::: موقع رسالتي - رؤية جديدة في الخطاب الإسلامي :::

>> مقالات متنوعة

 

 

الخطر التاريخي والفكري للأجيال

بقلم : جعفر الوردي  

 

تاريخنا العربي غزير بالأحداث والمواقف، وعلى مرور أكثر من أربعة عشر قرناً أصبح في جعبة كتب التاريخ ما تخزنه للأجيال من كلام وأحداث ورجال، ومع هذا فإن الطرارين والنهابين كثيرون في وسط هذا التاريخ، فلا يفتأ معدوم الذمة من المؤرخين من زيادة أو نقص أو توجيه حدث إلى ما يهوى وما يعتقد دون إنصاف للحق وللأجيال.
وهذا بلا شك جرم خطير يورث اعتقادات خاطئة وأحكام مزيفة وأقوال غير صحيحة نتيجة لهذا التزوير في التاريخ.
أخطر شيء في حضارة الأمم تاريخها، فمنه يؤخذ الدين ومنه يؤخذ الفكر ومنه يؤخذ التقليد وعلى ذلك تيسر الأجيال، فتحريف كلمة واحدة تكفي لإبادة جيل ومعتقد من أساسه.
أما بالنسبة للأغراض والأهداف التي من أجلها يزور التأريخ فهي متعددة ومتشعبة، فمن حاقد إلى جاهل إلى مستشرق إلى قاصد للتشويه والانتقاد وهكذا، لذلك وجب على الأمم وضع حراس جلدين على أبواب التاريخ منعاً لدخول المردة من المؤرخين.
إن كثيراً من معتقدات بعض الأديان والمذاهب تنبني على التاريخ والروايات والقصص فيتقرب بذلك المتقربون ويتعبد به المتعبدون، وما سيرة اليهود مع فلسطين إلا تأريخ زعموه وروايات افتروها وأخذوا بموجبها أرض غيرهم وقتلوا شعباً كاملاً بلا أي ذنب أو جرم بل بسبب التاريخ..
والمؤرخ في الأمة هو لسانها الناطق وفمها القائل، وعلى ما يروي تنبني الأفكار وتثبت الأنساب وتوصل الأرحام، فوجب تأكيداً على الأمم أن تحافظ أشد الحفاظ على تاريخها من كتاب ولسان سوياً كي تأخذ الصحيح الصافي وتسد تسريب الافتراء والكذب.
وللأسف الشديد أنك تجد في عالمنا العربي دولاً وحكومات تزور التاريخ وتكذب على الأجيال، فتدرِّس وتقرر تأريخاً يروق لها ويتناسب مع توطيد كرسيها بلا ذمة لله ولا ذمة للتاريخ، فينشأ الجيل معوج الفكر أعور التقدير، فحسبهم الله على تضليلهم.
فكل الوجوب يتحتم على المؤرخين والعلماء بتبيين الحق من ضده وتوضيح الافتراء للأمة كي لا يضيع التاريخ فتنسحق الأمة.

 التعليقات: 0

 مرات القراءة: 3501

 تاريخ النشر: 05/12/2010

ملاحظة:
الآراء المنشورة لاتعبر بالضرورة عن رأي الموقع أو القائمين عليه، ولذا فالمجال متاح لمناقشة الأفكار الواردة فيها في جو من الاحترام والهدوء ونعتذر عن حذف أي تعليق يتضمن:
1- يحتوي على كلمات غير مهذبة، ولو كانت كلمة واحدة.
2- لايناقش فكرة المقال تحديداً.

 

 215

: - عدد زوار اليوم

7399283

: - عدد الزوار الكلي
[ 61 ] :

- المتصفحون الآن

 


العلامة الشيخ محمد حسن حبنكة الميداني


العربيــة.. وطرائق اكتسـابها..
المؤلف : الدكتور محمد حسان الطيان








 
   

أحسن إظهار 768×1024

 

2006 - 2015 © موقع رسالتي ، جميع الحقوق محفوظة

 

Design & hosting by Magellan