::: موقع رسالتي - رؤية جديدة في الخطاب الإسلامي :::

>> قضية ونقاش

 

 

الاغتراب

بقلم : آلاء محمد خالد الخطيب  

 

قد سمع كثير من الناس عن الغربة وذاق البعض شيئاً من معاناتها....

لكن غربة القرن الواحد والعشرين غريبة من نوعها، فقد اعتدنا على أن المقصود من الغربة الهجرة عن الوطن والأهل والأصحاب...

إلا أن مفهومها اليوم قد أمسى متجلياً بعزلةٍ عن المحيط الاجتماعي ولكن دون حاجة إلى سفر أو هجرة...

هي غربة إرادية !!!

نعم فقلّما نجد المغتربين قد اختاروا الاغتراب بإرادتهم إلا أن ظروف عملهم ودراستهم هي التي دفعتهم لذلك الخيار...

لكن الغربة في مجتمعاتنا العربية قد تغيّر وصفها وطعمها، فكانت تقنيات التطور والحداثة سبباً في تكوين وتكوّن هذه الغربة...

 فبعد ظهور الانترنت أصبحنا نرى الأفراد قد اكتفوا به عن الصلة الإنسانية ـ ايميل واحد يكفي وتحصل به صلة الرحم !!!

لم يقف الأمر عند الحدّ من هذه الصلة فقط، ولكن أدت إلى اعتزال الفرد محيطه العائلي والأسري، فغالباً ما تراه جالساًَ أمام شاشته ملتفتاً عما يجري حوله ويدور....

إن موجة الحداثة هذه التي غزت المجتمع العربي برمته قد خلّفت وراءها آثاراً لا تقلّ خطورة عن الآثار التي خلّفها تسونامي على إندونيسيا...

ففقدان التواصل الاجتماعي والأسري من أخطر المشكلات التي لم يجد لها الغرب حتى الآن حلاً....

فما ترى فيه إلا تفكك أسري وتوحّد فردي يحاولون جاهدين أن يجدوا له الحلول المناسبة، فقد عمّت المشكلة حتى صغارهم مما جعلهم يبتكرون لهم تلك الشخصية الكرتونية المسماة ـ سام ـ التي تساعدهم على نبذ الوحدة وحب التعاون....

فهل ظاهرة الانترنت والتي يتحدثون فيها عن اختراعات قادمة ستصل بنا إلى أن نلقي (الماوس) خارجاً ونبقى محتفظين بالشاشة التي تفهم من نظراتنا ما نريد، هل تحتاج هذه الظاهرة إلى دراسة ؟؟؟

وهل نحتاج إلى وضع خطط تربوية أو اجتماعية أو ثقافية تحدّ من استعمال هذه الظاهرة التي يهدر فيها الشباب عشرات الساعات كل يوم ؟؟؟

والتي أدت لانحرافهم وإصابة البعض منهم بنوع من الجنون وذلك بسبب ما ينشر فيه من أباطيل وشعوذة...

أم أننا في عالمنا العربي لا نعنى بدراسة وإحصاءات أو وضع خطط وسياسات فليس الأمر يعنينا ـ وكل واحد عليه من نفسه ـ !!!!!!

 

رأيكم ينبع من تجارب تعايشت مع الانترنت دون إفراط أو تفريط....

فاطرحوا خبراتكم وآراءكم علنا نستفيد منها وتفيدون بها....


