::: موقع رسالتي - رؤية جديدة في الخطاب الإسلامي :::

>> ضيف وحوار

 

 

حوار مع الإعلامي ( عبد الفتاح بو عكاز )

بقلم : ريما محمد أنيس الحكيم .  

 

حوار مع الإعلامي ( عبد الفتاح بو عكاز )

الإعلامي في قناة الحوار الفضائية التي تبث من لندن .

 

 

     أجرى الحوار : ريما محمد أنيس الحكيم .

 

رسالتي - بداية نشكر قبولك إجراء هذا الحوار مع موقع رسالتي .

* هذا شرف لي، وموقع "رسالتي" هو نافذة هامّة نطلّ من خلالها على مستجدات الشام الحبيبة من زاوية نفتقدها في كثير من المواقع الإليكترونية.

 

رسالتي -  أريد أن أسألك: ما هي جنسيتك ؟ ولماذا تعمل في لندن ؟

* أما عن جنسيتي فأنا أفتخر أنني جزائريّ ومسلم بريطانيّ، لكنّ لديّ جنسية ثالثة لم أصرح بها للسلطات الرسمية لأنها جنسية حملها قلبي في شرايينه لا في الوثائق الرسمية، فقلبي يعتز بكونه سوريًّا شاميًّا، لقد عشت في الشام القديمة ست سنوات بجوار المسجد الأموي الكبير ومازال أذانه ساكناً مسامعي، ومازالت أشتم رائحة الصوبيا في حارتي بحي القيمرية.

لماذا أعمل في لندن؟ سؤال غريب عليّ، لأنني أقيم في لندن منذ أكثر من عشرة أعوام وأبنائي ولدوا هنا، علاوة على كوني مواطناً بريطانياً، وشيء طبيعي أن أقيم وأعمل في بلدي وأخدم مصالح جاليتي.

 

رسالتي -  منذ متى وأنت تعمل في لندن ؟

* أولا: أنا أعمل حالياً في قناة "الحوار" الفضائية وكنت واحداً من الإعلاميين الذين أسسوا هذه المحطة الفتية قبل الإعلان عن انطلاقها، لكنّ عملي الحالي هو نتيجة للتدرج في سلسلة من المواقع الإعلامية في لندن منذ عام ألفين إلى أن عملت على تأسيس شركة خاصة للإنتاج الإعلامي عام ألفين وسبعة، وأفردت إنتاجها للبرامج الدينية والتربوية فقط.

 

 

رسالتي -  ما هي أهداف قناة الحوار باختصار ؟

* إنّ أهداف قناة "الحوار" تكمن في ميزتها؛ أي: في موقعها بلندن، في توجّهاتها، وفي نوعية جمهورها المستهدف، إنها أول مرة للمسلمين العرب في أوروبا يستقبلون في بيوتهم خدمة إعلامية يومية تتحدث عن همومهم واهتماماتهم انطلاقاً من مستجدات حياتهم في الغرب، وليست وسيلتُنا في ذلك تلقينَ الناس بالمشاهدة؛ بل إشراكهم في اقتراح أفكار والتعليق على المواضيع التي تعالج قضاياهم من خلال مشاركاتهم في البرامج المفتوحة على المباشر، وأستطيع التأكيد هنا أننا لا نتجرأ على منع مداخلات مشاهدينا إلا إذا تجاوزت الآداب العامة وقليلاً ما يحدث هذا. لا أريد أن أقول إننا ندّعي الكمال لكننا نغطي ثغرة كبيرة في حياة الناس في أوروبا والعالم العربي، وأتوقع أن مئات الآلاف من العرب (إنْ لم أقل ملايين) في أوروبا لا يستطيعون الآن أن يتخيّلوا بيوتهم من دون قناة "الحوار".

 

رسالتي - هل لك أن تخبرنا عن طبيعة عملك فيها؟ ما البرامج التي تعدّها وتقدمها؟ ما أهدافها وطبيعتها؟

* أعمل مقدّم برامج لكنني معدّ لها أيضا، ببساطة لأنني لا أستطيع أن أعتمد على إعداد غيري وطرح أسئلة لم أشرف عليها بنفسي، أقدّم برنامج "لكل العرب" وهو خدمة يومية منوعة تتخللها استشارات (طبية، صحية، قانونية، تربوية، فكرية، ثقافية) أعني: هي باقة منوعة لكننا نقطف منها وردة كل يوم لإفادة من يشاهدنا. كما أقدّم برنامجاً دينياً يعتبر فريداً على الشاشات العربية لأنه يهتم بفقه الأقليات المسلمة في الغرب، وأحسبه قد غطى جانباً هامّاً من حاجات الناس الإفتائية، وتكمن ميزة هذا البرنامج في اعتمادنا الشيخ سالم الشيخي ضيفاً مواظباً معنا كل أسبوع، وهو شيخ شاب من أهل العلم الثقات وهو عضو المجلس الأوروبي للإفتاء والبحوث.

