::: موقع رسالتي - رؤية جديدة في الخطاب الإسلامي :::

>> أقلام نسائية

 

 

رسالة إلى أبي ...

بقلم : المُحِبَّة لله (دعاء الأصفياء)  

أنَا خَلِيْفَتُكَ مِنْ بَعْدِك.. فَكُنْ خَيْرَ سَلَف.. وَزَوِّدْنِيْ بِخِبْرَتِك!

*رسالة طفوليّة بريئة من ابن لأبيه*

بسم الله الرّحمن الرّحيم

والصّلاة والسّلام على رسوله الكريم

 

إلى كلّ بابا هو بابا

وإلى كلّ بابا أوشك أن يصبح بابا

وإلى كلّ بابا يحلم بأن يكون بابا

هذه رسالةٌ منّي ومن أطفال الأرض

أكتبها باسمي وباسم كلّ طفلٍ وُلد ولم يولدْ بعد

إلى كلّ بابا يريد لي ولنفسه السّلامة والسّعد...

 

بابا: هلا أعطيتَني شيئاً من وقتك؟ هل تجود عليّ بجزءٍ يسير منه؟ تمهّل قليلاً!! أنا أعرف أنّك مشغول، لكنّي أرجوك أن تجعل شيئاً من وقتك لقراءة هذه الرّسالة.

بابا: هناك نقطة تهمّني كثيراً، وتعني لي الشّيء الكثير، أتدري ما هي تلك النّقطة؟ هي حسن اختيارك ماما. عندما تختار ماما؛ فأرجوك أن تحرص على أن تكون أمّي تحمل همّي، وتخطّط لتربيتي التّربية الحسنة، لا أريد أن تكون ماما منشغلة بنفسها، وبمظهرها وشكلها. لا تسأل عن مالها بابا، ولا تجعل لجمالها أولويّة على دينها، فإن لم تكن ملتزمة بأمر ربّها، فستكون سبباً في شقائي، بل في شقائك قبل شقائي.

بابا: لن أتحرّج في أن أطلب منك هذا الطّلب، والّذي ما إن قمت بفعله فستسعدني كثيراً، وستعمل على أن أكون أفضل شخص في العالم، هذا الشّيء هو الّذي من أجله خلقنا الله. اطلب العلم الشّرعيّ بابا! فأنا أريد أباً يعلّمني أمر ديني، وينشّئني على طاعة ربّي. أريد أن أعيش حياة سعيدة بالقرب من خالقي، وفي كنفك أنت وماما. فهيّا يا بابا! ولا تؤجّل هذا العمل الرّائع. فسعادتي كلّها في معرفة أحكام ديني، هذه الأحكام أريد أن أتعلّمها منك أنت. وإن طلبتَ العلم؛ فإنّك ستدرك أنّ هناك قضيّة مقدّسة اسمها فلسطين، وستسعى إلى إدخال حبّها في قلبي، وستزوّدني بما يجعلني أهلاً لتحريرها.

بابا: خذني معك عندما تذهب إلى أصدقائك، أو عندما تكون في رحلة معهم، فأنا أحبّ أن أكون معك، ليس فقط لأستمتع بصحبتك، ولكن لأتعلّم منك أيضاً كيف أتعامل مع النّاس، وكيف أتصرّف بحكمة. أنا أعلم أنّ وجودي معك سيكون ثقيلاً عليك بعض الشّيء، لكن ألا تريد لي أن أكتسب صفات الرّجولة؟ فلا تبخل عليّ بذلك!

بابا: أنا لا أريدك أن تكون مدخّناً! فإنّ دخانك هذا يدخل إلى رئتيّ، ويضرّ كثيراً بصحّتي، فهل تحبّ أن تتضرّر صحّتي؟ اترك التّدخين بابا، ولا تقترب من تلك اللّفافة الملعونة! أرجوك اسمعني، ولا تهمل طلبي! لماذا لا تكترث بما أقول؟! أنا ابنك، حبيبك! يبدو أنّك لا تريد ترك التّدخين، ماذا؟ لا تستطيع؟! يا إلهي! أإلى هذا الحدّ تكرهني؟! ألا تدرك خطورة التّدخين وضرره عليّ؟! يؤسفني شعوري بأنّك لا تحبّني! لتعلمْ يا بابا أنّك عندما تدخّن؛ فكأنّما تضع السّمّ في فمي، أيّة قسوة هذه؟!! لا! لا! ولا حتّى خارج البيت، أتريد بذلك إقناعي أنّك تحبّني؟ صحيح أنّك تخفّف الضّرر عنّي عندما تدخّن خارج البيت، لكنّ آثار دخانك ستصلني عندما تتنفّس في وجهي، وعلى كلّ حال، فلن أقتنع بهذا الكلام، فأنا أيضاً لا أريد لصحّتك أن تتضرّر. ثمّ ألم تدرك أنّ التّدخين لا يرضاه الله؟ لا تحاول إقناعي بابا! لن يرضى الله عنك ما دمت تدخّن، أتريد أن تعصي الله؟ لا يا بابا، أنا أعرفك... أنت تسعى دوماً لاكتساب مرضاة الله عزّ وجلّ، فلا يعقل أن تستمرّ على التّدخين، وتغضب الله بذلك. هناك شيء آخر أريد أن أقوله لك: ربّما أكبر غداً لتجدني مدخّناً مثلك، فأنا شديد التّأثّر بك وبتصرّفاتك، وسأحبّ التّدخين بلهفة إن عرفت أنّ بابا يدخّن. فأرجوك أرجوك أن تترك التّدخين.

