::: موقع رسالتي - رؤية جديدة في الخطاب الإسلامي :::

>> دراسات وأبحاث

 

 

دعوة إلى التجديد في المفهوم الدعوي الإعلامي

بقلم : سهير علي أومري  

التجــــديد المنشــود

دعـــوة صارخــة تبحث عن آذان مصغــية

 

 

كان ذلك يوم أذن الله تعالى للبشرية أن تسمو وترتقي من مهاوي الشقاء والهلاك إلى مراقي النور والضياء...

كان ذلك يوم انبثقت كلمة اقرأ من رحم جبل النور لتخرج الناس من الظلمات إلى النور...

كان ذلك يوم تم تسليم الأمانة فاتصلت الأرض بالسماء وارتقت الإنسانية في معارج امتدت تحملها من أرض وجودها إلى جنة خلودها...

يومها أدركت البشرية حقيقة وجودها وسر وجودها والغاية من وجودها... 

أدركت أنه يمكن لصلصال الفخار أن ينشئ الأمم والحضارات على نحو يحقق مهمة الخلافة التي إنما خلق لأجلها....

·       ســـؤال يحمل مشلكة:

ولكن يبقى الســــؤال العريض الذي تكبلت به عقولنا فتكبلت لأجله أيدينا، ووقفنا عاجزين قروناً عديدة عن السير في ركب الحياة على نحو يريده الله تعالى منا وهذا السؤال هو:

إذا كنا قد عرفنا أننا أتينا إلى هذه الدنيا لنبنيها ونحقق خلافة الله تعالى فيها.... كيـــف يمكن لنا أن نقوم لنبني ونعلي صروح الخير والحق والفضيلة؟ من أين نبدأ؟ كيف نواجه شياطين الإنس والجن؟ وكيف نقاوم أنفسنا الأمارة بالسوء؟ وكيف نقتلع أنفسنا من بين براثن الفساد والفجور والرذيلة؟؟؟

لا شك أن الفكر أساس كل حركة، فالإنسان لا يتحرك إلا بدافع علم أو فكرة، ولكن إذ ا كنا نعلم - ولا شك أن كلنا يعلم، وإن تفاوتنا في مقدار ما نعلم -كيف ننزل هذا العلم إلى ميدان العمل؟؟ كيف يتحول العلم إلى إنجاز وإبداع وعمل؟؟؟  

كيف ننتقل من ميدان الفكرة إلى ميدان الحركة؟

·       تخـــديـر الضـمائـر:

كم من الخطب والمواعظ سمعنا!!، وكم من الخاشعين والبكائين في المساجد والمحاضرات رأينا ولكن إلى أي مدى طبقنا ما سمعنا؟ وإلى أي مدى استطعنا أن نتعامل مع ما علمنا على أنه علم للعمل وليس علماً لتخدير ضمائرنا على أننا نجلس في مجلس يذكر فيه الله، وفيه سوف تحفنا الملائكة وتغشانا الرحمة ويذكرنا الله في ملأ خير من ملئنا، ثم يعطينا حوائجنا، ويغفر لنا من ذنوبنا، ثم يقول لنا إننا القوم الذي لا يشقى بنا جليسنا.... إلى أي مدى سنجعل هذه الأحاديث الشريفة وغيرها مخدراً لنا تقنعنا أننا في أعلى عليين، فنعود إلى دورنا نأكل كما كنا نأكل ونشرب كما كنا نشرب لا ننظر إلى ما يجب أن نكون عليه نظرة أبعد من أنوفنا، وتسير بنا الساعات والأوقات مختزلة من عمرنا ونحن نراوح في مكاننا نعتقد أننا وصلنا مراقي الفلاح والنجاح؟؟

لا بل كثيراً ما نسوغ لأنفسنا اقتراف السيئات ومقاربة المنكرات بحجة أننا نحضر مجالس علم أو مجالس ذكر تُغفر فيها الذنوب وتتنزل فيها الرحمات ونَسكُب فيها العبرات؟!!!! ولو كانت هذه المسوغات ربما لا نفصح عنها إلا أنها قابعة في خفايا نفوسنا؟! إذاً كيف يكون العلم محركاً لفعل الخير ومحركاً لترك المنكر؟! كيف سنملك إرادة الفعل وإرادة اللافعل؟ ومن أين نبدأ؟

·       جـــواب ورد:

ربما يقول قائلنا: سيكون ذلك بتوفيق الله لنا فهو القادر على كل شيء؟؟ هذا مؤكد ولا شك فيه، ولكن على أن يكون توكلاً لا تواكلاً، فمسيرة إقامة خلافة الله تعالى في الأرض تحتاج إلى تخطيط وعزم وإرادة أولاً ثم فك القيود للبدء بالعمل ثانياً، وبعدها يكون الانطلاق في ميادين العمل والبناء وإعمار الأرض.... عندها سنجد أنفسنا في بداية طريق أوله المكان الذي نحن فيه وآخره جنة عرضها السموات والأرض...

