::: موقع رسالتي - رؤية جديدة في الخطاب الإسلامي :::

>> مساحة حرة

 

 

أوقفوا تصفيقكم واستحسانكم!! (حول خطاب أوباما للعالم الإسلامي)

بقلم : ترجمة: محمد عمر الشامي  

أوقفوا تصفيقكم واستحسانكم!!!

(( حول خطاب أوباما للعالم الإسلامي ))

 

المقال الأصلي بقلم: كريس هيدجيز *

الاثنين 8/6/2009

عن موقع: www.truthdig.com

 

تم نشر هذا المقال في موقع truthdig.com والذي يعني استخراج الحقيقة، وبغض النظر عن وجود بعض العبارات التي نعترض عليها في هذا المقال، إلا أننا ترجمناه لما رأينا فيه من الإنصاف وتحقيق العدالة لنا، مسلمين وعرب، وربما تكون وجهة نظر هذا الكاتب صحيحة وتؤخذ بعين الاعتبار.. ويجب أن لا ننسى أنه كاتب إنكليزي، يكتب من عقر دارهم.. وقد تكون شهادته على مبدأ: ((وشهد شاهد من أهله))...

المقال مترجم بشكل خاص لموقع رسالتي.نت

 

 

هل أُلقي (خطاب باراك أوباما للعالم الإسلامي) في أروقة سجن أبو غريب، أو قاعدة باغرام الجوية، أو في غوانتانامو، أو في عشرات المواقع السرية التي نحتجز فيها آلاف المسلمين حول العالم؟

هل تردد صداه بين جدران المشارح المزدحمة والممتلئة بجثث المسلمين المشوهة الذين ماتوا في بغداد أو في كابول؟

هل تم بثه من قمم المآذن في القرى والبلدات التي دُمرت بالقنابل الأمريكية الحديدية الانشطارية؟

وهل استُمعَ إليه في مخيمات اللاجئين في غزة، حيث يعيش مليون ونصف فلسطيني في أكبر تجمع أقليات في العالم؟؟؟؟؟؟

 

ماذا تعني كلمات [ السلام والشراكة ] منا، عندما نُعذِّب – نعم، لا زلنا نُعذِّب – المسلمين فقط؟؟

ماذا تعني هذه الكلمات عندما نُقرُّ اعتداءات إسرائيل الجوية الوحشية على غزة ولبنان، الاعتداءات التي هدمت آلاف المنازل وتركت مئات القتلى والجرحى؟؟

قد تكون بلاغة أوباما قد هزتنا وأثارتنا، ولكن فقط القليل جداً من 1.3 مليار مسلم في العالم خُدعوا ببلاغته تلك.

إنهم يدركون أنه لا شيء قد تغير حتى الآن بالنسبة للمسلمين في الشرق الأوسط في ظل إدارة أوباما؛ فحروب الاحتلال لا زالت مستمرة، أو تم توسيعها.. وإسرائيل تواصل انتهاكاتها للقانون الدولي، والتهامها للمزيد من الأراضي الفلسطينية، وتزيد ارتكابها لجرائم الحرب الفظيعة في غزة.. إنهم يدركون!!

 

توسيع مشاريع الامبراطوريات، ومسامير التضييق والقمع تتمايل أمام أوباما، (( نحن لا نسعى لوقف الإرهاب أو تعزيز الديمقراطية، نحن نضمن أن شركات الدولة لها إمدادات ثابتة من النفط الرخيص الذي أصبحنا مدمنين عليه.. وكلما قلَّ النفط، أصبحنا أكثر عدوانية.. )) هذه هي اللعبة التي تُلعب في العالم الإسلامي.

بيت بــوش الأبيض كان يمارس التعذيب بشكل علني، أما بيت أوبامــا الأبيض فيمارس التعذيب لكنه يتظاهر بعدم ذلك.

أوباما حظر التعذيب بالماء، لكن لوك ميتشل أشار في عدد مجلة هاربر، أن وسائل التعذيب بما يتضمن العزل، الحرمان من النوم، والتغذية القسرية؛ ستبقى مستخدمة لاستخراج الاعترافات من المعتقلين.

