::: موقع رسالتي - رؤية جديدة في الخطاب الإسلامي :::

>> أخبار ونشاطات

 

 

تركيا للمسلمين: بنوكنا بديلكم عن سويسرا

بقلم : هيئة التحرير  

في أحد أقوى ردود الفعل الرسمية القليلة الصادرة من العالم الإسلامي إزاء التصويت بمنع بناء المآذن في سويسرا حثَّ وزيرٌ بالحكومة التركية الدول الإسلامية ورجال أعمالها على سحب أموالهم واستثماراتهم من سويسرا وتوجيهها إلى تركيا "التي تفتح بنوكها القوية أبوابها على مصراعيها لأموال إخوتنا المسلمين".

وبحسب ما نقلته صحيفة "زمان" التركية الأربعاء 2-12-2009 قال: "أجامان باغيش"، وزير الدولة ورئيس فريق التفاوض مع الاتحاد الأوروبي: "بعد استفتاء الأحد 29-11-2009 فإنني أدعو المسلمين إلى إعادة التفكير في خياراتهم المصرفية، وأنا على يقين من أن هذا الاستفتاء مناسبة لإخواننا في الدول الإسلامية الذين يودعون أموالهم في البنوك السويسرية لأن يعيدوا النظر".

ووسط عدد من الصحفيين الذين كان يتحدث إليهم في العاصمة السويدية استوكهولم حث باغيش المسلمين على "أن ينظروا إلى تركيا كبديل.. أبواب بنوكنا التي نجت من عاصفة الأزمة المالية العالمية الضخمة تفتح ذراعيها لاستقبالهم".

وأرجع باغيش أحد أسباب إجراء الاستفتاء في سويسرا إلى أن الأخيرة ليست عضواً في الاتحاد الأوروبي، "وإلا لكانت التزمت بمعايير الاتحاد التي تحترم حرية أتباع الأديان"، متوقعا أن تتراجع سويسرا عن هذا الاستفتاء تحت ضغط الرأي العام العالمي الرافض له، "وإلا فإنها ستصبح متحفا مفتوحا للتعصب والعنصرية".

وقارن الوزير التركي بين الوضع في سويسرا بعد هذا الاستفتاء، التي ينظر العالم لها على أنها واحة الديمقراطية والتسامح، وبين "مستوى الاحترام والتسامح الذي توليه تركيا التي يصل عدد مسلميها إلى 99% للأقليات من اليهود والأرمن واليونانيين المسيحيين الذين يمارسون شعائرهم بحرية تامة في الكنائس والمعابد".

ولم ينجُ الاقتصاد التركي تماماً من عاصفة الأزمة المالية العالمية، ولكنه يحافظ على معدل نمو يجعله الثالث مباشرة بعد بلجيكا والسويد في معدلات التنمية في القارة الأوروبية.

وصوَّت 57.4% من السويسريين في استفتاء عام الأحد الماضي لصالح اقتراح قدمه اليمين السويسري المتطرف بحظر بناء المآذن "باعتبارها مؤشراً على التمدد الإسلامي في سويسرا"، وهو الاستفتاء الذي لم يحظَ بقبول من الرئيس السويسري أو حكومته، وإن لم يستطيعا منعه لتعارض ذلك مع مبادئ الديمقراطية المباشرة التي تتمتع بها سويسرا، بحسب محللين.

انفتاح:

وتعد دعوة باغيش المستثمرين المسلمين لسحب أموالهم من سويسرا وتوجيهها إلى تركيا انعكاساً مباشراً لسياسة حكومة حزب العدالة والتنمية منذ قدومها للحكم عام 2002 الخاصة بتقوية علاقاتها مع كل دول العالم الإسلامي، واضعة بذلك حداً لسياسة الدولة التركية الحديثة في تقليص علاقاتها بهذا الجزء المهم من العالم، والتي وضعها مؤسس الدولة مصطفى كمال أتاتورك منذ عشرينيات القرن الماضي.

وتركز هذه الحكومة على الاقتصاد ليكون بوابة عبورها الأولى إلى محيطها الإسلامي، وهو ما ظهر جلياً في الشهور الأخيرة بالاتفاقيات رفيعة المستوى التي وقعتها مع العديد من الدول الإسلامية، ومنها اتفاقيات التجارة الحرة، وإنشاء مشاريع متبادلة، ووصل الأمر لحد إلغاء تأشيرة الدخول كما حدث بين تركيا وسوريا، وتركيا والأردن.