أما عن بقية الأعمال التي أقوم بها فهي متنوعة، فعلاوة على اعتماد صوتي ناطقاً باسم المحطة أقوم بالتدقيق اللغوي والدبلجة والتعليق الصوتي في إعلانات البرامج، وكلّما أتاحت الفرصة أقوم بمهامّ أخرى خارج القناة، فقد كنت موفداً صحفياً إلى دول أوروبية عدة.

 

 رسالتي -  هلا تحدثنا عن حياة المسلمين بشكل عامّ في لندن ؟

* أنا دائماً أقول إن أفضل بلدٍ يمكن أن نغترب فيه هو بريطانيا، قد يخالفني غيري لكنني أعتبر لندن حِضناً يستوعب الجميع على اختلاف أعراقنا وثقافاتنا ومعتقداتنا، والمسلمون هنا جزء لا يتجزأ من هذا الخليط البشري. نحن نعيش في مجتمع نتعلم فيه الكثير، وإن لم نتعلم من غيرنا فهي مصيبة، وأهم ما يجب أن نحترفه هو أن نتصرف كبريطانيين، كمسلمين بريطانيين؛ أي: لنا ما لغيرنا، وعلينا ما عليهم. إن كل شيء هنا يشجع على ذلك بما فيها القوانين، وهذا طبعاً لا يتعارض مع مبادئ ديننا بل إن هذا من صلب شريعتنا.

 

رسالتي - ما هي أهم ملامح الدعوة المتمثلة في حياة المسلمين هنا ؟

* إن للدعوة إلى ديننا الحنيف سُبلاً عدة وأنا شخصياً أفضل السبل البسيطة:

أولها: الانخراط في مجال العمل الخيري الإنساني الذي يقدم المساعدة للمحتاج دون النظر إلى لونه أو عرْقه أو معتقده، ويكفينا أن نعرّف الناس أن إغاثة الملهوف من صلب ديننا.

ثانيا: توجيه الدعوة إلى طلبة المدارس لزيارة المراكز الإسلامية، فالمدارس تعتبرها إحدى الوسائل المعتمدة في التعليم التطبيقي فملامسةُ الواقع يُكسِب المعلومة، ونحن المسلمين نعتبرها طريقة متاحة وبسيطة وتؤتي أكلها، ويكفينا في هذا أن نصنع لنا أصدقاء.

ما أريد أن أقوله هو ما كان ينصحنا به مشايخنا: (من أراد أن يعمل في الدعوة فليتحرر من قيود الأحزاب والحركات والتنظيمات السياسية، وليس هذا من باب معاداة أو مقاطعة من يعملون فيها بل من باب إخلاص العمل في الدعوة لله وحده) علاوة على أن معتقدي الشخصي يقول: إن ما جمعه الإسلام فرّقته السياسة، ونحن في الغرب بحاجة إلى التكاتف.

 

رسالتي - وما هو دور الإعلام في هذا ؟

* إن كنتِ يا ريما تقصدين الإعلام الغربي فأنا أعتبره دمية تحرّكها المصالح، وأعتقد أن علينا نحن المسلمين أن نكّد في توسيع دائرة الخير والإصلاح، وأن لا نضيّع أوقاتنا في تضييق دائرة الشر والفساد، ليس مطلوباً مني كمسلم أن أردّ على كل من يشهّر بسمعتي، لكن هذا لا يعني أن نتجاهل ما يحدث. أنا دائماً أقول إن كثرة الضغط على أبنائنا (الأجيال الجديدة في الغرب) قد يضرّ ببلدنا "بريطانيا"، وهذا يسْري على دول أوروبية كثيرة وأنا أعتقد أن القوانين في بلدي أحسن بكثير. نحن المسلمين البريطانيين نقول إننا مُسَالمون ونستطيع أن نبني أجيالا صالحة لأنفسها ولغيرها وصالحةً لأوطانها، أما كثرة الضغط والتشويش على عقول أبنائنا قد توصلهم إلى مرحلة يتمردون فيها على كل شيء، على سياسة بلد تسمح للإعلام بتصنيقهم إرهابين، وعلى آباءٍ يرفعون راية السلم لكنهم قد يفقدون ثقة أبنائهم عندما يتحول السلم في نظرهم إلى ضعف واستسلام. ولا يجب أن ننسى أن أبناءنا ليسوا صورة طبق الأصل عنا (نحن الذين جئنا مهاجرين)، وليسوا أيضاً صورةً مطابقة للمجتمع الغربي، والمصيبة أننا إذا لم ندرك أهمية هذه التوقعات سيأتي يوم لا أحد يستطيع كبح جماح التمرد على الظلم، لأنهم لن يثقوا في أحد حينها. نسأل الله السلامة.


 التعليقات: 8

 مرات القراءة: 4306

 تاريخ النشر: 24/07/2008

2008-09-01

محيي الدين

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أحباب رسول الله جزاكم الله كل خير على الموضوع والمقابلة الإعلام برأي مهمة ووظيفة خطيرة جداً يستخدمها أعدائنا خير استخدام ناجحين من خلالها بالسيطرة على ثروات وخيرات الأمة الأسلامية تاركين وراءهم أمة أقرأ في فرقة وتشتت أرى ان المسلمين في الغرب فشلوا مقارنة باليهود في ايصال و اقناع العالم الغربي بوجهة نظرهم وكسبهم إلى صفهم كحلفاء لكي يصار الى دعوتهم الى الاسلام وبر الامان.

