::: موقع رسالتي - رؤية جديدة في الخطاب الإسلامي :::

>> إصدارات حديثة

 

 

الشيخ بدر الدين الحسني وأثر مجالسه في المجتمع الدمشقي

بقلم : محمود بيروتي  

 

كتاب:

المحدث الأكبر شيخ شيوخ الشام

(الشَّيخ محمَّد بدر الدين الحسني)

وأثر مجالسه في المجتمع الدمشقي

تأليف دراسة وتحقيق: محمود بيروتي.

 

إعداد عرض الكتاب: هيئة التحرير في موقع رسالتي.

 

 

 

صدر كتاب: المحدث الأكبر شيخ شيوخ الشام (الشيخ محمد بدر الدين الحسني) وأثر مجالسه في المجتمع الدمشقي، عن دار البيروتي في دمشق الطبعة الأولى عام 2009م، وقدم للكتاب فضيلة الشيخ محمد عبد اللطيف صالح الفرفور الحسني.

يقع الكتاب في (414) صفحة، درس فيها المؤلف حياة محدث الشام الأكبر الشيخ (بدر الدين الحسني) رحمه الله، وأضاف إلى البحث أثر مجالس الشيخ في دمشق حيث أكرمه الله بمطالعتها ودراستها، والمواضيع التي عالجها الشيخ في دروسه لإصلاح المجتمع الدمشقي تلك التي بدورها كوَّنت صورة حياة المجتمع الدمشقي آنذاك.

يقول المؤلف في مقدمة الكتاب:

((إن الشيخ البدر – يعني: الشيخ بدر الدين الحسني – رحمه الله تعالى أحد أولئك الذين أَغْنَوا المجتمع الدمشقي والعالم الإسلامي بعلمه وتلامذته، ولكنه لم ينل حقه من الدراسة والترجمة، وبحثت فما وجدتُ من أعطى الشيخ حقه ممن أرخ له إلا النزر اليسير، فأحببتُ أن أجمع خلاصة ما كتبوا وأكشف عن حقيقة هذا العَلَم موضحاً قيمته ومكانته وأثره في مجتمعه قبل أن تمر الأعوام وتبعد الهوة بين الشيخ والأجيال القادمة، فبعض من عاصر الشيخ لا زالوا أحياء ومن أخذ عن تلامذته كثير بفضل الله تعالى.)).

يُعدُّ هذا البحث مهماً بقدر أهمية الشخصية التي يتحدث عنها المؤلف، خصوصاً وأن الشيخ بدر الدين الحسني رحمه الله تعالى كان له أكبر الأثر في حياة المجتمع الدمشقي، وفي تغيير الواقع الاجتماعي في فترة ماجت البلد وهاجت إبان الاحتلال الفرنسي لها، ومن هنا كانت مهمة الشيخ عظيمة وكبيرة في تحويل هذا الواقع الأليم إلى مجتمع صالح يدافع عن أرضه وعرضه.

ويحدد البحث الأمور التي عالجها الشيخ في دروسه ويبني على ما قاله الشيخ وما وجَّه به من محاربة شديدة لمخالفات دينية ولعاداتٍ اجتماعية فاسدة أفسدت حال البلد مع الجهل الشديد، فكان رحمه الله نوراً ساطعاً في سماء الشام وبلاد العالم الإسلامي في تلك الآونة وحتى وقتنا.

يقول المؤلف عن هدفه من هذا البحث:

(( يهدف هذا البحث إلى أمور كثيرة:

1.   بناء جيلٍ يحمل وعياً أراده الشيخ بدر الدين قبل زهاء قرن من الزمن.

2. إظهار صورة الفساد التي كان عليها المجتمع، تلك التي تجلت مظاهره في التهالك على الملذات المحرمة، وبعد عن الحلال وطغيان للجهل، فجاء الشيخ بدر الدين رحمه الله وألغى أغلب تلك الرموز الشيطانية.

3. إظهار صورة الشيخ بدر الدين كما كان في مجتمعه ونبوغه بالعلم منذ نعومة أظفاره إلى كبره، ومن عزلته إلى ما بعد العزلة.