·       الحل في التجـــديد:

هنا تبرز الحاجة الملحة إلى أن يظهر على الساحة مجددون حقيقيون يبدؤون مسيرة تجديد يقدمون فيها لأجيال الأمة ورقة عمل... عمل يجسِّدُ معنى العبودية.... تلك العبودية التي تنتزع المسلمين من علائق النفس وشهواتها ومن تمثُّل دين تقليديّ وجدوا عليه آباءهم ليصبحوا في مصاف الملائكة وربما أعلى منهم قدراً، بحاجة إلى مجددين يأخذون بأيدي الأجيال ليعرفوا من أين يبدؤون، وماذا يفعلون ليتمثلوا جوهر هذا الدين وحقيقة هذا الدين... بحاجة إلى مجددين يرسخون في هذه الأمة مبدأ تكامل الإيمان مع العمل لصالح ليدحضوا من أذهان الأجيال دعوتين شائعتين: إحداهما تجعل الدين يقتصر على الإيمان الذي يقوم على العقيدة والعبادة كالصلاة والصيام والزكاة والحج وتلاوة القرآن...... والثانية تجعل الدين يقتصر على العمل الصالح متذرعين بقوله عليه الصلاة والسلام: "إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق" مما يجعلهم ينظرون للعبادات وبعض التكاليف على أنها ظواهر وشكليات لا فائدة لها طالما استطاع الإنسان أن يزكي نفسه....

·       ســمات هذا التجــديد:

ما تحتاجه الأجيال في عصرنا إنما هو تجديد عملي يساعدهم على تمثل الدين في سلوك منبثق من روح العقيدة وروحانية العبادة... سلوك يسعى إلى نهضة الأمة ورفعتها يبدأ بإماطة الأذى عن الطريق ولا ينتهي عند اختراع أو اكتشاف أو إبداع... بحاجة إلى تجديد عملي يجعلهم يدركون أن الدين بقدر ما هو عقيدة وشعائر وعبادة إنما هو سعي وعمل وبناء، والغاية الكبرى من كل ذلك بناء هذه النفس وتزكيتها على نحو يمكّنها من رقي الأمة ورفعتها، وعلى نحو يجعل أبناءها لا يحقرون معروفاً يبتغون به وجه الله طالما أن كل معونة يقدمها الإنسان لأخيه الإنسان أياً كانت ملته أو عقيدته إنما له بها صدقة، طالما أنه قدمها احتراماً لإنسانيته وابتغاء مرضاة ربه واقتباساً من الرحمة الكبرى التي جاء بها رسول الرحمة للعالمين.... لتتمثل الأجيال عبادة تبسُّم الإنسان في وجه أخيه الإنسان.... لتتمثل عبادة النية في كل ما تفعله من معروف تقصد به وجه الله....

·       تجــديـــد قديــم:

سيقول قائل الآن: إن هذا التجديد الذي تتحدثين عنه ليس تجديداً بل إنه جهد قديم موجود في أمتنا يتمثل في همم قدمت ولا تزال تقدم لهذه الأمة ولأجيال هذه الأمة الكثير ولكنني أقول: ربما كان الأمر كذلك ولكن ما مدى تأثير هذا التجديد؟ هل تم تفعيل هذه الهمم في مجتمعاتنا على نحو يجعل صوتها يصل إلى آذان أجيالنا على اختلاف أعمارهم وثقافاتهم وأساليب تفكيرهم وأذواقهم وبيئاتهم ومستوى تعليمهم ووضعهم المادي وعلى تفاوت التزامهم بتعاليم الله واختلاف رغبتهم في الالتزام بها؟

·       تجـــديـد أهــم:

وربما يقال الآن: إن التجديد الأهم إنما هو تجديد فكري يُبنى على ثوابت ديننا إلا أنه يكشف في هذه الثوابت أبعاداً أكثر عمقاً في المعاني والغايات... وإنني أقول: لا شك أن التجديد الفكري الذي من هذا النوع مهم جداً وقد ظهرت على الساحة الدينية بذور طيبة من مفكرين إسلاميين بدؤوا يغوصون في أعماق الثوابت ويستخرجون لنا لآلئ ما كنا نبصرها من قبل، ولكن كيف يمكن لهذا التجديد الفكري أن يصل إلى أجيالنا؟ كيف يمكن أن تتفاعل معه الأجيال؟ وهل سيغدو مع الأيام فكراً كأي فكر قديم ينحصر في دائرة العقل ويبقى بعيداً عن العمل؟ وإن قام لهذا التجديد دعاة لديهم مناهج عمل تمثله كيف سيقدمونها إلى الأجيال؟

إذن لا بد من قيام نواة نقدم من خلالها أي تجديد تطمح إليه الأمة...

·       نــواة كل تـجديـد:

إذا كان التجديد الذي ننشده أياً كان نوعه نريد أن نتوجه به إلى أجيالنا فمن أي منبر سيكون هذا التوجه؟ هل منابر المساجد وحلقات العلم وحدها تكفي؟؟ هل الكتب والمطبوعات والنشرات الدورية وسيلة مناسبة؟!! ما أكثر وسيلة وما أجدى وسيلة يستطيع المجدد أن يصل من خلالها إلى عقول الأجيال وقلوبهم؟!! وما هذه الوسيلة التي تكون نواة لكل تجديد فكري أو عملي تحقق الانتشار والوصول إلى جيل الشباب بل تداهمهم في أي مكان كانوا وعلى أي مستوى من الثقافة كانوا وتخترق حواجز تفكيرهم وقناعاتهم وتؤثر فيهم..؟؟ أعتقد أن الخيارات التي تحقق هذه الصفات لم تعد كثيرة بل ربما أضحت واحدة ووحيدة إنها:

الإعــــلام المـــرئــي....

الإعلام المرئي بكل أنــــواعه... أجل بــكل أنواعه ليصبح إعلاماً إسلامياً راقياً نبيلاً.... فقد آن الأوان لأن يحمل الإعلام المرئي هذا الهمّ الذي يتمثل في تحريك همم الأجيال وإعطائهم أوراق عمل يدفعهم نحو العمل والبناء.... آن الأوان لأن يقوم الإعلام المرئي بسد الهوة العميقة والفجوة الكبيرة بين العلم والعمل

·       من المســـؤول عن هذا الإعلام؟

هذه المسؤولية لا يتحملها المجددون والمفكرون الإسلاميون وحدهم بل تحملها فئتان أساسيتان هما:

أصحاب رؤوس الأموال - والدعاة وعلماء الدين....

