من مضمار الوسطية الناجح أنطلق في الحديث عن أمرٍ أصبح معضلة يعاني منها الشعب الأمريكي على وجه الخصوص والعديد من الأفراد على وجه العموم ...
من الأوزان الثقيلة أُقلع في جولتي هذه لأسلّط الضوء على قانون وآفة ولربما يمكنني تسميتها ببكتيريا الانبهار والصرعة ...
عمّا قليل ستعرف عمّا أتكلم وما هي هذه البكتيريا التي وقعت عليها عدسة مجهري بينما كنت أحلّل إحدى كوارث الإفراط وعوائد مراكز التجميل والتنحيف الهائلة ..
لست أمانع أبداً وجود مراكز كتلك لكن إشارات التعجّب والاستغراب أوقفتني عند أبوابها ، فما الذي حدث .. هنا تجد من يقوم بشفط دهون حقق نسب نجاح عالية لكنه قد أودى بحياة عدد لا بأس به من الأشخاص ، وهناك من يقوم بوضع حلقة لمعدته كي يحدد دخلها اليومي وووو !!!
إنها البكتيريا التي وجدتها يا أخي ولكن مهلاً ستتعرّف عليها بعد قليل ...
إذا ما نظرت معي لإحصائيات البدانة في الولايات المتحدة سيذهلك الأمر حتماً ؛ لأنك سترى أن أمريكا تعدّ على رأس القائمة في الدول التي تعاني من مرض السمنة وتنفق عليه الملايين لعلاجه ، هي ظاهرة عمّت الشعب الأمريكي فأودت بحياة العديد منهم حتى تصدّرت البدانة قائمة الأمراض التي يموت بسببها آلاف الأشخاص كل عام ...
إنها حقيقة ... انظر إلى إحدى التقارير التي قام بها بعض الأمريكيين عن هذه المعضلة وستنبهر بما تسمع وترى ... أطفال في سنّ الزهور لكنهم في حجم الفيلة !!!
سترى مليون طفلٍ يعانون من ضغط القلب بسبب البدانة !!
أهي القريحة المفتوحة 24 ساعة !!
أم الهدف المعدوم فما الحياة إلا أكل وشرب !!
لا .. لا أظنّ الأمر يعود لذلك ولكن سنحاول تشخيص المرض قبل أن تنتقل العدوى إلى بلادنا ، والتي ما أراها إلاّ عمّت المجتمع الخليجي وبدأت تتسلّل إلينا شيئاً فشيئا ..
إنها تلك المطاعم التي غزت العالم بأسره !!
نعم ولمَ لا ، بيّنت الدراسات التي تقصّت وحلّلت سبب البدانة التي يعاني منها الأمريكيون أنّ الوجبات السريعة هي العامل الأوّل والأهم لتلك المعضلة ...
عندما تكون جالساً أمام شاشة حاسبك مبحراً في عالم الإنترنت ابحث عن إحدى الوجبات العالمية والتي لم تصل لبلادنا بعد والحمد لله ...
ابحث عن ماكدونالز لترى كم المساحة التي تغطيها هذه الشركة عندها ستنبهر مما ترى !!
أيعقل أن تصل شركة كهذه إلى شرق الكرة الأرضية وغربها وشمالها وجنوبها ؟؟!
حسناً .. إذاً انظر في الوطن العربي كم فرعٍ لديها !!
لا بدّ أنّ الأمر مفجع ، فماذا لو علمت أنّ هذه الشركة لوحدها من بين باقي الشركات التي تقدّم الوجبات السريعة تطعم في اليوم الواحد ، انتبه في اليوم الواحد ، أكثر من 16 مليون إنسان !!!
فما بالك بباقي الشركات والوجبات الأخرى ككنتاكي وغيرها ...
آمل أن تكون قد اقتنعت بهذا التشخيص وإن لم تقتنع فابحث وانظر بأمّ عينك وشاهد التقارير المصوّرة عن المعضلة ..
المرض مازال بعيداً عنّا بعض الشيء ولكنه بدأ يشنّ هجماته واحدة تلو الأخرى ، لقد نجح وانتصر في جميع معاركه التي قام بها على دول الخليج فأدى لنفس الكارثة ولكنها تبقى أخفّ من الولايات المتحدة إلاّ أنه في بلادنا بدأ بالمحاولة ولا أعلم هل ستنجح أسلحته في تخريب وتعطيل فئة الشباب عماد الأمة بسبب ما ألحقه بهم من بدانة عرقلت حياتهم ووقفت في طريق طموحاتهم فكانوا عالة على مجتمعهم وأمتهم كذاك الرجل الذي تطلّب أمر إخراجه من المنزل إحضار رافعة تحمله وتحطّم أحد جدران المنزل لتلّقي العلاج المناسب !!
