::: موقع رسالتي - رؤية جديدة في الخطاب الإسلامي :::

>> قطوف لغوية

 

 

طريق الخوف

بقلم : مكارم زرزر  

اكسره.. حطمه.. دمره.. واستبدله بآخر.. واحرق أنفاساً لا تحمل بين نسماتها نسمة الإيمان.. اكسر هذا الخوف الذي يغلفك ويعكس لك مسارك ووجهتك..

ممَّ تخاف؟!.. ألست مؤمناً بربك؟! ألست مؤمناً بأن ما أصابك ما كان ليخطئك وما أخطأك ما كان ليصيبك؟!

نعم أنت كذلك، فانظر إلى السماء وابتسم، ثم احمد الله، وضع قدمك، وسِرْ واثقاً نحو هدفك.. فلا خيار لك سوى المسير، ومن أجل ذلك خلق الله لك أرجلك، فضعها في المكان الذي يرضيه.. وعمّر هذه الأرض فأنت هو المستخلف لا سواك..

لا تعجز قبل أوانك.. لا تعطل عقلك ودعه يعمل ويعمل.. لا تدع الخوف يتحكم بك ويأسرك ويكبلك بسلاسل من وهم وقلق وخنوع.. لا تخضع واقتلع الأشواك والصخور من دربك، وازرع به الياسمين والعنب والزيتون لمن سيأتي بعدك..

هل فكرت يوماً بالخطوة الأولى؟؟ حصل ذلك، إلا أنك خفت منها واستصعبتها فسوَّفْتَ؛ معك كل الحق.. الخطوة الأولى صعبة غير أنها ليست مستحيلة، خاصة وأنك كسرت وهم الخوف وتنسمت من هواء الإيمان.. من هواء الحياة..

لا تتعجل الموت فتُدخل إلى صدرك شيئاً ميتاً، فما يدريك؟ ربما قريباً تموت!! وحتى لو كان أجلك ما يزال بعيداً، وأمامك عشرات السنين.. ولكن احرص عليها عزيزي الإنسان، لا تستهلكها بالروتين، واسأل نفسك: إلى أين ترانا نسير؟ أين اليوم نضع أقدامنا أهو طريق الأمس نفسه وذاته؟ أم أنه مرتع وملعب الطفولة القديم؟ هل نخاف حقاً من النضوج لذلك نعطل العقل ونخشى أي طريق فنبقى أطفالاً.. وأطفالاً مؤدبين أيضاً لا يسيرون سوى بالطرقات المعبدة والآمنة، ولا يفكرون إلا بالحديقة المسورة وزيارتهم لها ذات نهار مشمس.. وربما يحلمون بقوس قزح!!

يا للسذاجة أيخافون الليل؟؟ أنخاف من سواده الساحر وسكونه الرائع؟! كم هو مبدع في صمته.. فبصمته تتحدث الأرواح.. هل نخشى أن تكون أرواحنا سئمتنا لذلك نكبتها وندفنها ولا ندعها تسير كي تلامس بياض النجوم؟؟ هل أصابني مس من جنون فليس هذا هو الطريق المضمون!! ربما يكون طريق الجنون عندما تخرج الروح ويموت الإنسان دون أن يبدأ أو يكمل المسير وليس عنده وقت لتحديد الهدف أو إمكانية للتسجيل..

الحياة درب... وطريقها يصبح جميلاً بنا نحن!! بأرواحنا الشجاعة وبأعمالنا الحسنة الطيبة!! نحن لا نخشى الليل أو البيداء.. نحن لا نخاف أي شيء من الأشياء.. فقط لأننا مؤمنون متوكلون على الله، نسير على ذاك الطريق المزروع والمعطر بهدي النبوة.. فممَّ نخاف وأقدامنا تسير على درب الحبيب؟؟!!

فلا تخف.. دمِّر خوفك وحطِّم وهمك واكسر بقايا شظاياه..

وأسرع في الخطى فأنت على الطريق الصحيح!!!!

 

 التعليقات: 2

 مرات القراءة: 2824

 تاريخ النشر: 19/12/2009

2010-01-13

مخلص

جزاك الله خيراً ، أشرت الى الليل و سكونه ، فهو فرصة العابدين و مطمع الساجدين ، و فرصة للإقبال على الله تعالى .... شكراً لك أختي الفاضلة على هذه النفحات .

 
2010-01-13

بنان الحرش

السلام عليكم ..رائعة هذه الكلمات يا أخيتي إن في قلمك طاقة هائلة على النهوض بالقلب، وطاقةَ خير يطل منها الإنسان من عزلته على فضاءات فسيحة من الأمل ..لك كل الشكر ، بانتظـــار نبضك دائـــماً .. اللهم ارزقنا حسن التوكل عليك

 

ملاحظة:
الآراء المنشورة لاتعبر بالضرورة عن رأي الموقع أو القائمين عليه، ولذا فالمجال متاح لمناقشة الأفكار الواردة فيها في جو من الاحترام والهدوء ونعتذر عن حذف أي تعليق يتضمن:
1- يحتوي على كلمات غير مهذبة، ولو كانت كلمة واحدة.
2- لايناقش فكرة المقال تحديداً.

 

 933

: - عدد زوار اليوم

7396467

: - عدد الزوار الكلي
[ 55 ] :

- المتصفحون الآن

 


العلامة الشيخ محمد حسن حبنكة الميداني


العربيــة.. وطرائق اكتسـابها..
المؤلف : الدكتور محمد حسان الطيان








 
   

أحسن إظهار 768×1024

 

2006 - 2015 © موقع رسالتي ، جميع الحقوق محفوظة

 

Design & hosting by Magellan