·       مـسؤوليـة أصـحاب رؤوس الأمـوال والمسـتثمرين:

أما الفئة الأولى فيحملون مسؤولية إيجاد آليات العمل الإعلامي وتمويله على نحو يجعله جذاباً مؤثراً مسايراً أحدث التقنيات بكل تفاصيلها ليكون خياراً قوياً أمام أجيالنا... بعكس ما شاع في العدييييد من الأقنية الفضائية الإسلامية التي تتسم برداءة العرض وعدم التخطيط مما جعل إعلامنا الإسلامي الوليد يبدأ ضعيفاً منفراً... ولو يعلم أصحاب رؤوس الأموال والمستثمرون مدى الأجر الذي سينالونه بتمويل مثل هكذا إعلام لتسابقوا إليه، فهو الصدقة الجارية، وهو الأجر الممدود، فمنه تبدأ النهضة، وإن هذا الأمر إنما هو مسؤولية يحملونها على عواتقهم سيسألهم الله تعالى عنها يوم القيامة لأنهم قادرون عليها، بل ربما كانوا وحدهم القادرين عليها،ولو يعلم أصحاب رؤوس الأموال والمستثمرون مدى الأجر الذي سينالونه بتمويل مثل هكذا إعلام لتسابقوا إليه، فهو الصدقة الجارية، وهو الأجر الممدود، فمنه تبدأ النهضة، وإن هذا الأمر إنما هو مسؤولية يحملونها على عواتقهم سيسألهم الله تعالى عنها يوم القيامة لأنهم قادرون عليها، بل ربما كانوا وحدهم القادرين عليها، وإن الأجر والثواب لا يتمثل في بناء المساجد ورعاية دور الأيتام فحسب – مع أهميتها – بل يتمثل في غرس بذور النهضة وإيجاد جيل النهضة وتمكين المجددين من إيصال تجديدهم إلى قلوب الأجيال وعقولهم... أي  يتمثل في إيجاد إعلام إسلامي يحمل صوت الإسلام وروح الإسلام لأبناء الإسلام أولاً ثم لأهل الأرض ثانياً، فالإعلام الإسلامي بمثابة الكتب والرسائل التي خاطب رسول الله صلى الله عليه وسلم بها أمم الأرض، ولقد كان خطابه عليه الصلاة والسلام وقتها يواكب طريقة الإعلام السائدة في عصره أما في عصرنا فهل ستفهم أمم الأرض ديننا من خلال كتبنا أم سيفهمونه بالصوت والصورة والحركة والإيقاع واللون والأحداث... وهذا دور الإعلام الإسلامي...

 

·       لا أُحـلُّ حـراماً ولا أُحــرِّم حـلالاً:

ربما سيقول قائل الآن: إنها دعوة للتمثيل!! ثم يقول غيره: لا إنها تدعو للفن بكل أنواعه!! ثم يقول آخر: وهل الفن حلال أم حرام؟ ولكنني أقول: إنني لست بموقعٍ أحلّل فيه ما حرّم الله ولا أحرّم فيه ما أحلّ الله، ولكن أحيل الأمر إلى الفريق الثاني الذين يحملون على عواتقهم وبقوة واجب قيام الإعلام الإسلامي.... إنهم الدعاة وعلماء الدين ممن تفضَّل الله عليهم بعلم غزير فاجتهدوا وقاسوا واجتمعوا وتداولوا أهم مستجدات العصر وقضاياه كالبنوك، وطفل الأنابيب، وزواج المسيار وغيرها...

لأولئك جميعاً أقول: لقد أضحت الحاجة ملحة لقيام مجمع فقهي إعلامي يتدارس فيه علماء الإسلام ضرورة قيام إعلام إسلامي يحمل همَّ الأمة في إيجاد جيل يعرف كيف يحوِّل دينه من آيات يحفظها وأحاديث يكررها إلى عمل ينهض بأمته، ويرقى بها لا لقيادة العالم بل إلى مصافّ الأمم الأخرى على أبعد تقدير....

·       آاااااااااااااااان الأواااااااااااااان:

آن الأوان لقيام هذا المجمع الذي يضع ضوابط ومحددات للإعلام الإسلامي ضوابط تجعل له قائمة تقوم وتقول كلمتها وتثبت وجودها... بحاجة لمجمع فقهي يحمل مسؤولية إيجاد هذا الإعلام بكل أنواعه بمعنى آخر يحدد كيف لنا أن ننشئ إعلاماً مرئياً يتناول كل أنواع الإعلام المرئي يحمل فكرنا وقضايانا، ويؤدى على نحو يلتزم ضوابط الدين وحدوده من غير أسلمة القيم الغربية وتقليد الشكل الغربي وجعله يحمل الفكر الإسلامي، بل إيجاد البدائل المناسبة غير متناسين دور المرأة المسلمة في مثل هذا الإعلام فالمرأة لا تقدم في الإعلام المنشود فكرةً فحسب بل تقدِّم للأجيال شكل القدوة المنشود شكل القدوة التي نطمح أن تتمثلها فتياتنا... فبها سترى الفتاة المسلمة كيف يمكن أن تلتزم بدينها وتكون مرتبة أنيقة مبتسمة سعيدة قادرة على قيادة ركب الحياة في موقعها.

