::: موقع رسالتي - رؤية جديدة في الخطاب الإسلامي :::

>> قضية ونقاش

 

 

علم لا ينفع وجهل لا يضر

بقلم : بنان محمد الحرش  

قضيتنا اليوم ما زالت وراء كواليس الحياة، فقليل من حاكاها أو ألقى عليها أضواء النقد ، بالرغم من أنها لم تترك صغيراً ولا كبيراً , عالماً ولا جاهلاً إلا وتعرضت له ، وللأسف منهم من سكنته وتغلغلت فيه ألا وهي :

العلم الذي لا ينفع

وهوالعلم الذي لا طائل من معرفته ولاضرر من الجهل به ، وغالباً ما يستنفذ هذا العلم الكثير من الوقت والمال والجهد ،كالبحث والتمحيص عن أشياء سكت عنها ديننا الحنيف رحمة بنا غير نسيان ، كما ورد في الحديث الصحيح : " إن الله.......سكت عن أشياء رحمة لكم غير نسيان فلا تسألوا عنها " .

ولكن من المؤسف أننا نجد جهوداً لدارسين يبحثون عن حقيقة مصير والديْ رسول الله صلى الله عليه وسلم أفي الجنة هما أم في النار ؟

أو كدراسة لمتخصص يثبت فيها أن قصيدة طلع البدر علينا لم يستقبل بها رسول الله صلى الله عليه وسلم في المدينة كما هو متداول ، بل ظهرت في القرن الثالث الهجري.

ألا ترون معي أن مثل هذه الدراسات لا تعدو أن تكون علماً لا يهدي وبرهاناً لايشفي ؟

تُرى أي قداسة تبقى للعلم إذا لم يكن بوسعه أن يسمو على الجهل ؟

و مصداق ما أشير إليه قوله تعالى في سورة الكهف ؟

[ قل ربي أعلم بعدتهم ما يعلمهم إلا قليل فلا تمار فيهم إلا مراءً ظاهراًَ  ]

يقول المفسرون : لا تمار فيهم ، أي : لا تشغل نفسك بعدتهم فيما لا طائل تحته فتشتغل به عن الأهم .

ولقد نهى صلى الله عليه وسلم عن القيل والقال وكثرة السؤال .

ومما ورد من دعائه أيضاً أنه استعاذ من العلم الذي لاينفع .

أما على الصعيد الفردي ..فإننا نمارس في واقعنا تطبيقاً عملياً للعلم الذي لا ينفع شعرنا بذلك أم لم نشعر ، في مواقف كثيرة لا يكون حظنا منها إلا الإثم فقط .

فمن منا لم يتعرض لأسئلة شخصية أو عائلية تضطره للكذب أحياناً لينسلَّ من ضيق الحرج ...

كم مرتبك ؟

بيتك مِلك أم إيجار ؟

لماذا لم تتزوج حتى الآن ؟

غير أن السؤال الذي يخطر على البال على من يعود إثم الكذب ؟

حقاً إن من نكد الحياة على العبد أن ُيبتلى برفيق درب ليس له بدٌ منه

اكتفى من العلم قبل أن يعرف ما هو العلم , وما أكثر هذا الضرب من الناس

الذين يشغلون أنفسهم بسخافات ؛ نعم أحياناً تكسبهم معلومة جديدة لكنها ليست بالبنّاءة ، بل ربما تكون هدّامة .. وهدّامة جداً .

فكما ورد في الحديث عن أنس رضي الله عنه قال : توفي رجل فقال رجل آخر ورسول الله صلى الله عليه وسلم يسمع: أبشِر بالجنة ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أو لا تدري فلعله تكلم فيما لا يعنيه أو بخل بما لا ينقصه "

رواه الترمذي وقال حديث حسن غريب .

والأحاديث كثيرة في هذا الباب فكم نحن بحاجة لمن يرددها على مسامع الناس ليتذكروها ويفهموها

إخوتي ..أخواتي أكرمونا بمشاركاتكم ومناقشاتكم وآرائكم ...

ليحسن إسلامنا وإيماننا ونكون ممن قال فيهم الله جلّ علاه : {والذين هم عن اللغو معرضون}

تالله هذا هو العلم النافع والجهل المضل ...