4.   بث روح التعاون بين أفراد المجتمع وبناء مجتمع إسلامي متماسك.

5.   نشر العلم وأن العلم هو سلاح الكبير والصغير، وأن الجهل يدمر كل ما يأتي في طريقه.

6. هدف البحث إلى تصويرٍ واقعي للمجتمع الدمشقي بكل تفاصيله وكيف كانت مهمة الشيخ صعبة في زحزحة الناس عن العادات السيئة، والتقاليد التي دمرت المجتمع.

7. هدف البحث إلى إبراز دور الشيخ بدر الدين في الجهاد، وتحريض الناس على مقاومة الاحتلال، وهذا ما أغفله كثيرٌ ممن كتب عن تاريخ الثورة والثوار.

8. كما هدف البحث إلى محاربة كل ما نهى عنه الإسلام وما ذلك إلا لأن الحلال بَيِّن والحرام بَيِّن، فإذا تحقق هذا الأمر صار المجتمع حصيناً مكيناً لا يتمكن أحدٌ من ضربه أو احتلاله.))

ـ قسم المؤلف بحثه في هذا الكتاب إلى مقدمة وخاتمة تنساب بينهما ثلاثة فصول، على النحو التالي:

الفصل الأول: عصر الشيخ بدر الدين الحسني:

حيث بدأ فيه بالتحدث عن الحياة السياسية في عصره، منذ السنوات الأخيرة من السلطنة العثمانية للعالم الإسلامي، إلى قيام الثورة العربية الكبرى وانسلاخ الشام والحجاز عن الدولة العثمانية، وعن خديعة التحالف الأوربي للعرب وتقسيم بلادهم، ووقوع سورية تحت الانتداب الفرنسي، فتحدث عن علاقة الشيخ بدر الدين بالسياسة، وكيف كانت مواقفه تجاهها، وكيف كان يحث الناس على الجهاد ضد الفرنسيين، وكيف انطلق يحذرهم من المحتلين، ويوضح لهم أغراضهم، فأوقد بكلامه عن الجهاد نار الثورة ضد الفرنسيين، وانطلق الثوار في كل مكان يمرون بدار الحديث، والشيخ يدعو لهم ويوجههم. ولم يقتصر نشاطه على دمشق، بل رحل إلى المحافظات السورية، ودخل قُراها لحثِّ أهلها على الجهاد.

بعد ذلك تحدث المؤلف عن الحياة العلمية في عصر الشيخ بدر الدين، فبدأ بالكلام عن المراكز التعليمية كالكتاتيب والمساجد والمدارس، وتحدث عن آثار النشاط العلمي في ذلك العصر، حيث كان للمساجد والمدارس دورها وأثرها خصوصاً بعد ظهور دور المدارس التبشيرية في سعيها إلى تنصير الجيل.

وفي نهاية الفصل تحدث عن الحياة الاجتماعية في عصر الشيخ بدر الدين، فتكلم عن التنوع السُّكَّاني في المجتمع الدمشقي، وعن طبيعته، ولباس أهل دمشق، ووضع المرأة في المجتمع الدمشقي، ثم تكلم عن اللهو والترفيه عند أهل دمشق، وتكلم عن أخلاقهم.

الفصل الثاني: الشيخ بدر الدين الحسني (حياته وآثاره):   

بدأ المؤلف في هذا الفصل بدراسة عامة للمصادر التي كتبت عن حياة الشيخ بدر الدين، ثم تحدث عن حياته، فبدأ بسيرته الذاتية، وتحدث عن شخصيته وذكائه وأخلاقه ومناقبه.

ثم تحدث عن نشأته العلمية وعزلته وأثرها على حياته العلمية، وتكلم عن شيوخه ومنهم: (والده الشيخ يوسف المغربي المدني، الشيخ عبد القادر الخطيب، العلامة إبراهيم بن علي بن حسن السقا، والشيخ أبو الخير الخطيب).