·       مــاذا نـريد من الدعـاة وعـلمـاء المسـلمـين:

نحن نفتقر لدعاة إعلاميين... كم من خطباء المساجد وأرباب الدعوة تلقوا علم الإعلام فعرفوا كيف يكون الخطيب ناجحاً؟ كيف يؤثر بمستمعيه وكيف ينتقي مفرداته وكيف يساير قضايا عصره؟؟؟ كم من أرباب الدعوة يحسنون التعامل مع التكنولوجيا الحديثة كالانترنت والبريد الالكتروني وكل التقنيات المتعلقة بها؟؟؟ آن الأوان ليتعرفوا كل هذه الوسائل وأساليبها ليعرفوا مدى تأثيرها في أجيالنا لأنهم إن بقوا بعيدين عنها فسيكونون للأسف في واد وأجيالنا في واد كما هو حال الكثيرين من دعاة اليوم حتى غدا الدين للأسف تراثا وفلكلورا وطقوسا يؤديها الناس في المناسبات مع اعترافي التام بوجود جهود مباركة من قبل بعض الدعاة المخلصين لدفع حركة الإعلام نحو ما تطمح إليه الأمة ولولا هذه الجهود لما كنتم تقرؤون الآن كلماتي ولما استطعت إطلاق دعوتي من خلال هذا الموقع الطيب المبارك بإذن الله تعالى...

·       صـراحة وشــفافـية:

أقول وبكل صراحة لعلماء المسلمين ودعاتهم: لكثرة ما أطلقنا أحكام الحـــرام على كل ما يتعلق بالإعلام ما كان من المسلمين إلا أن حزموا حقائبهم وتولوا عن ثغر من ثغور الإسلام بل ربما كان أهم ثغر يؤتى الدين منه ليحل مكانهم أعداؤهم من أصحاب الفكر الضال والمضلل...

·       ظــاهـرة تـؤلمني:

وهي تناقل جيل الشباب فيما بينهم على البريد الالكتروني رسائل تتحدث عن إنتاج فيلم مسيء للإسلام أو حدث إعلامي غربي يعادى فيه الإسلام... ثم تختم هذه الرسائل بعبارات حوقلة وحسبلة نفوّض فيها أمرنا إلى الله وفي أعلى تقدير ندعو لمقاطعة الدول المنتجة لمثل هذه الظاهرات الإعلامية... ولكنني عندما أقرأ مثل هكذا رسائل أبتسم ابتسامة صفراء تفيض بما في قلبي من ألم وأنا أقول بيني وبين نفسي: حقاً هؤلاء المنتجون لمثل هذه المنتجات المعادية لنا حقاً إنهم أناس مخلصون أجل مخلصون لعقائدهم مدافعون عن مبادئهم والتي هي القضاء علينا، نحن ماذا قدمنا لدعوتنا وقضايانا؟؟!ا لماذا لم ندرك أهمية قيام إعلام مواز لإعلامهم نبين فيه حقائق ديننا القائم على التسامح والأخوة والمحبة؟!!

·       عــدم قيـام الإعـلام الإسـلامي تـولٍّ يـوم الـزحـف:

إننا نحمل وزر التولي يوم الزحف... أجل إن لم يقم لأمتنا إعلام إسلامي هادف سنحمل جميعاً وزر التولي يوم الزحف فالغزو الإعلامي زحف خطير يواجه أمتنا ومواجهته فرض ما لم يقم به الدعاة والمجددون والمفكرون وعلماء الدين والإعلاميون وأصحاب رؤوس الأموال أثم الجميــع (والله أعلم).

·       الهـدف الأكبـر الـذي مـن أجـله ستتـحرك الهمـم:

وإنّ سعينا لقيام مثل هكذا إعلام يكون نواة لكل تجديد وأي تجديد لن يكون صعباً عندما يعي كل منا حقيقة هامة فيرددها كل صباح وربما كتبها وعلقها فوق سريره أو جعلها أغنية يرددها بينه وبين نفسه وهي أن هذه الحياة رحلة تمتد من ساعة الولادة إلى ساعة الممات وإن الواحد فينا لم يقلع من ميناء ولادته ليضع مرساته في حفرة تغلق عليه بابها إلى الأبد، ولم ير نور الحياة ليعيش فقط ثم ليموت فقط، بل ليعيش دائماً ويبقى أبداً ويكون موجوداً ومستمراً، فإن مضى أو زار في الأرض حفرة إلا أن روحه ستحلق في روح ورياحين وجنات نعيم بعد أن تركت خلفها أرواحاً بعثت فيها أمل الحياة ونور الحياة، وأقامت على هذه الأرض دعائم خير وصروح حق تمتد وتمتد ما عسعس فيها ليل أو صبح تنفس....

خـــاتمــة:

هذه دعوتي أطلقها في الآفاق أبتغي بها مرضاة ربي، وكلي أمل أنها لن تبقى حبيسة هذا المكان بل ستشق طريقها بقوة الرسالة التي تحملها علَّها تحدث فيما سيأتي تغييراً يجعل القادم أجمل.........

ألا هل بلغت اللَّهم فاشهد...... اللَّهم فاشهد..... اللَّهم فاشهد

 

 

 

 التعليقات: 10

 مرات القراءة: 3369

 تاريخ النشر: 11/04/2009

2009-04-23

المشرف العام

الأخت الكريمة الغيورة نائلة : المراد بالدعوة إلى التجديد في هذا المقال واضح من العنوان " التجديد في المفهوم الدعوي الإعلامي " وليس التجديد فيما أشرت إليه من المعاني التي لا ترضي الله تعالى ، فهو مما نقف ضده ونحاربه ومما لا يعنينا في مسيرتنا الدعوية . و أرجو إعادة قراءة المقال كاملاً وعدم الاكتفاء بقراءة العنوان فقط .