كما تتلاقى دعوة باغيش مع القلق الذي يضرب كلاً من الحكومة والبنوك السويسرية من ردة فعل بعض هؤلاء المستثمرين على التصويت بحظر بناء المآذن، خاصة مع إعراب مسلمين عن قلقهم من أن يكون الحظر مجرد خطوة لحظر بناء المساجد ذاتها، وما يعنيه هذا من سحب كثير من الحقوق والمزايا التي يتمتع بها المسلمون في هذا البلد.

ويخشى المسؤولون عن البنوك السويسرية أن تصبح البنوك الخاسر الأكبر في تلك الأزمة، خاصة في هذا الوقت الذي تأمل فيه أن تكون البديل الأوفر حظاً أمام العملاء المسلمين وسط حالات التدهور والإفلاس التي تضرب البنوك الأوروبية والأمريكية.

ومن علامات تعويل سويسرا بقوة على الأموال الإسلامية في حماية اقتصادها من عواصف الأزمة المالية العالمية إعلان بنك "ساراسين" -أحد أكبر بنوكها الخاصة- قبل عدة أيام من إجراء الاستفتاء أنه أدرج نظام التمويل الإسلامي ضمن خدماته المالية كأول بنك سويسري يقدم على هذه الخطوة.

وبحسب مصادر رسمية وإعلامية فإن الدول الإسلامية تمثل ما بين 5-7% من العلاقات التجارية الخارجية لسويسرا، ولا يعرف بدقة حجم أموال المسلمين المودعة في البنوك السويسرية بسبب خدمة السرية التامة التي تقدمها لعملائها، ولكنها تقدر بعشرات المليارات، فيما تمثل السياحة الوافدة من العالم الإسلامي، خاصة دول الخليج، جانبا مهما من السياحة السويسرية.

"عار":

وتعد تصريحات باغيش أحدث ردود الفعل الرسمية التركية إزاء الاستفتاء السويسري، فقبيل زيارته إلى الأردن التي بدأت الثلاثاء 1-12-2009 وصف الرئيس التركي عبد الله جول الاستفتاء ونتيجته بأنه "عار على سويسرا، وعلامة أخرى على تنامي الإسلاموفوبيا (الخوف من الإسلام) في أوروبا"، مطالبا باتخاذ ردود فعل سريعة إزاء هذا التطور الجديد من فصول "كراهية الإسلام" في الغرب.

وفي موجة غضب واضحة قال رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان إنه: "ما كان يجب البتة إحالة قضية تمس حرية المعتقد الديني لاستفتاء شعبي"، معتبراً أن الوصول لهذه المرحلة هو "انعكاس لتصاعد العنصرية ضد الإسلام في أوروبا".

وأمام برلمان بلاده طالب أردوغان الإثنين 30-11-2009 سويسرا بالتراجع عن الاستفتاء قائلا: "من واجبنا دعوتهم إلى التراجع عن هذا الخطأ في أقرب الآجال"، واصفا كراهية الإسلام بأنها "جريمة ضد الإنسانية".

ويعيش بسويسرا حسب الإحصاءات الحكومية الأخيرة نحو 400 ألف مسلم من أصل تعداد سكاني يبلغ 5.7 ملايين نسمة، ما يجعل الإسلام الديانة الثانية بعد المسيحية في البلاد، ولا يوجد في سويسرا سوى 4 مساجد لها مآذن.

 

المصدر:  إسلام أون لاين

 

 التعليقات: 0

 مرات القراءة: 3099

 تاريخ النشر: 03/12/2009

ملاحظة:
الآراء المنشورة لاتعبر بالضرورة عن رأي الموقع أو القائمين عليه، ولذا فالمجال متاح لمناقشة الأفكار الواردة فيها في جو من الاحترام والهدوء ونعتذر عن حذف أي تعليق يتضمن:
1- يحتوي على كلمات غير مهذبة، ولو كانت كلمة واحدة.
2- لايناقش فكرة المقال تحديداً.

 

 1684

: - عدد زوار اليوم

7449157

: - عدد الزوار الكلي
[ 48 ] :

- المتصفحون الآن

 


العلامة الشيخ محمد حسن حبنكة الميداني


العربيــة.. وطرائق اكتسـابها..
المؤلف : الدكتور محمد حسان الطيان








 
   

أحسن إظهار 768×1024

 

2006 - 2015 © موقع رسالتي ، جميع الحقوق محفوظة

 

Design & hosting by Magellan