::: موقع رسالتي - رؤية جديدة في الخطاب الإسلامي :::

>> قضية ونقاش

 

 

مَا مَوْقِفُ ضَميْرِك مِنْ مُصَافـَحَةِ الأجْنَبيَّة؟

بقلم : المُحِبَّة لله  

 

                                       بسم الله الرّحمن الرّحيم

والصّلاة والسّلام على رسوله الكريم

 

عندما

 عدّد رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في زواجه من النّساء، تسابق الكثيرون لتطبيق هذا الأمر، دون معرفة الحكمة من الفعل الّذي قام به سيّد الأنام صلّى الله عليه وسلّم، ولم يعبؤوا بوجود شروط مفروضة على من أراد ذلك، يقولون: هذه سنّة النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، وعلينا اتّباعه وتطبيق سنّته.

وعندما قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم" إنّي لا أصافح النّساء"؛ اتّبع الكثيرون الرّأي القائل" صحيح أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم لم يصافح الأجنبيّة قطّ، لكن هذا الكلام قاله عن نفسه فقط، ولم يَرد نصّ عنه ينهانا عن مصافحة المرأة الأجنبيّة". فتراكضوا لمصافحة النّساء بهذه الحجّة، وصدّقوا أنّهم يفعلون شيئاً جائزاً لا غبار عليه.......

لماذا أسرعوا في الأولى ليتبعوا فعل النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم بحجّة تطبيق سنّته؟

ولماذا توانوا في الثّانية، وأحجموا عن اتّباعه، بحجّة عدم ورود أمر صريح في ذلك؟

مع الأسف الشّديد، لا أستطيع إلا أن أقول:

أمرَنا الله بإخضاع أهوائنا للدّين.. فأخضعْنا الدّين لأهوائنا

سأحدّد نقطة واحدة نجعلها محور النّقاش في هذا الموضوع

دعونا نغضّ النّظر عن كون هذا النّوع من المصافحة حلالاً أو حراماً، ولنفترض أنّ الله عزّ وجلّ ترك لنا حرّيّة اختيار ما يصلحنا– وأحمده لعدم حدوث ذلك– ولنحدّد بشكل منطقيّ:
هل مصافحة الرّجل للأجنبيّة، ومصافحة المرأة للرّجل للأجنبيّ فعلاً من مصلحتنا؟ أو أنّها عكس ذلك؟

أخي الكريم: إذا مددتَ يدك لتصافح امرأة أجنبيّة عنك– مهما كانت غايتك سامية وشريفة– هل تشعر حقّاً أنّها مجرّد مصافحة عابرة، لا تؤثّر في نفسك، أو تأخذ شيئاً من تفكيرك؟

أختي الكريمة: إذا مددتِ يدك لتصافحي رجلاً أجنبيّاً عنك– مهما كانت غايتك سامية وشريفة– هل تشعرين حقّاً أنّها مجرّد مصافحة عابرة، لا تؤثّر في نفسك، أو تأخذ شيئاً من تفكيرك؟

لقد أمرنا الله عزّ وجلّ بغضّ البصر، وتعرفون ما هي عواقب إطلاق البصر، وطبعاً هذا مجرّد نظر. والنّظرة سهمٌ مسموم من سهام إبليس، فإذا كان هذا شأن النّظرة.. فماذا يمكن أن تكون ملامسة البشرة للبشرة؟؟؟

باختصار شديد: ما موقف ضميرك من مصافحة الأجنبيّة؟

والغاية هي الوصول إلى إحقاق الحقّ واتّباعه

أعاننا الله وإيّاكم على ذلك.