 
2009-04-23

نائلة المحمدي

لا اعرف إن كان فضيلة الشيخ صاحب الموقع يسمح لهذا التعليق أن يكون موجودا كنت منفعلة جدا وحزينة المقال مسخر بفكرته للصراخ والانشغال بالفن والاعلام وأين مرضاة الله سبحانه وتعالى وأين الذكر وهل الاعلام إلا ملهاة ومن سيجدد وكيف يجدد ؟ . تألمت وبكت عيني عندما رأيت شيخا يجيز للاعلام أن يدعم وهو يعرف أنه السم !! وماذا سنجدد في إعلام الرقص والرهص؟. آسفة جدا جداجدا ياشيخي على كلامي لكني والله يشهد رأيت ضحايا دعوات التجديد لو نزلوا إلى الحياة وعرفوا ضحايا الشيطان والإعلام لما كتبوا . . شيخنا حفظك الله : قبل التجديد وترهاته والإعلام وسخافاته نريد الإيمان والصلاة والطاعة والإعلام مانع عن كل هذا ودعوات التجديد قاتلة وقاهرة سامحني فضيلة الشيخ لكني اسمع يوميا عن الطلاق بسبب نانسي عجرم هيفاء وهبة ثم يقولو الي إعلاما وماذا سيقدم الإعلام غير القرآن .....

 
2009-04-21

أميرة مبارك

أشكر الكاتبة المبدعة سهير على هذا الكلام الذي أشعل فينا لهيب النهضة الإعلامية وجعلنا نشحذ الهمم لكي نصنع شيئاً صادقاً نبيلاً يسمو بجيل أبنائنا نحو مستقبل أخلاقي آمن وأتمنى أن يصل هذا المقال إلى جميع الهيئات المتخصصة والتي بإمكانها أن تقوم بخطوات جدية في هذا المجال

 
2009-04-14

يمنى

جزاك الله كل خير أيتها الكاتبة المبدعة, رائع جداً أسماء لامعة في مجال الإعلام وذوو اختصاص, سهير أومري: كاتبة مبدعة ولديها الكثير من الأفكار البناءة القادرة على النهوض بمستوى الإعلام إلى الحد المطلوب. علاء الدين آل رشي: مدير إعلامي, يعني خبرة إعلامية في النشر والنقد والتمحيص. الدكتور أحمد خيري العمري, من وصلت كلمته إلى غياهب سجون بني صهيون وما أظنها كانت ستصل لولا صدق الكلمة ونبل الهدف وسموه (ولا أزكي على الله أحد) يعني سيكون صاحب المادة الأولية والفكرة المبتكرة التي ستملأ الوعاء. ومن قَبل السيد صبحي الزين الذي ذكر في تعليق له على مقال (قنوات الأطفال هدف تربوي أم مقصد مادي) أن لديه أفكار جديدة لم يتطرق إليها أحد من قبل وهي ستفاجئ جميع الأهالي والعاملين في قطاعات الإعلام بقدر ما هي بسيطة وسهلة وبمتناول اليد، وقد أثبتت نجاعتها، لكنه تحرّج من طرحها على الشابكة قبل حماية حقوق الملكية الفكرية لها؛ ونحن بانتظار أن نراها على أرض الواقع فالأيام تمضي وأعدائنا لا يضيّعون ثانية من وقتهم. يبقى مشكلة الممول يعني تأمين رأس المال وأظن أن هذه النقطة يتم تأمينها بإذن الله تعالى بسهولة لأنه يوجد الكثير من الممولين الذين يرغبون بدخول هذا المجال (أي الإعلام) لأنه الدجاجة التي تبيض ذهبا, أما الوعاء فهو موجود، فدونكم الحاسوب والانترنت, والقنوات الفضائية والصحافة اليومية والمجلات ووووو.., إذاً اجتمعت لدينا أغلب عناصر الإعلام الراقي والهادف والبنّاء والإسلامي - وفقط الإسلامي؛ لأنه لا يصلح حال آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها - بشخصياته ورموزه, وتشريعاته وقوانينه التي تفكر أوروبا حالياً وبشكل جديّ في تطبيقها حتى تتفادى السير على خطا الاتحاد السوفييتي الذي لن ينتهي بها إلا في المأزق الأمريكي. ويبقى لدينا أهم عنصر في ما يتم الحديث عنه ألا وهو المتلقّي لهذا الإعلام, يعني نحن المشاهدين والمستمعين والقرّاء, الذين لن نقف مكتوفي الأيدي ولا حيلة لنا إلا الصبر والانتظار, لا, بل سنسعى بإذن الله تعالى إلى ما تسعون إليه ما استطعنا إلى ذلك سبيلا, ناهيك عن أننا نملك أمضى سلاح وهو الدعاء لكم بالتوفيق والسداد والصلاح والإصلاح . والدعاء موصول لفضيلة الشيخ محمد خير المشرف على هذا الموقع الذي أصبح بوتقة تنصهر فيها أفكار المفكرين لتخرج لنا سبائك لامعة من الإبداع تنير طريق الكثير من الباحثين عن الحقيقة والساعين لاتباعها. وجزى الله الجميع خير الجزاء.