 


 التعليقات: 9

 مرات القراءة: 4733

 تاريخ النشر: 05/10/2008

2008-10-10

جهاد الشام

السلام عليكم اشكر الاخت الكريمة على طرح هذا الموضوع واشارك برأيي المتواضع مؤيدا فالقضية تطورت حتى وصلت لتمس العقيدة وبات من المألوف ان نسمع من يسأل عن القدر أو عن ماهية الخالق"جل في علاه" او عن اشياء اخرى سكت عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يحاول اصحابه رضوان الله عليهم الخوض فيها اصلا بعد ان سكت عنها معلمهم صلى الله عليه وسلم بينما ترى هؤلاء الأشخاص نفسهم و بنفس الوقت يهملون الكثير من اساسيات عقيدة دينهم نفسها ولم يدركوا ان نبينا عليه الصلاة والسلام وجههم في حديث رواه أ بو هريرة عنه ( صلى الله عليه وسلم ) قال : " دعوني ما تركتكم ,إنما أهلك من كان قبلكم سؤالهم واختلافهم على أنبيائهم فإذا نهيتكم عن شئ فاجتنبوه وإذا أمرتكم بأمر فأتوا منه ما استطعتم " . رواه البخاري فنرى رسول الله يأمرنا بترك كل ما نها عنه لما في ذلك من ضرر علينا بينما يدعونا للإتيان بما استطعنا من اوامره صلى الله عليه وسلم . اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعن بما علمتنا وزدنا علما.

 
2008-10-09

إسلام

نعم .. الأدلة كثيرة ووفيرة في هذا الموضوع ، ونحن بأمس الحاجة إلى فهم معانيها والعمل على تطبيقها . قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن الله يحب معالي الأمور وأشرافها ويكره سفسافها " وأيضاً كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو قائلاً : " اللهم إني أسلك علماً نافعاً " وكان عليه الصلاة والسلام يعوذ ويلوذ بإله الكون يقول : " اللهم إني أعوذ بك من علم لا ينفع " نسأل الله أن يجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه .....

 
2008-10-08

فارس الأسلام

شكرا للأخت بنان على هذا الموضوع الرائع وكم أحوجنا في مثل هذه الأيام أن نعالج هذه الأمور و نقضي على هذه المشاكل لكي نصل الى معنى الأسلام الحقيقي

 
2008-10-08

البيان

أشكر الكاتبة على هذا الموضوع وبرأيي أن السبب الرئيسي ل(القيل والقال وكثرة السؤال) هو الغراغ الذي يسيطر على كثير من الناس فيصبح همهم الأكبر مراقبة الآخرين وتتبع عوراتهم ومذلاتهم طبعا هذا غالبا ما يؤدي إلى حسد أو غل لأنه من راقب الناس مات هماًوكما أشرتِ في سورة الكهف هناك أكثر من موضع ينبه على الحد من كثرة الأسئلة بما لا يفيد كما ورد في قصة سيدنا موسى والخضر عليهما السلام

 
2008-10-07

علما ملك

أشكرك أخت بنان لطرحك لهذه القضية التي تعد غاية في الأهمية . وأعتقد أن من يطرحون مثل هذه البحوث أو الأسئلة التي لا يقصدون بها إلا إثارة الجدل فهم ممن لم يدركون حقيقة العلم. ولم تعي أذهانهم مقصد الشارع عندما أمر بطلب العلم فراحوا يبحثون في أمور قد أحلنا الشارع منها. فلم يكونوا إلا مضيعين للوقت مشتتين للعقول.

 
2008-10-07

علا صبَّاغ

شكراً لك أختنا الكاتبة على عرض الموضوع فعندما بدأت أقرأ وقبل أن أنهي قرءة المقال بدأت أفكر هل من الممكن أن يكون العلم الذي تتحدثين عنه هو دراسة وأبحاث عن النفط في بلد فقيرة بعيدة كل البعد أن تحوي النفط مثلاً فماذا يصنع هذا العالِم بعلمه؟ هل يهاجر إلى بلاد أخرى ويترك بلده التي قد تكون بحاجة ماسة له ولكن في مواضيع أخرى.. أم أنه يدرس الفرع الذي قد لا يجد نفسه فيه ولكن المهم أنه درس؟ وهذه حال شبابنا هذه الأيام.. تراه لا يحب الطب ولكنه يحب الاسم طبيب، فينهي دراسة الطب ست سنوات من عمره وعلى ماذا؟ هو أصلاً لن يعمل بهذه المهنة ولكنه درس لأن الفرصة أتيحت له.. فأنفق الأموال والساعات والأيام بل والسنين على شيء لن يعمل به وقد لا يفيده مستقبلاً واسأل نفسك هل سينجح أصلاً إذا فكر في العمل بمهنة هو نفسه لا يطيقها؟ اللهم إني أعوذ بك من قلب لا يخشع وعلم لا ينفع وعين لا تدمع ودعاء لا يـُسمع.. ** أما عن سؤال الإنسان نفسه أشياء لا تفيده ولا تعنيه: فأبدأ بقوله تعالى "وما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد". وأقف كثيراً عند أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم : <<ثكلتك أمك يا معاذ وهل يكب الناس في النار على وجوههم إلا حصائد ألسنتهم>> و في حديث أبي سعيد الخدري قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: < إذا أصبح ابن آدم فإن الأعضاء كلها تكفر اللسان تقول: اتق الله فإنما نحن بك فإن استقمت استقمنا، وإذا اعوججت اعوججنا> رواه أحمد. فبدلاً من أن تتمنى أن لا تنطق شيئاً بلسانك، ابدأ بتعويد لسانك على ذكر الله كما أن الرسول عليه السلام استعاذ من البكم: <<.اللهم إني أعوذ بك من العجز والكسل والجبن والبخل والهرم والقسوة والغفلة والعيلة والذلة والمسكنة ، وأعوذ بك من الفقر والكفر والفسوق والشقاق والنفاق والسمعة والرياء ، وأعوذ بك من الصمم والبكم والجنون والجزام والبرص وسييء الأسقام ..>>