 التعليقات: 8

 مرات القراءة: 3042

 تاريخ النشر: 03/08/2008

2008-08-12

جميل الخضر

بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ما استطيع أن أقوله عن الأنترنت أنه مجتمع قائم بذاته وهو لا يختلف عن المجتمع الذي نعيش فيه أي المجتمع البشري الحقيقي إن صح تعبيري , فهو يحتوي على النافع ويحتوي على الضار ويحتوي على الصالح وعلى الطالح .وفيه المومسات والمؤمنات كما فيه العلماء وكثيرا ما يحتويه من الجهال هذا من حيث الاختلاط بالناس عبر هذه الشبكة فكما باستطاعتك أن تتعايش مع الصالح والطالح في حياتك اليومية فكذلك شبكة الانترنت فهذا هو اختيارك الشخصي .أليست الحياة اليومية فيها اختيار للاصدقاء فكذلك هذه الشبكة فيها اختيار ويطبق عليه ما يطبق على جهاز التلفون من حرمة الحديث إلى المرأة الاجنبية وسماع صوتها لغير تعليم والله أعلم فقلي من تصحب على الانترنت أقلك من أنت أما بالنسبة للبرامج فكما حياتك اليومية مليئة بالعجائب والغرائب من صور وأحداث وغير ذلك من الأمور فكذلك الانترنت تستطيع بالمال الذي تهدره على الانترنت أن تحمل برامج تنفعك في دينك وكذلك في دنياك والعكس تسطيع أن تحمل برامج فيها ما يغضب الله تعالى أوليس المجتمع البشري الحقيقي بمستطاع الانسان أن يصل بالمال إلى ما يرضي الله أو يسخطه ونحن في سوريا والحمد لله بدأ مزود الخدمة بمنع عرض الصور الاباحية وقدم ما يسمى الأنترنت العائلي بأمكان أي شخص أن يشترك بالأنترنت العائلي ومهما أغنى النت عن الاشخاص بما يسمى ايميل أو بريد الكتروني لن يغني عن اللقاء بالاهل والاحبة هئنذا أعمل في لبنان وأرى أمي على شاشة الكمبيوتر عبر الأنترنت ولكنها لم ولن تغني عن رؤيتها الحقيقية فالالكترون يغيب عنه الشعور أرى أمي ولكن لا يصلني شعورها . والحمد لله ساعدني الانترنت على أقتناء الكثير من البرامج المفيدة النافعة كما تعلمت فيه الكثير من أمور ديني ودنياي فكما أن الأنسان لا يندم على التعلم من كتاب ولا على هدر الوقت في قرآته فكذلك الانترنت أن استخدمته صالحا فلن تندم على ما أهدرته من وقت ومال والحمد لله رب العالمين

 
2008-08-12

رامو

كلامك صحيح وهذه ظاهرة توعدنا عليها وصرنا جزء منها والحق علينا اللي عم نخليها تكبر الى ان تصير حياتنا كلها عمل وعمل والعادات الاجتماعية وجلسات صلة الارحام تكاد تنعدم والسبب نحن نحن

 
2008-08-10

ورد الشام

شكرا للجميع على تعليقاتهم المفيدة والجميلة وأضيف مع هذه الغربة لا زالت الحياة الاجتماعية مستمرة ومتواصلة عند الكثيرين ؟؟ فالغربة كرية وصعبة جدا ايها الاخوة""وشكرا للكاتبة..

 
2008-08-06

أبو حبيب

لا شك ان الانترنت قد سببت شيئاً من العزلة الاجتماعية لكثير من الشباب فبدؤوا يستغنون بالايميلات والتشات عن التزاور والتقابل لكنني -وكمتغترب- أرى ان الانترنت نفسها لعبت دوراً عكسياً تماما بالنسبة للمغتربين فنحن بواسطتها نتكلم الساعات يوميا مع الأهل والأصدقاء ونراهم ويروننا ونسعد بهم ويفرحون بنا في حين لم يكن لجزء يسير من ذلك ان يتحقق لولا الانترنت بسبب ارتفاع أسعار الاتصالات الدولية في النهاية الانترنت كما يعلم الجميع سلاح ذو حدين فأسأل الله عزو جل ان نكون ممن يستغل ايجابياتها ويتجنب سلبياتها

 
2008-08-06

علا عبد الحميد زيدان

في هذا العصر تأتي الحداثة ضرورة لا مفر منها وليس منها بد فنحن اليوم لا نشعر باللحظة فحسب بل نشعر بأجزائها لذلك أنا أرى لمَ لا نرى الجانب الايجابي من هذه التقنية ؟ نعم لها سلبيات كثيرة ولكن نفعها أكبر لمن أراد النفع منها . فكم نتواصل مع أناس بعيدين عنا وربما في قارة ثانية من العالم أوليس ذلك بعظيم ؟؟؟؟ وعالم الانترنت مثله مثل آلة الثلاجة نستطيع أن نضع بها الماء ونستطيع أن نضع بها الخمر إذا فالعبرة بالخيارات لا بالاختراعات نفسها . دعونا لا ننظر دائما الى سلبيات الأمور وسلبيات العلوم وسلبيات العصور ، دعونا نأخذ من كل شيء أحسنه ومن كل عقد وسطه ونترك ما وجب تركه ، وبهذا نكون مسلمين بحق .....

