::: موقع رسالتي - رؤية جديدة في الخطاب الإسلامي :::

>> قطوف لغوية

 

 

أنقذوه .... ارفعوا ستار الزيف

بقلم : حنان الأشرف  

 

خاطرة بقلم أ . حنان الأشرف


هي آهات حزينة آن وقت سماعها بعد أن حبسها داخله بسجن عميق ..... انطلقت الآن موشحة بنسمات الرياح الباردة فتزيد حلكة ظلام هذا الزمان..... لكنها تتوسم رسما طموحا لبزوغ فجر جديد .

هي آهات يناجي بها الإسلام أبناءه الذين أخلص لهم بوفائه المعهود.... بينما سمحوا لأولئك الأوغاد الذين كبّلوه  لما عجزوا عن قتله فجدوا في إسدال ستار يحجب حسنه وجماله عن ساحات الوجود الواسعة , و قارات الأرض المترامية , بل و همدوا مكتفين بالنظر إلى صوره التي التقطها أولئك الحاقدون و تلاعبوا بإخراجها حتى حوّلوا حقيقة جماله إلى زيف دمامة تاريخية بين عصور الأديان حوّلوا طيبه و نقاءه إلى وحشية و تدمير .....((هكذا أصبحت صورته )) .

 هذا التلوث البيئي الذي عكّر صفوه لم يسلم أبناؤه من آثاره فغدت أسوأ الصفات ملتصقة بهم  مثل :أنهم يسرقون أموالاً بقصد شريف كإجراء عمل جراحي لطفل صغير لا تقوى أمه على تمويله واعتبار ذلك ديناً عليهم ينبغي سداده بعد فترة على أساس أن هذا التصرف كان بناءاً على فتوى شرعية ( فألبسوا هذا العمل الصبغة الشرعية في حين أن لا علاقة للشرع بهكذا فتوى ) .

أو أن إنساناً ملتزما بالشرع يخفف عن سارق يؤنبه ضميره بعد  انتهائه من الصلاة بأن يقول له أن هذا كان من القضاء و القدر .

رسخوا صورة التطرف و ظلم المرأة و فرض الأفكار بشتى أنواع الأحداث المفتعلة و  استعملوا المنشورات و الإعلام المرئي و المسموع و المقروء .... و نسبوها إليه , تقصدوا تشويه صورته بقذارة أساليبهم , لم يحسنوا إلا في عرضها بمنهجية مدروسة تستهدف نقاءه !! حرموا من هم بأمس الحاجة لالتماس قبسلت من أنواره في بلاد ظلام الروح , و برودة دماء القلوب عن حقيقته الناصعة الجلية ... حرموا المحتاجين إليه فغدت آهاته مزدوجة الأحزان .

و تعدى الحرمان عاكسا آثاره على أبنائه لما تهاونوا في إظهار حقيقته , فانجرفوا وراء غزو ثقافي إعلامي متشكل مرة بفيلم و مرة بدعاية أو لقاء أو حوار أو مقابلة تهدف جميعها لصهر عوامهم في بوتقة ما يبثونه على شاشات تتدفق معها البرامج التي من شأنها أن تشوش قليل المعلومات التي تبضّعوها أو تلهيهم عن عظائم الأمور بسفاسفها أو توجههم نحو النقاشات و الجدالات التي لا تورث بينهم إلا نوازع الكراهية و التحزب و الفرقة بين القلوب و الفساد و هدر الوقت .... و أصبح غير المختصين بعلوم الدين و مهما كان اختصاصهم أو علمهم يخوضون في أمور لا يجرؤ على الخوض فيها أكابر علمائهم أو الولوج في غياهبها, فهمدت قلوب  العوام و جوارحهم و تخدرت الأجساد حتى لم يبق إلا عيون تتلقى لسعات الحاقدين دون إحساس , و لسان يردد ما يلقيه إليهم التوجيه الإعلامي العام أيضا دون وعي و إدراك ..

كل هذا بتوجيه مدروس و متقن تتحرك فيه عصا القيادة المخفية باتجاه فيسير الناس جهتها ثم لا تلبث أن تحول جهتها فيتحركون جهتها من جديد ليكشر حاملها ضاحكا
بسخرية!! ..... لقد نجح في تنويمه المغناطيسي مع أعداد كبيرة تخلت عن وعيها و لم يفطنوا أن أحداث الساعة المعروضة لهم إعلاميا و مدى تدفقها.

 كل هذا بتوجيه مدروس و متقن .

 

غدا الإعلام السلاح الحقيقي الآن , و من يظفر به هو الفائز العالمي الذي يمكنه و بسهولة أن يوجه كل فئة حسبما يريد ....

و هذا ما يحدث الآن فالأبناء وجّههم بعدما أفرغوا كأس حقيقة الإسلام ليملأها الإعلام الذي هو وسيلة الصب الأول و الأوسع في بث الأفكار على ساحة الإحصائيات .