 
2009-04-13

خضر شحرور

أختنا الكريمة سرني كثيرا رؤية أمثال هذه الأقلام الواعية المتحرقة التي أدركت أهمية الإعلام في نشر الدعوة علما أن هذه الأداة قديمة كان عماد العرب وكانت لهم وسائل معروفة أهمها الشعر حتى في عصرنا الحاضر نجد الإعلام يبسط نفوذه في كل مكان على المستوى التجاري مثلا إذا كان المنتج سيئا يسوق عن طريق الدعايات بشرط أن تكون دعايته قوية ثم المستهلك هو الذي يقرر آخرا. أحب أن أقول أن الإسلام قضية رابحة لكنه يحتاج إلى محام ناجح. إذا كنت تعتمدين على الإعلام كوسيلة من خلالها تستطيعين بث روح الإسلام فهذا جيد أما إذا كنت تعتقدين أن هذه هي مشكلة المسلمين اليوم فبرأي هذا تقدير خاطئ إن الغرب هو أكثر الناس علما بهذه الوسيلة ولكنه يزداد سوء من الناحية الاقتصادية والاجتماعية والاخلاقية إذا المشكلة هي أننا فقدنا المربي والقدوة الحسنة وصرنا أرباب كلام هذه هي الفضاءيات الإسلامية ما أكثرها وما أكثر أؤلئك الذين أدركوا هذه الحقيقة الإعلامية ولكننا لا نرى تقدما من الناحية الأخلاقية أسال الله سبحانه أن يبارك لك في قلمك وأن يجعله مدرارا في خدمة الإسلام والمسلمين

 
2009-04-13

سهير أومري

أشكر السيد علاء الدين آل رشي على اهتمامه بالموضوع واطلاعه عليه وإغنائه له بهذه المداخلة وتعقيباً على ما تفضلت به أقول إني مثلك أتحفظ على لقب الإعلام الإسلامي ولكن شاع أن نطلقه لندل على الإعلام الراقي النبيل فنحن لا نريد إعلاماً يقدم مواد الشريعة الإسلامية فحسب بل نريد إعلاماً يقدم طريقاً لنهضة الأمة وفق الأطر والمنظومات التي وضعها الله تعالى لمن أهلهم لمهمة الخلافة العظمى إعلاماًيكون النتاج الطبيعي لأمة نزل فيها دستور عظيم به يصلح كل زمان ومكان... كما أقول أيضاً لن نبادر إلى الفعل حتى نقطع أشواطاً في ردود أفعال تعلم الأجيال معنى المبادرة والإيجابية وتفك قيد السلبية من حياتهم ليكونوا فاعلين لا منفعلين مؤثرين لا متأثرين.... أما بالنسبة لقولك: فالشرائع دوماً كانت في خدمة الإنسان (يريد الله بكم اليسر ) فإنني أقول لا شك أن الشرائع السماوية كلها سعت لرقي الإنسان وسعادته ولكن الإسلام على وجه الخصوص جاء مسايراً فطرة الإنسان مخففاً ما كان عليه من الإصر والأغلال قال تعالى: الذين يتبعون الرسول النبي الأمي الذي يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة والإنجيل يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث ويضع عنهم إصرهم والأغلال التي كانت عليهم فالذين آمنوا به وعزروه ونصروه واتبعوا النور الذي أنزل معه أولئك هم المفلحون" شكراً لاقتراحك وسيكون محط نظر إن شاء الله... كما أشكر الدكتور أحمد خيري العمري على رأيه المرسل إلي في البريد الالكتروني وأنا أرى أن ابتكار آلة الإعلام وإعداد الكوادر المؤهلة له مفيد جداً في هذه المرحلة الراهنة من واقع أمتنا وإن كان المحتوى نبتغي له التجديد والتطوير ولكن لا مانع حالياً ريثما ينشأ في مجتمعاتنا مفكرون إسلاميون أمثالك يفيضون علينا بأفكارهم العميقة أن نبدأ بوضع الأطر العامة لهذا الإعلام ونحدث الرغبة في قيامه لدى شرائح المجتمع وكل من يقدر على قيامه ونحمله مسؤولية ذلك عندها نكون قد أعددنا القالب وجهزنا الآلة وإن بدأنا بتقديم الموروث والتقليدي ولكن الأسلوب والنية والهدف لا بد أن يحدث نقلة نوعية لدى الأجيال وربما كان سبباً في تجديد الفكر الذي نطمح إليه وننتظره.... شكراً لاهتمامك ولكم مني كل الاحترام والتقدير

 
2009-04-13

سهير أزمري من الدكتور أحمد خيري العمري

هذا رأي الدكتور أحمد خيري العمري وصلني عبر البريد الالكتروني: اختي الفاضلة في رأيي الاعلام هو وعاء- آلة- محض وسيلة لنقل الافكار اتفق معك تماما في حاجتنا الى هذه الآلة لكني انبه أيضا الى ان الامر اخطر لأن المادة الاولية التي توضع في هذا الوعاء غير جاهزة هل سينفع حقا ان يكون الوعاء مبتكرا اذا كانت الفكرة في داخله ليست مبتكرة.... أعتقد ان الاعلام المرئي الاسلامي تطور فعلا في العشر سنوات الاخيرة من ناحية الوسائل و الادوات و لا تزال مشكلته في المحتوى.. مع كل الاحترام

 
2009-04-12

سهير أومري

أخي عامر الشكر كل الشكر لك على المداخلة القيمة التي تفضلت بها وإننا في الهم سواء ومثلما قلت تماماً نحن بحاجة لأن نذهب إلى جيل الشباب بقنوات جذابة تمثل روح الدين ولا تحيد عن الثوابت فالقنوات الحالية أراها برأيي الشخصي كمن يكلم نفسه بمعنى آخر جمهورها هم نحن ونحن فقط وليس من نريد إحداث التغيير فيهم وتحريك هممهم للنهضة....... وإنني أرجو من كل من له تعليق على الموضوع أو إغناء بفكرة أو إضافة أن يتفضل بها ربما كان هذا المنبر أداة خير إن لم نحقق منه ما نصبو إليه على الأقل نترك أثراً ينظر فيه ويُتداول بين المعنيين الذين نخاطبهم.... أرجو من السادة القارئين إغناء الموضوع أرجو ألا تتم المداخلات على بريدي الشخصي بل هنا في هذه الصفحة التي أشكر السيد المشرف العام كل الشكر على مباردته بنشر الموضوع والتفاعل معه ودمتم جميعاً بحفظ الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته أختكم سهير