ثم تحدث عن تلامذته، ومنهم: (الشيخ محمد علي الدقر، الشيخ محمود العطار، الشيخ عبد الكريم الرفاعي، الشيخ بدر الدين عابدين، والشيخ محمد صالح الفرفور.. وغيرهم).

كما كان لرحلات الشيخ العلمية نصيبٌ من هذا الكتاب، فتكلم عن رحلاته إلى مصر وحمص والقدس الشريف ومكَّة المكرمة والمدينة المنورة.

وفي النهاية تحدث عن دروسه ومكانته العلمية، وذكر بعض فتاويه التي كانت ملائمة للعصر الذي كان فيه.

الفصل الثالث: مجالس الشيخ بدر الدين العلمية، وأثرها على المجتمع الدمشقي:

بدأ المؤلف هذا الفصل بالتعريف بالمجالس ومنها المجالس الدعوية الوعظية بشكل عام، ثم تحدث عن مجالس الشيخ بدر الدين، فتكلم عن تدريسه في جامع السادات ودرسه العام في الجامع الأموي، ومجالسه الخاصة في دار الحديث، ومجالسه العامة في بيته أو في بعض المساجد، ثم تحدث عن أثر هذه المجالس على المجتمع الدمشقي، وأثرها على حياة الناس وعاداتهم اليومية، وامتداد تأثيره في حياته وإلى ما بعد وفاته، بل إلى وقتنا هذا.

 

وقد ختم المؤلف كتابه بخاتمة تحدث فيها عن نتائج بحثه هذا، ومن بعض هذه النتائج:

1.    لم يقتصر نشاط الشيخ رحمه الله تعالى على النصح للحُكَّام والوُلاة فحسب، بل هو فارس الساحة علمياً وأخلاقياً، فعلى الرغم من أن عصر الشيخ رحمه الله ومَن قبله بقليل لم يحظَ بنصيبٍ وافرٍ من الاهتمام بالعلم، كما حظيت به القرون السالفة، إلا أن الشيخ رحمه الله تعالى استطاع أن يؤسِّسَ لنهضة علمية وأخلاقية واجتماعية، ما زالت دمشق تستنشق عبيرها حتى يومنا هذا.

2.  لا ينبغي لمتقوِّلٍ أو متفلسفٍ أن يقصيَ أهل العلم والعلماء عن دورهم في بناء المجتمع ورفعة مكانته، بل هم قادة هذا المجتمع وهم أساس بنيانه. ويجب على الدعاة الاهتمام بأمور المسلمين العامة وإعطاؤهم حقهم من النصح والإرشاد التربوي الإسلامي.

 

وفي نهاية البحث وضع المؤلف ملحقات فيها وقفات وفوائد من دروس الشيخ بدر الدين الحسني رحمه الله تعالى، ثم تحدث عن تلامذة الشيخ ومن أخذ عنه.

رحم الله الشيخ بدر الدين الحسني، وأسكنه فسيح جناته, وجزى المؤلف محمود البيروتي خير الجزاء على تأليفه هذا المؤلَّف المهم والمفيد.

 التعليقات: 1

 مرات القراءة: 3097

 تاريخ النشر: 31/12/2009

2010-01-31

محمّد المنفي

جزاكم الله خير ا

 

ملاحظة:
الآراء المنشورة لاتعبر بالضرورة عن رأي الموقع أو القائمين عليه، ولذا فالمجال متاح لمناقشة الأفكار الواردة فيها في جو من الاحترام والهدوء ونعتذر عن حذف أي تعليق يتضمن:
1- يحتوي على كلمات غير مهذبة، ولو كانت كلمة واحدة.
2- لايناقش فكرة المقال تحديداً.

 

 272

: - عدد زوار اليوم

7500261

: - عدد الزوار الكلي
[ 19 ] :

- المتصفحون الآن

 


العلامة الشيخ محمد حسن حبنكة الميداني


العربيــة.. وطرائق اكتسـابها..
المؤلف : الدكتور محمد حسان الطيان








 
   

أحسن إظهار 768×1024

 

2006 - 2015 © موقع رسالتي ، جميع الحقوق محفوظة

 

Design & hosting by Magellan