 و لك أن تحزر بماذا صب الكؤوس الفارغة سواء للأبناء أو المحتاجين إن علمت أن من يصب

هذه الكؤوس هم الذين أسدلوا الستار الأسود في وجه الإسلام و نشروا مشوه صوره بين أبناء الحضارة متعطشي الروح ( الأبرياء في حضارة المادة ) لتبث الازدراء و الكراهية و التعصب ضد الإسلام و تعزز في أذهانهم أن أبناءه متطرفون متشددون جبناء كسالى سذج شهوانيون مزواجون جهلة متعصبون جامدوا العقول و سميكوا الأذهان ( و ضع ما تشاء من سلبيات الصفات فلكل صفة منهم نصيب ) ثم أن الإسلام لهم وحدهم و أنهم السبب في مشاكل العالم الاقتصادية  و غيرها , فهم السطحيون الخونة حتى لبعضهم , شيطانيون , تنظيمهم فاسد مهووسون بالمال رافضون للحضارة , لديهم الرغبة الدائمة بالانتقام , متوحشون بلا قلب أو رحمة , و العقلاء منهم ينسلخون عن تشريعاته و أحكامه.

هذه أخطر آثارالثورة التكنولوجية في مجال الاتصالات التي استعملت كهجمة شرسة.

 راحت تخاطب متطور الشعوب و نامي الشعوب كل في عقر داره ...... آآآآه.. غدا الإسلام مستهدفا دون حراك .

حتى راح بعض المفكرين من أبنائه يدعو إلى مقاطعة كل ما يتعلق بالبث المباشر عبر الأقمار الصناعية حفاظا على هويات إخوانهم و حماية أطفالهم و شبابهم من الانحراف أو التشويش الفكري .

 

لكن ....

 

اطمئن أيها الإسلام ... فإلى متى سيستمر هذا المسلسل ؟ و إلى متى سيظل أبناؤك يدورون في حلقة مفرغة و يعيشون في هذه الغفلة و اللامبالاة و عدم الاكتراث و تحمل المسؤولية التي تشبثت على أعناقهم , مكبلين بأوهام , ينظرون إلى من يصحح صورتهم و يرفع الظلم عنهم ؟

لكن لكل شيء أوانه , و لقد آن الأوان ليشق شعاع الفجر طريقه من جديد .

 

سيدرك أبناؤك أن الخلاص لن يأتي إلا بأيديهم و سواعدهم ,ها قد شعرنا بحرارة آهاتك التي تشتد يوما بعد يوم و التي تكاد تضرم النار في الستار المسدول الحاجب أمامك لتنتشر بعد ذلك أنوارك ساطعة تتخلل كل بيت لتخرج منه بقايا تزييفك الكاذبة .

 

و دورنا يا حبيبنا و قرة عيوننا و همنا الذي سنحمله ما حيينا سيكون في إيصال أنوارك إلى العيون التي أعماها كثرة الظلام و استمرار هذا هو خطوة تمتد لأجيال و أجيال  , تتطلب تغيير عقليات بمراحل !! , و لن يتم هذا فقط من خلال توافر حسن النوايا إننا مطالبون بتطبيق تلك النوايا و إسقاطها على واقعنا المعاش كل بحسب قدرته , و على الخصوص فيما يتعلق بصورة الإسلام في الغرب .

 

ستكون ما حيينا في القلوب

و ستكون ما دمنا في العيون

يا درة نحملها للعالم بافتخار و حبور

لا عشنا إن لم نكن لك الدرع الحصين

نحن و إن جارت الدنيا عليك أنسا لك و حضنا دافئا تلجأ إليه

عهدا علينا لن نفرط فيك

يا إرثنا و عزنا و فخارنا

 ... دمت لنا ... و دمت لنا.... و دمت لنا .

                                                     

                                                                           

 التعليقات: 0

 مرات القراءة: 2599

 تاريخ النشر: 05/11/2007

ملاحظة:
الآراء المنشورة لاتعبر بالضرورة عن رأي الموقع أو القائمين عليه، ولذا فالمجال متاح لمناقشة الأفكار الواردة فيها في جو من الاحترام والهدوء ونعتذر عن حذف أي تعليق يتضمن:
1- يحتوي على كلمات غير مهذبة، ولو كانت كلمة واحدة.
2- لايناقش فكرة المقال تحديداً.

 

 966

: - عدد زوار اليوم

7402315

: - عدد الزوار الكلي
[ 35 ] :

- المتصفحون الآن

 


العلامة الشيخ محمد حسن حبنكة الميداني


العربيــة.. وطرائق اكتسـابها..
المؤلف : الدكتور محمد حسان الطيان








 
   

أحسن إظهار 768×1024

 

2006 - 2015 © موقع رسالتي ، جميع الحقوق محفوظة

 

Design & hosting by Magellan