 التعليقات: 7

 مرات القراءة: 3387

 تاريخ النشر: 01/11/2008

2008-11-08

المُحِبَّة لله

السّلام عليكم* أشكركم جميعاً على آرائكم المهمّة، فقد أشارت أخيّتي "علا صبّاغ" إلى الفوضى في الجامعات، سواء على صعيد المصافحة أو غيرها، وفعلاً (الدّنيا بخير) لكن كما عبّرت لا يمكننا أن نشعر بوجود هذا الخير في الجامعات، عافانا الله، وأشارت أخيّتي "علا زيدان" إلى نقطة حسّاسة، وهي من أهم ما أريد التّوصّل لمعالجته في قضيّتنا، وهو أن يصافح رجل امرأة أو العكس بعذر يسمّونه (الاضطرار)، مع أنّ ليس ثمّة أيّ شيء يدعو للاضطرار، والأخطر من ذلك هو أن تبدر تلك المواقف من شخص قدوة للكثير من المسلمين، أمّا الأخ الكريم"عبد الله" جزاه الله خيراً؛ فقد عرف قيمة المرأة في حين أصبحت المرأة نفسها غير مقدّرة لقيمتها، وكذلك"أخيّتي في الله" أشارت إلى انقلاب المعروف منكراً في عصرنا والمنكر معروفاً، وقد أشار الأستاذ"محمّد خير" حفظه الله ونفعنا بعلمه إلى حال أشخاص لهم تأثير كبير في الشّباب - بل الكبار والصّغار - من خلال الشّاشة الصّغيرة، حيث بات هؤلاء شيئاً عظيماً في عصر الغفلة، وأيّ حركة يقومون بها علينا أن نقلّدهم ونفعلها، هذا عدا عن ذلك المنظر الّذي رآه والّذي يدعو للاشمئزاز، لكن كما تفاءل الشّيخ سنتفاءل معه، عسى الله أن يطهّر قريباً مجتمعنا من هذه الأدران، أمّا أخيّتي "بنان" فقد ذكرت حديثين هما من أوضح الأحاديث الدّالّة على حرمة المصافحة، إضافة إلى أحاديث أخرى، لكن ما رأيكِ أختي أنّ بعضهم لا يقتنع حتّى بهذه الأحاديث؟ أتعرفين لماذا؟ قال هم يريدون نصّاً صريحاً من فم رسول الله عليه أزكى الصّلاة يحرّم فيه المصافحة، يعني يريدون جملة" لا تصافحوا النّساء" وهذا من أكثر الأسباب الّتي دفعتني لطرح هذه القضيّة، طبعاً كلّ هذا ليس لأنّهم لم يجدوا نصّاً تحريميّاً برأيهم، على العكس.. النّصوص واضحة أشدّ الوضوح، لكن ربّما كان ذلك من باب الدّفاع عن أنفسهم عندما يصافحون. وإنّي لأرجو الله أن يهدينا جميعاً إلى طريق الصّواب، ويزيل الخلافات، حتّى نثبت على مبدأ واحد، وهو طاعة الله ورسوله عليه الصّلاة والسّلام*

 
2008-11-07

بنان

السلام عليكم :بداية أشكرك أخية على مواضيعك الهامة،وأقدم لك حديثان لمن يحتج بعدم ورود أحاديث صحيحة بتحريم المصافحة،عن عائشة رضي الله عنها قالت: ما مست يد رسول الله صلى الله عليه وسلم يد امرأة، ما كان يبايعهن إلا بالكلام. رواه البخاري.وفي حديث آخر{لأن يطعن في رأس رجل بمخيط من حديد خير له من أن يمس امرأة لا تحل له } (صحيح )رواه الطبراني والبيهقي. فلو كانت المصافحة غير محرمة لِمَ امتنع سيد البشر عن مصافحة النساء عند مبايعتهن وصافح الرجال؟