بابا: علّمني كيف أختار أصدقائي، وأرشدني إلى الصحبة الصّالحة، فأنت تعرف خطر الصّديق عندما يكون سيّئاً. تابعني في علاقتي بهم، وتأكّد أنّني لا أتعلّم منهم ما يفسد تربيتك لي. أتعْلم يا بابا؟ إن كنت مدركاً أهمّية أصدقائي، ومدى تأثيرهم فيّ؛ فستتمنّى أن تكون ملازماً لي في كلّ حركة من حركاتي معهم، لا تستهنْ بذلك الأمر بابا، إن لم تهتمّ بي وبأصدقائي، وبتربيتي، فلا تقل غداً:"هذا الولد طائش، هذا الولد لا يسمع كلامي، ليتني لم أرَ وجهه في حياتي!". وما دخلي أنا؟! أنت السّبب! أنت أهملت تربيتي، فلا تلمْني إن لم أكن كما تريد. إن لم تتخيّر لي أصدقاء طيّبين مهذبين، فستندم أشدّ النّدم، وستتعب معي كثيراً، فلا أريد لك أن تندم، ولا أريد لك التّعب يا بابا.

بابا: لماذا تطيل غيابك عنّي؟! لماذا يأخذ عملك منك وقتاً طويلاً على حساب جلوسك معي؟! لمَ لا تخصّص وقتاً لتربّيني على الأخلاق الفاضلة، وتحكي لي القصص الجميلة النّافعة؟ أريدك بجانبي بابا، لا تحرمني من رؤية وجهك الرّحيم! ولا تبخل عليّ بوقت تغمرني فيه بحنانك، فأنا بأمسّ الحاجة لحنانك. لا تبتعد عنّي كثيراً، أعرف أنّك تريد تحصيل المال لتؤمّن لي معيشة كريمة، وأعرف أنّك تحبّ أن تجعلني في أرقى المستويات، لكن.. بمَ يفيدني المال الكثير إن كان هو السّبب في ابتعادك الدّائم عنّي، وحرماني من الجلوس في حضنك الدّافئ؟

بابا: أريدك أن تعلّمني ما ينفعني بعد أن تكون قد تعلّمته، وذلك حتّى أتابع مسيرتك عندما أكبر، وأقدّم للنّاس الخير، ولكي لا ينقطع عملك الصّالح. فأنا خليفتك الّذي سيدوم به عملك الصّالح إلى يوم القيامة؟

 

فكن خير سلف يا بابا .. وزوّدني بخبرتك!

 

                                  التّوقيع:

             ابنكَ المشتاق إليك

                                                  

                                                             

 

 التعليقات: 2

 مرات القراءة: 3055

 تاريخ النشر: 11/03/2009

2009-03-18

علا صبَّاغ

ابنكَ المشتاق إليك ... كلمات قد تكون بعيدة عن مسامع الأب تحديداً قبل الأم..وأذكر لكم قصة قد ذكرها أحد الأخوة من الأساتذة الأفاضل.. يحكي لنا قصة فتاة تتأخر كل يوم على باص المدرسة فيضطر الوالد أن يوصلها بالسيارة طبعأً.. كانت تقضي معه مدة لا بأس بها في الطريق قرابة الساعة لأن المدرسة بعيدة.. وكانت تتحدث معه ولوحدها .. تفصح له عن كل ما يدور في خلدها.. ومن هنا أطلق نداء لكل الآباء لفتح باب الحوار مع بناتهم قبل أبنائهم .. قبل إلقاء اللوم على الآخرين والمجتمع.. اسمح لابنتك وابنك الاستفادة من تجربتك في الحياة.. لأن الحياة كلها مواقف وعبر.. تجارب ودروس.. علمها لأولادك فليس هناك أحداً أقرب إليك منهم.. ابدأ بنفسك وكن أنت التغيير!

 
2009-03-13

الصبحين

ميزة هذا الموقع أن البنات والأمهات فيه قد حملن الرسالة بإخلاص ووعي واقتدار ، وقد تطور أداءهن في الفترة الخيرة بشكل متسارع وملحوظ ؛ وهو شيء يثلج صدورنا ؛ فالأم التي تعد نفسها لتكون قائدة لأسرتها ومجتمعها بعد أن تحول الرجال إلى ........... جديرة بكل حب واهتمام ورعاية من قبل المهتمين بالشأن العام وهذه الرسائل التي تبثها الأخت الفاضلة الرائعة ( دعاء الأصفياء ) جديرة بأن تكتب بماء الذهب والشغف على صفحات قلوبنا وعقولنا ، وأن نجسدها سلوكاً عملياً ، والسلام على من قرأ فوعى ... وعرف فغرف ....

 

ملاحظة:
الآراء المنشورة لاتعبر بالضرورة عن رأي الموقع أو القائمين عليه، ولذا فالمجال متاح لمناقشة الأفكار الواردة فيها في جو من الاحترام والهدوء ونعتذر عن حذف أي تعليق يتضمن:
1- يحتوي على كلمات غير مهذبة، ولو كانت كلمة واحدة.
2- لايناقش فكرة المقال تحديداً.

 

 688

: - عدد زوار اليوم

7401191

: - عدد الزوار الكلي
[ 37 ] :

- المتصفحون الآن

 


العلامة الشيخ محمد حسن حبنكة الميداني


العربيــة.. وطرائق اكتسـابها..
المؤلف : الدكتور محمد حسان الطيان








 
   

أحسن إظهار 768×1024

 

2006 - 2015 © موقع رسالتي ، جميع الحقوق محفوظة

 

Design & hosting by Magellan