 
2009-04-12

علاء الدين آل رشي

تمتزج في عبارات الكريمة سهير معاني النبل والتحذير وتتعانق في مراميها المقصودة الحث والتنبيه والفقه والبصر لمايحصل في الراهن فحيا الله أنفاسها الطيبة ووهبها الإبداع والإجادة وليسمح لي الموقع أن اكتب تعليقا على المقال الرائع والرائد . الموقف النبوي الحضاري في بناء الإنسان والحياة والمجتمع، كان تدشينا ًللتاريخ ذلك أنه ولادة لثقافة ( المناعة لا المنع) ثقافة مبنية على العقل الواعي والنفس الرضية والإرادة الراسخة التي تخلق سلوكاً يفرق بين الخطأ والصواب . إنه من السهولة الاستغراق في عقلية التحريم والتي لا تعدّ حلاً ، ولكن من الصعوبة إيجاد فقه التحضر والاقتحام والمبادرة والبناء على أساس التحلي بالمسؤولية .ومن هنا تأتي أهمية الإعلام المسؤول . إن الدين ثقافة عاقلة تقوم على جلب المصالح لبني البشر، فالشرائع دوماً كانت في خدمة الإنسان (يريد الله بكم اليسر ) ومن هنا لا يمكننا اعتماد ذهنية التحريم طريقاً لبناء المجتمع أو التعامل مع أي مستجد أو مستحدث وإذا كان بعض الإسلاميين قد أسرعوا في فترات سابقة إلى نظرية سد الذرائع ومارسوا هذه الفكرة بطريقة مغلوطة فوقفوا ضد العصر وإعلامه حتى صرح بعضهم ب بضرورة (الإجهاز على التلفاز) في موقف تحريمي مستعجل إلا أنهم ما لبثوا أن تجاوزوا تلك الطريقة وبدأوا في التريث قبل استصدار الفتوى بل والمشاركة حتى بلغت نسبة القنوات الدينية والفضائيات الإسلامية 19 % من مجموع المحطات العربية. يغيب عن الكثيرين من المتحدثين باسم الإسلام هو ( إنسانية الشريعة )ذلك أن الثقة بالإنسان المحور الذي ينبثق منه الفعل بحرية وإرادة ومسؤولية ومن ثم يقع الثواب والعقاب (الثقة بالإنسان الدعامة الأولى في كل أحكام الشريعة ). الإسلام لايدافع عنه بردة فعل بل بفعل مؤسس على القراءة المتأنية للواقع . الشيء الذي يستحق فعلاً أن نتوقف عنده ليس عنده الإعلام حرام أم لا ومشروعية السينما أو لا!! فما أعتقده في السينما أنها مسألة محسومة بقاعدة مفادها (الفن يأخذ حكم موضوعه)،فلا إطلاق في التعامل معه وكذلك السينما، وعوضا ً عن فكر التجريم أو التحريم للسينما لما لا نفكر في طريقة أخرى ،كيف نتعامل مع السينما؟ من الأفضل والأهم أن ندرس المحتوى السينمائي أي ماذا سنقدم؟ لا أعتقد أن أحداً سيتخذ موقفاً عدائياً ضد فيلم مثل Apocalypto)) والذي اعتمد على مقولة ول ديورانت في موسوعته قصة الحضارة ( لا يمكن احتلال حضارة عظيمة من قبل قوة خارجية إذا لم تدمر تلك الحضارة نفسها من الداخل أولاً ) إن السينما ليست تجمعاً للعشاق أو مأوى للفارغين إنها أكثر من متعة عند من يقدر ذاته ويعرف معنى لحياته ، مالذي يمنع من سينما تقدم أفلاماً من إنتاج فاهم لا يعشق الهوامش أو الأطراف ولكنه يقدم فناً باسماً يعيش الحياة باسم الإنسان ويدافع عن عقلنا لا يغازل عواطفنا وهو فن نأمل أن يقدم عال‘لام الإسلامي سينما لا تقدم مايطلبه الجمهور بل ما ينبغي أن يطلع عليه الجمهور بالإمكان حصول ذلك لو قام تعاقد فريد بين شركات إنتاج مع كتاب لهم رؤى مغايرة أولهم مقدرة على تنمية الحس الذوقي للجماهير مع أصحاب رأسمال ضخم لإنتاج فن سينمائي لا يحاكي المواضيع (الراكدة) أي الماضوية من قصص تختصر تاريخنا بالملاحم والغزوات فقط فقد عافها الناس ولا السائدة مما هو معروف فقد ملها الجمهور ، نريد سينما متميزة مهنياً ومتقدمة موضوعا ًتسهم في إيجاد الفكرة المؤثرة والبسمة الهادفة والنقد العلمي لأوضاعنا وعاداتنا غير السوية وبقالب فني راق يحمل بصمة عربية بنكهة عالمية أولاً، وفي دعم اقتصاد المجتمع ثانياً فقد بات لا يخفى المردود الهائل لبعض الأفلام الأمريكية . دعونا من الذين يعشقون الوقوف على الأطلال ممن يجيدون التشكي والهجاء أو يقاتلون بسيوف خشبية ويريدون منا أن نفكر فقط بعقلية الانسحاب والأموات !! دعونا من الذين يظنون أن إدارة الساعة إلى الوراء أفضل الحلول أو يفرون من الشهود والوسطية فربما فهموا أن ثلثي الرجولة الهروب !! دعونا من كل هؤلاء ولنفكر فيما بعد السينما أي (رسالة السينما)ماذا سنقدم وكيف ؟ عندما كان الإمام محمد الغزالي يرحمه الله تعالى في مهرجان الجنادرية حيث استشهد وهو في وصال معرفي وفي فروسيته الجهادية التي يلتزم فيها ببلاغة التعبير ونصح الأمة وعقد قران الإسلام على الواقع سنة 1996 كان آخر كلمة قالها ذلك الإما الحكيم معركتنا القادمة (الإعلام) كما نقلت ذلك عنه المجلة العربية ومع تحفظي على كلمة إعلام إسلامي وإعلام غير إسلامي فنحن اليوم في طب خطير كما تقول أستاذتنا سهير (فالغزو الإعلامي زحف خطير يواجه أمتنا ومواجهته فرض ما لم يقم به الدعاة والمجددون والمفكرون وعلماء الدين والإعلاميون وأصحاب رؤوس الأموال أثم الجميــع . فمشكلة مايسمى بالاعلام الإسلامي أنه إعلام في غالبه قطع الصلة مع تقنيات العصر ومواضيعه أين موسى مصطفى في القنوات الإسلامية مثلا لماذا لا يكون عندنا عبد الرحمن آل رشي ودريد لحام وراغب علامة وغيرهم لنفتش عن غالب الإعلام الإسلامي إنه نسخة مكرورة في المواضيع وحتى الأشخاص وباردة لانها لم تستثمر العصر وآلياته بينما الآخرين كماتصف الكريمة سهير (حقاً هؤلاء المنتجون لمثل هذه المنتجات المعادية لنا حقاً إنهم أناس مخلصون أجل مخلصون لعقائدهم مدافعون عن مبادئهم والتي هي القضاء علينا، نحن ماذا قدمنا لدعوتنا وقضايانا؟؟!ا لماذا لم ندرك أهمية قيام إعلام مواز لإعلامهم نبين فيه حقائق ديننا القائم على التسامح والأخوة والمحبة؟!! ) سوف نتقدم حقيقة عندما نجد أن دعم قناة فضائية ودعم كتاب هو في عقل المسلم والإمام والداعية يساوي إعمار مسجد . أتمنى لسهير العزيزة كل توفيق وأقترح عليها أن تشرع بسلسلة مقالات تتحدث فيها عن الإعلام وتخصصاته وتبدأ بتعريف الاعلام وماذا يمكن أن يقدم للأمة . علاء الدين آل رشي المدير الإعلامي في مركز الناقد الثقافي Alaa_1993@hotmail.com

