمعاء ، ذلك السر الذي يتباهى به البشر على البشر فتعمى الأبصار العنجهية ويتربع الغرور في الأدمغة، وتغلق القلوب أبوابها ويضيع السر .

أمة الحبيب المصطفى ما أغلقت قلبها ولا فقدت سرها غير أنه بهت لونها وسوف نمزج لونها من جديد ..

قاسيون بكل ما يحمله من جراح همس لي بحبه متبرعاً بألقه.. بشموخه.. بتاريخه .

متى أتعلم منه وأنسى جروحي الصغيرة، ألا أريد أن أشارك في إعادة ذلك العبق وتلك الرائحة والسحر المفقود عندنا الدفين فينا المتطلع إلينا .

كأني أسمعه يعاتبني فيقول : كفاكم حصاداً لقد تعبت الأرض منكم أعطوها غير الأجساد الميتة ، لماذا لا تزرعون فيها سرًّ الإنسانية ، لماذا لا تتعلمون وتعلمون ؟؟

أأموات فوقها وبداخلها ؟ ألا تخجلون ؟

جمد لساني في فمي ... ماذا أقول له ؟!

أصارحه؟

عزيزي قاسيون لقد فقدنا قدرتنا على الزراعة والتعلم والتعليم وأخشى أن يأتي يوماً نفقدك به ..

دخلت هاربة مسرعة من الشرفة خوفاً منه ربما يقول لي أيضاً : كيف آسى على قوم مجرمين ؟ 

 التعليقات: 1

 مرات القراءة: 2891

 تاريخ النشر: 20/01/2009

2009-01-20

الصبحين

اسم جديد ، وموهبة واعدة تنضم لواحة الرسالة الغناء.... مرحباً بك أختنا الغالية: أو أخانا الغالي ؛ فالاسم يصلح للجنسين! مكارم زرزر: اسم أتنبأ له بالرسوخ والتألق في عوالم الإبداع الأدبي! والمشاركة بعنوان : (قاسيون) ؛ هي دعوة للحياة ، للانفتاح على المستجد ، والتعامل معه بوعي وحكمة ؟... والمقابلة بين : الجبل من الجماد ، وجبل الذنوب ، كانت مبتكرة وأجمل مافي الخاطرة هو تلك الإشارة اللطيفة ؛ أن القمة ليست دائماً عنواناً للارتقاء ، أو دليلاً عليه!.... بانتظار المزيد من نتاجكم ، مع تحية عاطرة ، وتمنياتي بقراءة الأفضل من عطائكم المبدع قريباً ، وليحفظكم الله ، ويكلل بالنجاح جهودكم...................

 

ملاحظة:
الآراء المنشورة لاتعبر بالضرورة عن رأي الموقع أو القائمين عليه، ولذا فالمجال متاح لمناقشة الأفكار الواردة فيها في جو من الاحترام والهدوء ونعتذر عن حذف أي تعليق يتضمن:
1- يحتوي على كلمات غير مهذبة، ولو كانت كلمة واحدة.
2- لايناقش فكرة المقال تحديداً.

 

 1308

: - عدد زوار اليوم

7466323

: - عدد الزوار الكلي
[ 76 ] :

- المتصفحون الآن

 


العلامة الشيخ محمد حسن حبنكة الميداني


العربيــة.. وطرائق اكتسـابها..
المؤلف : الدكتور محمد حسان الطيان








 
   

أحسن إظهار 768×1024

 

2006 - 2015 © موقع رسالتي ، جميع الحقوق محفوظة

 

Design & hosting by Magellan