 
2008-10-06

عبق الشام

السلام عليكم وبعد"" أشكر الاخت الكريمة على طرحها هذا الموضوع الذي غاب عن الكثير الكثير فالكثير منا يشغل نفسه بقال وقيل وما حكم كذا وكذا وهي اصلا ليست معلومة من الدين لا بالضرورة ولا بالمندوب ؟؟ واكبر مثال واجمله القصة المذكورة في القرآن على لسان بني اسرائيل عندما امرهم الله ان يذبحو بقرة ؟؟ فبدؤوا بالسؤال عنها وعن لونها ووو؟؟ وكلنا يعرف القصة ؟؟ فهذا التعنت او التكلف الغير مطلوب واللا مؤاخذون به انشاء الله لماذا؟؟ ولماذا نتعب انفسنا وفكرنا بشيء لا طائل منه؟؟ ولا منفعة منه اصلا فياحبذا لو يرتقي الناس بفكرهم وليتطلعو الى ما موصلهم الى النجاح والفائدة وكيف يصلون الى القمة وكيف يحسنون من حالهم وواقعهم ؟؟ والله افضل من ان نثير جدلا عقيما في مسائل وامور فاتت وباتت واندثرت منذ مئات السنين؟؟ وشكرا للاستاذ هاني ففكرته جميلة جدا ""والسلام على الجميع..

 
2008-10-05

طالب علم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، جزاك الله خيراً أختي الفاضلة، ولكنّ هنالك أموراً يخفى علينا مدى أهمّيـّتها، ففي كثير من أبواب الفقه تجدين تفصيلاً طويلاً جداً لمسائل قد لاتخطر أبداً بالبال، بل وقد تكون مستحيلة الحدوث في زمان الفقيه الذي تحدّث عنها، ورضي الله عن الأربع الأئمة الذين تكلموا في مسائل لم تكن في زمانهم، ولكنها حدثت في زماننا فوجدنا لها الحكم المناسب أمامنا، وأما بالنسبة لما تفضّلتِ عن والدي الرسول صلى الله عليه وسلم فبرأيي قد أصبتِ، ويخرج الناس بقضايا كثيرة مماثلة كالسؤال: أيدخل إبليس النار أم أن الله سيرحمه ويدخله الجنة؟ والأسوء من ذلك المراء الذي يدخل فيه الناس في أمور لاعلمَ لهم فيها، وقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((أنا زعيم ببيت في ربض الجنّة لمن ترك المراء وإن كان محقّاً)).

 
2008-10-04

هاني داود

شكرا للكاتبة على هذا الموضوع الهام الذي أصبح يلامسنا جميعا، وأصبح من الأهمية اختيار كل فرد العلم المفيد الذي يعود عليه بالفائدة وهذا الأمر لايتحقق إلا بمعرفة غاية كل واحد منا في حياته ومجال اختصاصه..فإن انتفت الغاية والمقصود أصبح العلم مضيعة وهدرا للوقت..فلو قلنا أن طالبا في الشريعة يضع هدفا في اكتشاف مفاتيح النجاح لعلماء المسلمين وكيف يمكن تطبيقه في عصرنافسوف يكون بحثه في التاريخ الإسلامي والعصور الإسلامية وسيرة كل عالم وتفاصيل حياته ونشأته...الخ هو علم مفيد له ولمن حوله..وعلى هذا المقياس يمكن أن نقيس بقية الاختصاصات العلمية والفكرية.

 

ملاحظة:
الآراء المنشورة لاتعبر بالضرورة عن رأي الموقع أو القائمين عليه، ولذا فالمجال متاح لمناقشة الأفكار الواردة فيها في جو من الاحترام والهدوء ونعتذر عن حذف أي تعليق يتضمن:
1- يحتوي على كلمات غير مهذبة، ولو كانت كلمة واحدة.
2- لايناقش فكرة المقال تحديداً.

 

 1581

: - عدد زوار اليوم

7404775

: - عدد الزوار الكلي
[ 55 ] :

- المتصفحون الآن

 


العلامة الشيخ محمد حسن حبنكة الميداني


العربيــة.. وطرائق اكتسـابها..
المؤلف : الدكتور محمد حسان الطيان








 
   

أحسن إظهار 768×1024

 

2006 - 2015 © موقع رسالتي ، جميع الحقوق محفوظة

 

Design & hosting by Magellan