 
2008-11-06

محمد خير الطرشان - دمشق

تعليقاً على هذه القضية الهامة أروي لكم ما حصل معي يوم الإثنين 3/11 ظهراً : كنت على موعد مع مدير شركة إنتاج تلفزيوني خليجي للتشاور في عمل درامي تلفزيوني له خلفية دينية ملتزمة ويعالج قضايا حياتية من خلال وجهة نظر شرعية .. وكان الموعد في بهو فندق الشام .... دخلت إلى بهو الفندق ففوجئت بأن الوقت وقت غداء ، وأن قاعة المطعم والبهو تغص بالممثلين والممثلات المحليين و العرب المشاركين في المهرجان السينمائي ... وبما أنني نشأت في بيئة ملتزمة منذ نعومة أظفاري أكاد أجزم بأنني لم أر في حياتي رجلاً يصافح امرأة لا تحل له في مجتمعي ... وهنا ذهلت كثيراً عندما رأيت النجوم والنجمات يتعانقون ويقبل بعضهم بعضاً مع الضم والشم والمصافحة ووضع اليد على الكتف .... قلت في نفسي : يا أللـه !!! قضيتنا هذا الأسبوع في موقع رسالتي تناقش ظاهرة المصافحة بين الرجال والنساء ... ويا لخطورة ما رأت عيناي خلال ساعة من الزمن كدت فيها أتصور نفسي خارج إطار الشام بلد التدين والعلم والدعوة .... من هنا أدرك قيمة التذكير بضرورة تنزيه مجتمع المسلمين عن أسباب انحراف المجتمع ، و حاجة المجتمع المسلم إلى التذكير الدائم بالسلوك الصحيح الذي يحمي المسلم من الشذوذ والانحراف ... لكنني أحمل دعوة التفاؤل والبشارة دائماً ، ومن أجل ذلك أقول : أمتنا بخير ، أمتنا تنام .. لكنها لا تموت .. شكراً للأخت الفاضلة " المحبة لله " على عرض هذه القضية والدعوة إلى مجتمع العفة والطهارة والنقاء ...

 
2008-11-04

أختكم في الله

بسم الله الرحمن الرحيم، السلام عليكم، القرآن.. السنة.. الدين.. الشرع... كل ذلك يشكل مصيبة لأغلبية الناس، ولا أعمم إلا من رحم ربي، إذ يعتبرون أن ما أمر الله به حداً لحريتهم، وكبتاً لمشاعرهم، وحرماناً لهم من أهوائهم، والمصيبة والطامة الكبرى أن يبتلى إنسان ملتزم بشرع الله بإنسانة لا تعرف من الدين غير اسمه، والعكس بالعكس. سمعت عن شاب في بلدتنا تقدم لخطبة فتاة ملتزمة، ولحكمة من الله لم يتم له ذلك، ثم تقدم إلى أخرى فكانت غير ملتزمة (عادية) أو كما يقولون دائماً (كبقية الناس). وفي حفلة الزفاف – طبعاً كانت على طريقتهم – جاءت قريبات العروس يقدمن التهاني لها ولزوجها، فما كان منه إلا أن كف يده عنهن، فبدت عليهن علامات الغضب، فشكونه للعروس، فقالت: ماشي الحال.. بنشوف! هذا في المصافة، فما بالكم بالأمور الأخرى التي أصبحت عادات لا يستطيعون أبداً التخلي عنها ( كالاختلاط وغيره ) وما أخفي من التفلت من الشرع أعظم، فهم يحسبونه هيناً وهو عند الله عظيم.

 
2008-11-04

عبد الله لبابيدي

المرأة كالجوهرة لا يحق لنا لمسها إلا بالحلال فإذا كثر لامسوها قل شراؤها .

 
2008-11-03

علا عبد الحميد زيدان

أشكر المحبة لله على هذا الموضوع الحساس .. وأقول رأيي إجابة على الأسئلة التي طرحت : لا أعتقد أنها مجرد مصافحة عابرة ... وذلك لأسباب كثيرة فلو كانت المسألة عادية لما تورع عنها كثيرون من الذين يتسمون بالورع والخوف من الله ولو كانت المسألة عادية لما وجدنا أن أكثر قصص الحب تبدأ من مصافحة دافئة بين زميلين في الجامعة ،أما مسألة هل تأخذا شيئا من تفكيرك أم لا ؟ قابلت مرة فتاة في الثانية والعشرين من عمرها فوجدتها تغسل اليد اليسرى دون اليمنى وترفع اليمنى ولا تريد أن تلمسها بشيء فسألتها : ( خير انشالله ايدك فيها شي ) فأجابت ( لقد صافحني اليوم ولا أريد أن يذهب أثره من يدي ) فاي تفكير ذاك الذي أخذته وأي انشغال ذاك أنتجته ؟ وأي مصيبة تلك التي أدت اليها ؟{ تلك المصافحة } ؟؟؟ المرأة مخلوق حساس حسي عاطفي خيالي من النظرة يتأثر فكيف باللمس ؟؟؟؟؟ ولا أعتقد أن هناك إنسانا ملتزما أخذا الرأي بالجواز إلا من باب أن هذه المصافحة تعطيه شيئا ولو كان قليلا !!! فكيف ترضين لنفسك بأن يأخذ شيئا منك بل أن يسرق شيئا منك ؟؟!!!! وأخيرا إن أحد أساتيذنا سافر إلى اسبانيا واضطر هناك الى المصافحة ففعلها ولكنه الآن وهنا لا يفعلها لاختلاف الزمان والمكان والظروف والأشخاص ، إن لكل إنسان طبيعة خاصة والأجدر به أن يتقي مواضع الشبها فهو أبرأ لدينه ولعرضه .

