::: موقع رسالتي - رؤية جديدة في الخطاب الإسلامي :::

>> قطوف لغوية

 

 

ماذا أهديك ؟! أيها الحبيب ...

بقلم : ديمة محمد ديب هديب  

ماذا أهديكَ ؟  وأنتَ أعظمُ هِدايةٍ وهدية ..

ماذا أعطيكَ ؟ وأنتَ خيرُ منحةٍ وعطية ..

ماذا أسمِّيكَ ؟ والأسماءُ كلها تسمو عندما تنتسبُ إليك ..

كيف أصفك ؟ وأيُّ وصفٍ يستحقُ أن يُطلق عليك ..

تاهتِ الكلماتُ في ثنايا عظمتك .. وتبخرتِ الأحرفُ في جمالِ طَلعتك ..

كيف لي أن أصفَ حبك ؟!

وكلُّ الأقلامِ تتنافس أيُّها يحظى بشرفِ الحديثِ عنك؛ وكلُّ الأوراقِ تمدُّ أعناقها تنتظرُ أن يُلامِسها نورٌ من فيضك وعطرٌ من سيرتك؛ وكلُ قطراتِ الحبرِ تتمنى أن تخط أيَّ كلمةٍ في حبك؛ فماذا أفعل في هذا التنافس على حبك ؟!

أحبكَ أيضاً .. أحبكَ حباً يفوق حبَ المحبين ويسمو على رُتبِ العاشقين ويُحلِّق فوقَ الهائمين ويحط في رحالِ المتيمين ..

أحبكَ .. قلتها سابقاً وأقولها اليوم وسأقولها غداً ؛ أحببتكَ فصارت نبضاتُ قلبي تنبض باسمك ..

( فالميم ) : منارة لحياتي

( والحاء ) : حبك زادي

( وميم أخرى ) : منهجي ومجدي ومكاني

( والدال ) : دربك وطريقك نجاتي

محمد صلى الله عليه وسلم

أقولها بكل حب .. أحبك ..

ولكني أقولها اليوم بنَفَسٍ آخر .. أقولها بعشقٍ آخر .. أقولها بجوٍّ آخر ..

أقولها في يومٍ عظيم .. أقولها مع بزوغِ هذا الفجر ؛ الفجرِ الذي جاء لنا بالسعادة وبالأمل وبالتوفيق والعمل .. أقولها معَ إشراقةِ تلك الشمس مرسلةً لنا رسائلها اليومية معلنةً أنَّ الخيرَ قد نزل في هذا اليوم إلى الأرضِ واستقر فيها .. أقولها مع تسبيحِ الطيور وتهليلِ الأشجار .. أقولها معَ النسماتِ القادمةِ من أرضِ الحجاز .. أقولها معَ عَبَقِ أزهارِ الربيع .. أقولها في

12 / ربيع الأول / 1430 للهجرة

أقولها في ذكرى المولد ..

أحبك يا حبيب الله .. أحبك يا رسول الله .. أحبك يا سيدي وحبيبي وشفيعي محمد صلى الله عليه وسلم ..أحبك في كل يوم وفي يوم مولدكِ يولدُ الحبُ مراتٍ ومرات .. فليتك تقبلُ هذا الحب وليتكَ ترضى عن هذا الحب .. 

حبنا لك جعلنا نحتفل بذكرى مولدك ويحقُ لنا ذلك فإن لم نحتفل بهذه الذكرى الطيبة ففيم الاحتفال ..

احتفالنا جعلنا نتذكرُ مواقفَ السيرةِ المباركة والوقفاتِ الخالدة والمعاركَ الرائعة .. احتفالنا أعادنا إلى أخلاقكِ وشمائلكِ .. احتفالنا أوقفنا مع أنفسنا بسؤال " ماذا قدمنا لك ؟" مقابل جزءٍ صغير مما قدمتَ لنا .. احتفالنا جعلنا نعقدُ العزمَ أن نقدمَ شيئاً من أجلِ السنة التي أفنيتَ حياتكَ كي تصل إلينا ..

ففكرنا وبحثنا فوجدنا أنَّ الاحتفالَ لايكفي وادَّعاءَ الحبِ لايصلح إن كان بلا ثمرة فقررنا ترجمةَ الحبِ إلى شيءٍ عملي يُرضيك عنا فكان الحلُّ أن نهديكَ هدية كلٌ يقررها بنفسه ..

هدية تعرِّف الناس على حبيبها وشفيعها .. هدية تُعيدُ الناسَ إلى رحابِ السنة .. هدية من أخٍ صالح يدَّرسُ شمائلكَ للشباب .. هدية من أختً غالية تعلِّم الناسَ فضائلَ الصلاةِ والسلام عليك .. هدية من شيخٍ فاضل يُعلِّم ُبلسانِ الحال هدي النبوة .. هدية من شابٍ ناجح ينشرُ السيرةَ باللغات الأجنبية على المواقع الإلكترونية .. هدية من أخواتٍ فاضلات يغرسنَ في أولادهن حبك .. وهدية منا أن نحيا على خطى الحبيب صلى الله عليه وسلم ؛ فأيُّ هديةٍ ترقى لحبيب الرحمن ولكنه جهد المقل فهل سترضى عنا كي نحظى برضا الله سبحانه وتعالى ونسأل الله أن يجعل كل عملنا خالصا لوجهه الكريم ..

ولي هنا سؤال .. ماذا سنهدي الحبيب المصطفى والرسول المجتبى صلوات الله وسلامه عليه في يوم مولده وفي شهر مولده وفي حياتنا كلها ؟!

 

 التعليقات: 0

 مرات القراءة: 2575

 تاريخ النشر: 11/03/2009

ملاحظة:
الآراء المنشورة لاتعبر بالضرورة عن رأي الموقع أو القائمين عليه، ولذا فالمجال متاح لمناقشة الأفكار الواردة فيها في جو من الاحترام والهدوء ونعتذر عن حذف أي تعليق يتضمن:
1- يحتوي على كلمات غير مهذبة، ولو كانت كلمة واحدة.
2- لايناقش فكرة المقال تحديداً.

 

 392

: - عدد زوار اليوم

7468857

: - عدد الزوار الكلي
[ 76 ] :

- المتصفحون الآن

 


العلامة الشيخ محمد حسن حبنكة الميداني


العربيــة.. وطرائق اكتسـابها..
المؤلف : الدكتور محمد حسان الطيان








 
   

أحسن إظهار 768×1024

 

2006 - 2015 © موقع رسالتي ، جميع الحقوق محفوظة

 

Design & hosting by Magellan