::: موقع رسالتي - رؤية جديدة في الخطاب الإسلامي :::

>> مساحة حرة

 

 

وجهة نظر أخرى في المسلسلات التركية

بقلم : د.سامر سقا أميني  

 

 

كتبت الأقلام الكثير عن المسلسلات التركية وغزوها لشاشات الفضائيات، وعقول المشاهدين، وقلوب الحائرين والحائرات.

وكما هو معلوم، فإن الإعلام بشكل عام- والأفلام والمسلسلات بشكل خاص- يحمل في باطنه رسائل مبطنة، لا يدركها ظاهراً كثير من الناس، ولكنهم – حتماً- يتأثرون بها في لا شعورهم، فتملي عليهم شيئاً فشيئاً عواطف وأفكاراً معينة، لا تلبث أن تتحول بتكرارها إلى أعمال وتصرفات، أو إلى صراعات مع النفس، أو إلى قبول لأوضاع لم نكن نوافق عليها مسبقاً.

وذكر المحللون الكثير من الآراء لتعليل النجاح الكاسح لهذه المسلسلات في المنطقة العربية، فعللوا ذلك برومانسية الممثلين، وجمال صورهم، وعواطفهم المتأججة، إضافة إلى الدبلجة السورية المتقنة، و......

ورأيت – من وجهة نظري- تعليلاً قد يكون له دور هام في هذا النجاح، وهاأنذا أضعه بين أيديكم لتحكموا عليه:

إنني أرى أن أحد الأسباب الرئيسية لنجاح هذه المسلسلات هو أن نسبة كبيرة من المشاهدين العرب وجدت في برنامج الحياة اليومية لأبطال المسلسل تشابهاً مع الحياة التي تعيشها. والسمة الرئيسة لهذه الحياة هي الازدواجية، وذلك في الخضوع في الوقت نفسه لتعليمات الرحمن وأوامر الشيطان.

إنها ازدواجية تخلق شيئاً من القلق وتأنيب الضمير، ولكن رؤية الكثيرين يفعلون ذلك يخفف شيئاً من العذاب إلى أن يخدر الضمير، ويذوي القلق بفعل الاعتياد والتعليلات المكررة في كل آن وحين.

الشاب الذي يضع يده في يد صديقته، ويتبادلان القبلات في الزوايا، وقد يصلان في علاقتهما إلى أقصى الدرجات من العلاقات الجسدية، ثم تراهما يسارعان إلى إحياء ليلة القدر، وإلى الاحتفال بالمولد، أو إلى ذبح خروف عند شراء سيارة جديدة.

الرجل الذي لا يراعي الحلال والحرام في كسب المال، ولا يتورع عن أكل أموال الناس بالباطل، ثم تراه يبني مئذنة مسجد ويكتب عليها اسمه بأحرف من ذهب تحت اسم المحسن البار.

الرجل الذي يتأمل مفاتن الحسناوات على الشطآن، ثم تراه مع أهل بيته داعياً إلى الستر والاحتشام، مُدَّعياً البر والإحسان.

الفتاة التي تضع الحجاب راضية بأنها على احتشام وطاعة، لكنها تلبس الجينز الضيق الذي يقف عند الركبة، و( التي شيرت) التي تظهر أكثر مما تخفي.

المداومون على الخيم الرمضانية في شهر رمضان، والذين يمضون الليال في الغناء والرقص ولعب الورق وتدخين النراجيل وتأمل الأجساد، ثم يتناولون السحور، وينوون صيام رمضان إيماناً واحتساباً.

هذه الازدواجية التي يعيشها أعداد كبيرة من أبناء الدول العربية والإسلامية، لانرى مثيلاً لها في الأفلام الأوروبية والأمريكية، ولكننا وجدناها في الأفلام والمسلسلات التركية. ففي هذه المسلسلات وجدنا أناساً يستفتحون إتيان الكبائر باسم الله، ويختتمونها بحمد الله، وهذا ما أشعر كثيراً من الناس بشعور من التوحد والتماثل مع هؤلاء الممثلين والممثلات، فأعطاهم شيئاً من الراحة والاطمئنان.

هذه وجهة نظر رأيت فيها سبب تأثر الناس بالمسلسلات التركية، على الرغم من أن محتوى القصة فيها لا يفترق عما يشاهد عادة في المسلسلات من الجنسيات الأخرى.


 التعليقات: 1

 مرات القراءة: 3192

 تاريخ النشر: 07/05/2009

2009-05-18

احمدقيقب

صدقة اخي الفاضل واني بحثت لأجد تفسيرا‘ لهذا النجاح للمسلسلات التركية فلم اجد الا الخواء الروحي وماذكرت انت في وجهة نظرك الصائبه.

 

ملاحظة:
الآراء المنشورة لاتعبر بالضرورة عن رأي الموقع أو القائمين عليه، ولذا فالمجال متاح لمناقشة الأفكار الواردة فيها في جو من الاحترام والهدوء ونعتذر عن حذف أي تعليق يتضمن:
1- يحتوي على كلمات غير مهذبة، ولو كانت كلمة واحدة.
2- لايناقش فكرة المقال تحديداً.

 

 220

: - عدد زوار اليوم

7446217

: - عدد الزوار الكلي
[ 36 ] :

- المتصفحون الآن

 


العلامة الشيخ محمد حسن حبنكة الميداني


العربيــة.. وطرائق اكتسـابها..
المؤلف : الدكتور محمد حسان الطيان








 
   

أحسن إظهار 768×1024

 

2006 - 2015 © موقع رسالتي ، جميع الحقوق محفوظة

 

Design & hosting by Magellan