 
2008-11-02

علا صبَّاغ

السلام عليكم: تعقيباً على سؤالك هل هي مجرّد مصافحة عابرة، لا تؤثّر في نفسك، أو تأخذ شيئاً من تفكيرك؟ فأقول شاعت أحياناً عند بعض العائلات المسلمة المصافحة -عدا عن الاختلاط- فتجدين الأمر عادياً إذا صافح الولد ابنة عمه أو ابنة خاله.. عادي يعني ولا يؤثر في نفسه شيئاً لماذا؟ لأنه تعود على هذا فليس هناك شيء جديد يدعو إلى أن يحرك شيئاً في نفسه.. ينزل هذا الشخص إلى الجامعة وقد يلتقي بعائلات مثل عائلته أي غلبتهم التقاليد على الدين والمصافحة أمرٌ عادي.. فتجدينه يصافح بنات الجامعة وكلامي ليس غير منطقياً أو بعيداً عن الحقيقة، انزلي إلى الجامعة وتفرجي! نسمع كلمة الدنيا بخير.. وأقول الدنيا في تدهور! أين الخير؟ لم أعد أراه إلى عند القلة النوادر! إذا كانت هذه العائلة ربَّت ابنها على هذه التقاليد والدين عندهم صلاة وصيام فماذا تنتظرين من أولاد هذا الشاب؟ كيف سيربي أبناءه؟ وقبل هذا السؤال كيف سيختار زوجته؟ عذراً للخروج عن الموضوع ولكن دعينا أيضاً نناقش أمر شاب مسلم نشأ في بيئة إسلامية ودرس واشتغل ثم فجأة قرر الذهاب إلى ألمانيا فأتقن لغتهم على يد ألمانية تعيش في سوريه وفي الأيام الأخيرة قبل أن يسافر تسلم عليه المعلمة فيرفض أن يصافحها، تغضب، وتحذره من هذا الفعل من الألمان -خصوصاً أننا عرب ليس فقط مسلمون-.. يخبرني هذا الشخص فيقول إنني صرت أصافح عندما أضطر ولكن هل هذه المصافحة تأخذ شيئاً من تفكيره؟ لا أعتقد.. لأن خلقه الإسلام. فيا حسرةً على من يعيش في بيئة مسلمة ويفرط بها على حساب اتباع العرف والتقاليد.

 

ملاحظة:
الآراء المنشورة لاتعبر بالضرورة عن رأي الموقع أو القائمين عليه، ولذا فالمجال متاح لمناقشة الأفكار الواردة فيها في جو من الاحترام والهدوء ونعتذر عن حذف أي تعليق يتضمن:
1- يحتوي على كلمات غير مهذبة، ولو كانت كلمة واحدة.
2- لايناقش فكرة المقال تحديداً.

 

 1475

: - عدد زوار اليوم

7452357

: - عدد الزوار الكلي
[ 49 ] :

- المتصفحون الآن

 


العلامة الشيخ محمد حسن حبنكة الميداني


العربيــة.. وطرائق اكتسـابها..
المؤلف : الدكتور محمد حسان الطيان








 
   

أحسن إظهار 768×1024

 

2006 - 2015 © موقع رسالتي ، جميع الحقوق محفوظة

 

Design & hosting by Magellan