 
2008-08-05

علا صبَّاغ

يرتيط الحديث عن غربة الأهل والأصحاب في العصر الحديث بفكرة إدمان الانترنت! وقد يرى البعض أن كلمة إدمان غريبة هنا ولكنه وفي الحقيقة إنها أقرب ما تكون إلى التشبيه.. وقد أوضحها الدكتور طارق سويدان في حديثه أنك إذا سألت شخصاً ما أنت كم تقضي من وقتك بشكل يومي على الإنترنت؟ فكانت نتيجة الاستفتاء الإجابة أربع ساعات يومياً!وإذا تركنا الحديث عن صلة الرحم وأهميتها، ولنتحدث عن الحياة الاجتماعية اليومية.. فكم من أشخاص تعرفت عليهم وتمنيت أن تبق صلتي بهم وثيقة ولكن لم تكن كذلك وأجد أنه قد مضت سنين من دون معرفة خبر عن حياتهم! وعندما أسأل نفسي لماذا انقطعت الصلة بينهم.. هل لأننا لا نستطيع التواصل عبر الانترنت؟ للأسف وبالنسبة لي وفي بعض الحالات فإن الجواب نعم! وأنا أعلم أن هذا ليس سبباً كافياً ولكن! أما عن اعتزال الفرد محيطه العائلي فأقول أن إدمان النت يجعلك تجلس ساعات وساعات أمام هذا الجهاز الأصم تاركاً الأهل وجمعتهم وأحاديثهم، والسؤال: ما هو قصدك من الانترنت؟ الدردشة مثلاً؟ الدردشة عادية وليست هنا المشكلة ولكن المشكلة مع من تتحدث؟ وإلى أين سينتهي بك الحديث؟أما عن ظاهرة اختراع الشاشة التي تفهم من نظراتنا.. فأعو ربي أن نفهم نحن جنس البشر على بعضنا بالنظر، قبل أن يفهم هذا الجهاز الأصم علينا!!!

 
2008-08-04

دعاء الأصفياء

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. موضوع مهم .. ولشبكة الإنترنت دور كبير في الاغتراب وهدر الأوقات ... نحن - المسلمين – بحاجة إلى كل ثانية تمرّ من وقتنا .. وكتجربة شخصية ؛ أدركت أننا بحاجة لضبط حازم وصارم لأوقاتنا .. وتخصيص وقت محدّد لدخول الشابكة .. وإلا سنضيع أعمارنا دون جني أي فائدة

 
2008-08-03

محيي الدين

السلام عليكم الحمد لله أنه ما زال في أمتنا نساء مثل كاتبة هذه المقالة جزاك الله خيراً أقول ليس الغريب غريب الشام واليمن الغريب غريب اللحد والكفن إن شبابنا وبناتنا حماهم الله أمام امتحان خطير جداً وخاصة الإنترنيت وما يدور ويوجد فيها فهي مثل باقي المخترعات التي قدمت إلينا وأدمنا على أستهالكها من دون وعي أو فهم وساعد في ذلك التجهيل المتبع في إغراق المجتمعات الإسلامية بالنهضات المجهضة والدخيلة على وجودنا والسلام.

 

ملاحظة:
الآراء المنشورة لاتعبر بالضرورة عن رأي الموقع أو القائمين عليه، ولذا فالمجال متاح لمناقشة الأفكار الواردة فيها في جو من الاحترام والهدوء ونعتذر عن حذف أي تعليق يتضمن:
1- يحتوي على كلمات غير مهذبة، ولو كانت كلمة واحدة.
2- لايناقش فكرة المقال تحديداً.

 

 543

: - عدد زوار اليوم

7446863

: - عدد الزوار الكلي
[ 58 ] :

- المتصفحون الآن

 


العلامة الشيخ محمد حسن حبنكة الميداني


العربيــة.. وطرائق اكتسـابها..
المؤلف : الدكتور محمد حسان الطيان








 
   

أحسن إظهار 768×1024

 

2006 - 2015 © موقع رسالتي ، جميع الحقوق محفوظة

 

Design & hosting by Magellan