::: موقع رسالتي - رؤية جديدة في الخطاب الإسلامي :::

>> قطوف لغوية

 

 

خَاصٌّ بِالبَرَاعِمِ الصَّّغِيْرَة ((الصُّوْصُ الغَيُوْر))

بقلم : المُحِبَّة لله (دعاء الأصفياء)  

 

 

 

بسم الله الرّحمن الرّحيم

والصّلاة والسّلام على رسوله الكريم

 

  كانت

إحدى الدّجاجاتِ تعيشُ مع فرخَيها الصّغيرَينِ في بيتٍ جميلٍ، مَبنيٍّ في مزرعةٍ جميلةٍ خضراء، وكانت ترعاهما وتعتني بهما عنايةً كبيرة، وتغمرُهما بحنانِها الدّافئ. كانَ اسمُ أحدِ الصَّغيريَن"كتكوت"، والصّوصُ الآخرُ اسمُهُ "فتفوت". كان "كتكوت" أكثرَ نشاطاً من أخيه، وكانت لديهِ مهارةٌ عاليةٌ في العمل، أمّا "فتفوت"، فقدْ كان يغارُ منْ أخيه، ويحسُدُهُ على نشاطِهِ، ويخافُ أن يكون أخوه مفضَّلاً عندَ أمّه أكثر منه، لذلكَ كان كُلَّما رآه يتقنُ عملاً، يحاولُ أن يُزعِجَهُ ويُضايِقَهُ؛ لأنّه حَصَلَ على ثناءِ أمّهِ وتشجيعِها له، فهو لا يُريدُهُ أن يكونَ أفضلَ منه.

 

     وفي أحدِ أيّامِ الصّيفِ الجميلة، كانتْ أمُّهما الدّجاجةُ قدْ وضعتْ خمَسَ بيضاتٍ، وأرادتْ أن ترقُدَ عليها؛ كي يخَرُجَ مِنها إخوةٌ جُدُدٌ للصَّغيرَين"كتكوت" و"فتفوت". طلبتِ الأمُّ منْ صَغيرَيها أنْ يُساعِدَاها في جَمْعِ القَشِّ؛ منْ أجْلِ أنْ تَصنَعَ عُشَّاً تَضَعُ فيه بيضاتِها الخَمسَ، والّتي سيخرجُ منها خمسةُ فِراخٍ بعدَ واحدٍ وعِشرينَ يوماً.

 

 

 

     بدأ الصَّغيرانِ بِجَمْعِ القَشِّ، وكعادتِهِ كانَ "كتكوت" نشيطاً جدّاً في العملِ، فقد استطاعَ أن يجمعَ عدداً أكبرَ من القشِّ، وتَفوَّقَ على أخيه"فتفوت" في العمل. غضبَ "فتفوت" منْ أخيه، وركضَ إليه مُسرِعَاً، وأرادَ أنْ يُؤْذِيَهُ، وبينما كانا يتشاجَران، شاهدَتْهُما إحدى القِطَطِ، وركضتْ بسرعةٍ نحْوَهما، وكادتْ تأكُلُهُما لولا أن جاءت أمُّهُما، وأنقذتْهُما منَ القِطَّةِ الشَّرِسَةِ.

 

 

      

     قالت الأمّ لصغيرها"فتفوت":"كانَ عليكَ أنْ تَعْمَلَ بِجِدٍّ أكثرَ يا صَغِيريْ، بَدَلَ أنْ تَقُومَ بِضَرْبِ أخيكَ، وإنْ بَقِيْتَ تَتَصرَّفُ بِهذا الشَّكْلِ، فَسَتأكُلُكَ القِطَّةُ في المرَّةِ القَادِمَةِ، أنتَ و"كتكوت" مُجِدَّانِ وَنَشِيْطَانِ، وإنْ تَعَاوَنْتُمَا معاً، وعَمِلْتُمَا بِنشاطٍ،فَسَأُكَافِئُكُما، وسَأُحِبُّكُمَا أكْثَرَ، فأنْتُما الاِثْنَانِ عَزِيْزَانِ عَلى قَلْبِيْ". نَدِمَ "فتفوت" على ما فَعَلَهُ معَ أخيه، واعتذرَ منه، وَوَعدَهُ ألا يَفعَلَها مرَّةً أُخرى، وأنّه سيتدرّبُ على العملِ ليُصبحَ أكثرَ نشاطاً ومهارة.

 

     عادتِ الدّجاجةُ معَ صغيرَيها إلى البيتِ، وبدأتْ تُرَتِّبُ القَشَّاتِ الّتي جمعتْها مع ولدَيها الصّغيرَين، وصَنَعَتْ منها عُشَّاً صغيراً. وبعدَ أن هَيَّأتْه ورتَّبَتْهُ، وضعتْ فيهِ البيضاتِ الخمسَ، ثمَّ رَقَدَتْ عليها. وبعدَ واحدٍ وعشرينَ يوماً خرجتْ من البيضاتِ خمسةُ فِراخٍ صغيرةٍ جميلة، بألوانٍ مُختلفة، وعاشَ الصِّغارَ معَ أمِّهمْ حياةً سعيدة، بعيدةً عن الحَسَدِ والغيرةِ، مليئةً بالوُدِّ والمَحَبَّة. 

 

 

 التعليقات: 2

 مرات القراءة: 2864

 تاريخ النشر: 26/03/2009

2009-03-31

زينا

قصة لطيفة سيحبها الصغار.

 
2009-03-27

مؤمن

الشيء الملفت في هذا الموقع هذا التنويع فيه .. فمن مقالات متخصصة الى زاوية قصصية للأطفال ..نشكر الكاتبة الكريمة على ابداعها

 

ملاحظة:
الآراء المنشورة لاتعبر بالضرورة عن رأي الموقع أو القائمين عليه، ولذا فالمجال متاح لمناقشة الأفكار الواردة فيها في جو من الاحترام والهدوء ونعتذر عن حذف أي تعليق يتضمن:
1- يحتوي على كلمات غير مهذبة، ولو كانت كلمة واحدة.
2- لايناقش فكرة المقال تحديداً.

 

 1337

: - عدد زوار اليوم

7403799

: - عدد الزوار الكلي
[ 49 ] :

- المتصفحون الآن

 


العلامة الشيخ محمد حسن حبنكة الميداني


العربيــة.. وطرائق اكتسـابها..
المؤلف : الدكتور محمد حسان الطيان








 
   

أحسن إظهار 768×1024

 

2006 - 2015 © موقع رسالتي ، جميع الحقوق محفوظة

 

Design & hosting by Magellan