::: موقع رسالتي - رؤية جديدة في الخطاب الإسلامي :::

>> مقالات متنوعة

 

 

نقد التفسير العلمي المعاصر

بقلم : أحمد محمد الفاضل  


سلسلة ( نقد التفسير العلمي المعاصر للقرآن الكريم )
بقلم الأستاذ أحمد محمد الفاضل
مدرس في معهد الفتح الإسلامي
نقد التفسير العلمي المعاصر

نقد التفسير العلمي للآيات التي تحدثت عن التقام الحوت لسيدنا يونس عليه الصلاة و السلام و بقائه حياً في بطنه و قذفه بعد ذلك
يزعم من ننقد تفسيرهم في هذه السلسة أن يونس النبي الكريم عندما التقمه الحوت بعد خروجه من القرية مغاضباً، وركوبه البحر ، وإلقائه وقع في حجرة الهواء ( الرئة ) أي رئة الحوت ، فلم يحل بينه وبين الهواء الذي تقوم به الحياة عادة ، لهذا لم يمت ، وبقي حياً طوال المدة التي مكثها في بطن الحوت ، ولولا وقوعه في هذه الحجرة لهلك من ساعته!!
هكذا يفهمون سر نجاة هذا النبي ،و هي أسباب و مسببات ،فليس هناك آية و لا معجزة خارقة للعادة ….
و لست أدري ماذا بقي من المعجزات بعد هذا التأويل المتعسف؟!
لم يبق إلا أن ننكر ذواتنا؛لأنها معجزات لكنها مألوفة ….

و ننقض هذا التحريف ،و التأويل بأمور :
الأول : أن الآيات التي ذكرت سيدنا يونس و التقام الحوت له ،جاءت في نسق الآيات التي تتحدث عن الأنبياء و معجزاتهم ،فذكرت داوود و تسبيح الجبال و الطير معه ،و سليمان و تسخير الريح و الشياطين له ،ثم ذكرت ما أصاب أيوب من البلاء الشديد ،و كيف كشف الله تعالى عنه الضر الذي أحاط به ،بعد ذلك جاء ذكر ذي النون (يونس) الذي ترك قومه المعرضين عن دعوته مغاضباً (و ذا النون إذ ذهب مغاضباً فظن أن لن نقدر عليه فنادى في الظلمات أن لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين فاستجبنا له و نجيناه من الغم و كذلك ننجي المؤمنين ) {الأنبياء/87-88}.
و قد أردفت هذه الآيات بذكر زكريا و دعائه و التجائه إلى الله ليرزقه الولد الصالح ـ و قد كان كبيراً ،و كانت زوجه عقيماًـ فأعطي ما سأل…
و هكذا نرى أن سياق الآيات و سباقها و لحاقها يتحدث عن الأنبياء،و معجزاتهم التي لا يتأتى لعاقل أن يفسرها مادياً ،و كذلك ما حصل ليونس عليه السلام .
الثاني : على فرض أنه سقط في حجرة الهواء كما يدعون ،يقال لهم : كيف نجا من ماضغي الحوت بعد التقامه ؟
كيف يتصور أن يقع إنسان في فم حوت في ظلمة الليل و البحر المضطرب ،ثم يبقى حياً دون أن يتمزق شر ممزق ؟!
و الحق أن الافتراض الأول باطل ؛لأن الآية تقول فلولا أنه كان من المسبحين للبث في بطنه إلى يوم يبعثون) { الصافات /143-144}
فذكرت الآية أن يونس عليه السلام كان في بطنه لا في رئتيه ،و قد أمر الله تعالى هذا المخلوق أن يحفظ يونس حياً في بطنه ,فكان بطنه أشبه بالسجن و هذا مظهر المعجزة الخارقة للعادة .
الثالث : و يقال لهم : كيف تفسرون ما حصل له بعد ذلك من خروجه من بطن الحوت ،و إلقائه في مكان مناسب على الشاطئ ،و إنبات الله عليه شجرة من يقطين لتعود إليه قوته ،و صحته بعد هذه المحنة ،و هذا الابتلاء؟

كل هذا يقرر أن بقاؤه حياً في بطن الحوت كان معجزة ظاهرة لا يماري فيها إلا جاحدٌ أو جاهل…
و يؤكد هذا أن الآية بينت أن سبب نجاته كان التجاؤه إلى الله ،و تسبيحه ،و لولاه لمكث في بطنه إلى يوم يبعثون .
الرابع : أنَّ هذا التأويل بل التحريف لمثل هذه المعجزات إنكار مطبق غير صريح للمعجزات المادية التي جرت للأنبياء ،و هذا مسلك الماديين العقليين ،و لو أنصف هؤلاء لأدركوا أن الإنسان عينه معجزة في ظاهره و باطنه و عقله و جسده ،لكنه معجزة مألوفة ،فقد ألف هذا المخلوق نفسه ،و ما حوله من آيات فغاب عنه وجه الإعجاز الظاهر و لو دقق النظر ،و اعتبر لأدرك أنه من أعظم المعجزات كما قال تعالى ((و في أنفسكم أفلا تبصرون) و كذلك اعتاد ما حوله من المكونات ـ و هي معجزات ـ فنسيها ،و غفل عنها ،لإلفها كما قال تعالى : (و في الأرض آيات للموقنين).
 

 التعليقات: 0

 مرات القراءة: 3268

 تاريخ النشر: 16/11/2007

ملاحظة:
الآراء المنشورة لاتعبر بالضرورة عن رأي الموقع أو القائمين عليه، ولذا فالمجال متاح لمناقشة الأفكار الواردة فيها في جو من الاحترام والهدوء ونعتذر عن حذف أي تعليق يتضمن:
1- يحتوي على كلمات غير مهذبة، ولو كانت كلمة واحدة.
2- لايناقش فكرة المقال تحديداً.

 

 756

: - عدد زوار اليوم

7458959

: - عدد الزوار الكلي
[ 42 ] :

- المتصفحون الآن

 


العلامة الشيخ محمد حسن حبنكة الميداني


العربيــة.. وطرائق اكتسـابها..
المؤلف : الدكتور محمد حسان الطيان








 
   

أحسن إظهار 768×1024

 

2006 - 2015 © موقع رسالتي ، جميع الحقوق محفوظة

 

Design & hosting by Magellan