 
2009-04-11

عامر رحمه

جزاكِ الله عن هذا الدين كل الخير يا أخت سهير. ما أجلَّه من موضوع وما أعظمها من دعوة. لقد أصبت كبد الحقيقة أختي الكريمة ووالله لن يصل هذا الدين إلى أبناءه قبل غيرهم إلا إذا اتبعنا هذه الخطوة فبالنظر إلى مايشغل أمتنا عامة وشبابنا بشكل خاص هو هذا الزخم الإعلامي الهائل المسخر لأجل قضاياهم (أقصد قضايا الغرب) وهم يعملون عليها كماذكرتِ بكل إخلاص وجهد. فما الغضاضة في أن ندفع ذلك عن أنفسنا بذات الأداة؟. ولكن هنا أريد أن ألفت النظر إلى نقطة وهي أن هناك العديد من القنوات التي تتبع سبيل الإعلام الإسلامي ولكنها برأيي تفتقد إلى مقومات المنافسة فترى من يشاهدونها هم المتمسكون بدينهم أصلاً ومن هم برأيي ليسوا بحاجة إلى ما يعيدهم إلى هذا الدين. مانحتاجه يا سادة هو إعلام يشد من لايعرفون كم هو رائع هذا الدين ومن لايعرفون حجم النعمة التي أكرمهم الله بها عندما خلقهم مسلمين له، ليكون إعلاماً فاعلاً يحقق الهدف المطلوب منه. نحن عندما نطلب ذلك لا نطلب فجوراً أو إفساداً بين الناس أبداً.... فنحن في النهاية -والله اعلم بما في النفوس- لا نريد إلا خيراً لهذه الأمة في دينها ودنياها فلا ضير في استخدام أدوات الجذب والشد التي يستخدمها أولئك طبعاً ضمن الحدود والأطر الإسلامية. في النهاية أكرر شكري لكِ أختي الكريمة وجعل الله ثواب هذا الأمر في صحيفتكِ يوم القيامة.

 

ملاحظة:
الآراء المنشورة لاتعبر بالضرورة عن رأي الموقع أو القائمين عليه، ولذا فالمجال متاح لمناقشة الأفكار الواردة فيها في جو من الاحترام والهدوء ونعتذر عن حذف أي تعليق يتضمن:
1- يحتوي على كلمات غير مهذبة، ولو كانت كلمة واحدة.
2- لايناقش فكرة المقال تحديداً.

 

 1363

: - عدد زوار اليوم

7448503

: - عدد الزوار الكلي
[ 54 ] :

- المتصفحون الآن

 


العلامة الشيخ محمد حسن حبنكة الميداني


العربيــة.. وطرائق اكتسـابها..
المؤلف : الدكتور محمد حسان الطيان








 
   

أحسن إظهار 768×1024

 

2006 - 2015 © موقع رسالتي ، جميع الحقوق محفوظة

 

Design & hosting by Magellan