هي حقيقة غفل الجميع عنها فإذا ما قلت لطفلٍ صغير لا تكثر من تناول الغذاء الفلاني وابتعد عن هذه الوجبة ولا تأكل هذه .. رأيت استنكاراً ممّن حولك فمازال طفلاً يحتاج لغذاء حتى ينمو ويكبر !!!
تلك هي المشكلة لا نلقي بالاً لما يفيد ويساهم فعلاً في بناء جسم سليم من الأمراض قوي المناعة ...
إنه ليس كلام نظري ..انظر حولك وسترى ، اسأل أي طفل عن وجبته المفضلة وانتظر الإجابة ..إما اندومي أو كنتاكي أو ......
نحن بحاجة لجيل يصارع الحياة بعقدها التي نراها تتوالى عام بعد عام حتى يستطيع أن يوصل الرسالة ويكون بحق خليفة الله في الأرض ...
هو أمر كان ولا يزال محطّ أنظار وأبحاث الولايات المتحدة وإليك آخر دراساتهم التي بدؤوا باتباعها لمساعدة أطفالهم والعودة بهم إلى المثالية بدءاً من الوزن ...
فقد تبيّن بالتجارب العملية التي أقيمت على فريقين من الأطفال أنّ القراءة تعدّ وسيلة فعّالة للتخلّص من البدانة لدى الصغار حتى سنّ السادسة عشر ..
هو اهتمام وعناية ورعاية بمن تريد أمريكا أن يكونوا المسيطر بعدها على هذا العالم
ولكن باقتناعك بما أمليته عليك وشروعك في التقليل من عدد الوجبات السريعة التي تتناولها أنت وعائلتك نستطيع التغلّب على ظاهرة عمّت ومرضٍ معدٍ انتشر ...
لابدّ وأنك تنتظر أن أحدّثك عن البكتيريا التي وجدتها ، حسناً
ألا ترى معي أننا في عالمنا العربي خاصة نولي كلّ جديد آتٍ من الغرب عناية فائقة أكثر مما يستحق ؟؟!
لست أقصد الدراسات العلمية وبراءات الاختراع الأجنبية بالطبع ، فهذا أمر لا علاقة لنا به ( وَلَووو)، ولكن انظر في الجانب الآخر ذاك الجانب الهااااااام إنه همّنا الذي نعيش لأجله ما بك أنسيته ، سأذكّرك به
أنسيت همّ المطعم الفلاني الذي لم تجد فيه مكاناً لتناول عشاء يوم غد ، والمقهى الفلاني الذي وجدته مغلقاً للسهر فيه مابعد غد ، والسوق التجاري الذي لم تلحق أن تقضي فيه غير خمس ساعات فازدحام الطريق أخّرك عن الوصول ليلة أمس ...
ياللأسف ... أنسيت !!
هذا هو همّنا يا أخي ولكن الآن هناك همّ قد عمّ وساد عقول الناس ، ألم تعلم به بعد ؟!!
إنه افتتاح المطعم .... في شارع .... ألم تتذوقه بعد ؟!!!( فاتك نصف عمرك ، يلاّ الأيام قادمة ) ولكن لا تنسَ أن تحدّث من حولك عنه وضع على كلامك كثيـراً من البهارات اللذيذة كي يطير الخبر إلى مسامع الجميع ...
هل علمت عن أيّ بكتيريا أتحدّث ؟؟؟
إنها بكتيريا الانبهار والصرعة بكلّ آتٍ من الغرب وبكلّ مضرّة للقلب !!
إنه أمرٌ مؤسف أن تكون العقول ساذجة لهذا الحد فتُصرع بوجبة وتنبهر بأخرى !!!
إنني أرى بكتيريا الانبهار العربي هي السبب في انتشار الوجبات السريعة والمساعدة في التكثير من أعدادها ممّا يؤدي إلى بدانة وأمراض لا تحمد عقباها ...
هذا هو رأيي فما رأيكم أنتم ؟؟؟؟