 
2008-08-10

سمر

بارك الله قيك كلام قيم جدا

 
2008-08-09

شدوان العودة الله

بارك الله فيك ونرجو الله أن يكرم الأمة بإعلاميين متميزين بنظرتهم للإسلام يبحثون لجمع الأمة على النهج السليم للإسلام المعتدل دون إلتفات إلى السياسة التي مزقت الأمة وشتتها

 
2008-07-30

علياء الشام

السلام عليكم اول مرة اقرا كلام عن فكر اولاد المسلمين في بريطانيا وهذه كلام جريئ وخطير معك حق اتمنى ان تكتب لنا المزيد في هذا الموضوع استاذ عبد الفتاح وشكرا

 
2008-07-29

علا صبَّاغ

أعتقد أن الإعلام مهنة للأشخاص الأكفاء فقط! وأريد أن أعلق على جملة: "إن للدعوة إلى ديننا الحنيف سُبلاً عدة" وسأذكر قصة حدثت منذ سنوات، انتقل إمام إحدى المساجد إلى مدينة لندن- بريطانيا، و كان يركب الباص دائماً من منزله إلى البلد. بعد انتقاله بأسابيع، وخلال تنقله بالباص، كان أحياناً كثيرة يستقل نفس الباص بنفس السائق. وذات مرة دفع أجرة الباص و جلس، فاكتشف أن السائق أعاد له 20 بنساً زيادة عن المفترض من الأجرة.فكر الإمام وقال لنفسه أن عليه إرجاع المبلغ الزائد لأنه ليس من حقه. ثم فكر مرة أخرى وقال في نفسه: 'إنسَ الأمر، فالمبلغ زهيد وضئيل ، و لن يهتم به أحد ...كما أن شركة الباصات تحصل على الكثير من المال من أجرة الباصات ولن ينقص عليهم شيئاً بسبب هذا المبلغ.. سأحتفظ بالمال وأعتبره هدية من الله وأسكت. توقف الباص عند المحطة التي يريدها الإمام ، ولكنه قبل أن يخرج من الباب ، توقف لحظة ومد يده وأعطى السائق العشرين بنساً وقال له: تفضل، أعطيتني أكثر مما أستحق من المال!!! فأخذها السائق وابتسم وسأله: 'ألست الإمام الجديد في هذه المنطقة؟ إني أفكر منذ مدة في الذهاب إلى مسجدكم للتعرف على الإسلام، ولقد أعطيتك المبلغ الزائد عمداً لأرى كيف سيكون تصرفك'!!!!! وعندما نزل الإمام من الباص، شعر بضعف في ساقيه وكاد أن يقع أرضاً من رهبة الموقف!!! فتمسك بأقرب عامود ليستند عليه،و نظر إلى السماء و دعا باكيا: يا الله ، كنت سأبيع الإسلام بعشرين بنساً!!! وفقك الله أستاذ عبد الفتاح بو عكاز ودمت ذخراً للأمة الإسلامية في بلاد الغرب.

 
2008-07-26

آلاء

بارك الله في وفائك أخ عبد الفتاح ، والشام تفتخر بأبناء بررة أمثالك ، وبوركت جهودك التي تبذلها في برامجك النيّرة والتي تنبثق من فكر نيّر ، ولكن سؤال لو سمحت تتكلم عن لندن وكأنك لا تنوي العودة إلى الجزائر ؟؟؟؟ وأودّ شكر كاتبتنا المبدعة ريما التي تطلّ علينا بأصحاب العقول المتقدة بين الفينة والأخرى ....والشكر موصول أيضاً للموقع المتميز _ رسالتي _ والمشرف عليه فضيلة شيخنا وأستاذنا محمد خير بارك الله فيه ووفقه لكل خيـر ....

 
2008-07-25

سليم

كلام منطقي شكرا

 
2008-07-24

paris: mohamed benadda

salamoualaykoum merci mon frère abdelfatah pour ton courage et ce que tu donne a la communauté musulmane ici en eurôpe q allah te protege et eclaire ton chemin salami ila achouyoukhina fi dimachq damascus

 

ملاحظة:
الآراء المنشورة لاتعبر بالضرورة عن رأي الموقع أو القائمين عليه، ولذا فالمجال متاح لمناقشة الأفكار الواردة فيها في جو من الاحترام والهدوء ونعتذر عن حذف أي تعليق يتضمن:
1- يحتوي على كلمات غير مهذبة، ولو كانت كلمة واحدة.
2- لايناقش فكرة المقال تحديداً.

 

 970

: - عدد زوار اليوم

7470025

: - عدد الزوار الكلي
[ 109 ] :

- المتصفحون الآن

 


العلامة الشيخ محمد حسن حبنكة الميداني


العربيــة.. وطرائق اكتسـابها..
المؤلف : الدكتور محمد حسان الطيان








 
   

أحسن إظهار 768×1024

 

2006 - 2015 © موقع رسالتي ، جميع الحقوق محفوظة

 

Design & hosting by Magellan