لقد وعد الرئيس بإغلاق غوانتانامو، حيث لا يوجد إلا 1% فقط من السجناء المحتجزين خارج سجون الولايات المتحدة، وسعت إدارة أوباما إلى إخفاء حالة ومصير الآلاف من المسلمين المحتجزين في الثقوب السوداء حول العالم.

كما أشار ميتشل، فإن بيت أوباما الأبيض قد "سعى إلى منع المعتقلين في سجن باغرام في أفغانستان من الوصول إلى المحاكم حيث يُمكن أن تُكتشف ظروف سجنهم من قبل العالم، ويسعى إلى مواصلة احتجاز المعتقلين في أماكن غير معروفة خارج الولايات المتحدة، بل من غير الممكن حتى أن تُعرف، ويسعى إلى الحفاظ على سرية الكثير – وليس جميع – السجلات المتعلقة بمعاملة هؤلاء السجناء المعتقلين".

إن غضب المسلمين قد ازداد وتأجج؛ لأننا وضعنا عشرات الآلاف من القوات الأمريكية على أرضهم، واحتللنا بلدين مسلمين، ومكنَّا الاحتلال الإسرائيلي الغير شرعي لأرض فلسطين، وعذبنا آلاف المسلمين في مستعمراتنا الخارجية حيث يجرد السجناء من حقوقهم.

نحن الآن لدينا من القوات العسكرية في العالم الإسلامي ما يزيد على 22 ضعفاً من القوات العسكرية الصليبية التي تم نشرها في القرن الثاني عشر.

غضبهم يأتي لأننا بنينا قواعد عسكرية واسعة النطاق، بعضها بحجم مدن صغيرة، في العراق، وأفغانستان، والمملكة العربية السعودية، والكويت، وتركيا، ولأننا بنينا قواعد للحقوق في بلاد الخليج كالبحرين وقطر وعُمان والإمارات العربية المتحدة. الغضب يأتي لأننا وسَّعنا امبراطورياتنا العسكرية في الدول المجاورة كأوزباكستان، باكستان، قيرغيزستان، وطاجيكستان. لأننا وضعنا قواتنا العسكرية وقواتنا الخاصة في مصر، والجزائر، واليمن. وهذه الشبكة الواسعة من القواعد والمواقع العسكرية تدعو للريبة والشك بشكل مستمر.

إن مخاوف العالم الإسلامي تتركز في أننا ننوي أن نهيمن على إمدادات النفط في الشرق الأوسط، وعلى البنية التحتية النفطية لبحر قزوين. وهم ليسوا راغبين بحججنا حول حسن نيتنا، إنهم يريدون حقوقهم الجوهرية في العدالة والتحرر من العنصر الأجنبي. وردَّة فعلنا – يجب أن تكون الحالة معكوسة – أي مختلفة.

إن الواقع الوحشي لتوسع الاحتلال الأجنبي، وتوسيع أشد وأقسى أنواع التحكم والرقابة، لتعد السبب الرئيسي في اشتعال الأصولية الإسلامية، الإرهاب وحركات التمرد.

يمكننا إلقاء اللوم على العنف في صراع الحضارات، يمكننا أن نقول لأنفسنا بسذاجة أننا محسودون على حريتنا، ويمكننا أن نشير إلى القرآن ونعتقد أنه السبب. لكن هذه الأوهام والخيالات تصرفنا عن مواجهة النزاع المركزي بيننا وبين العالم الإسلامي، تصرفنا عن مواجهة مسؤوليتنا عن فيروسات الفوضى والعنف المنتشرة في الشرق الأوسط.

يمكننا أن نحصل على السلام عندما نغلق قواعدنا، ونجعل الإسرائيليون يقبلون بإقامة دولة فلسطينية، ونعود إلى ديارنا. أو يمكن أن يكون لدينا حرب إقليمية طويلة مكلفة وغير مجدية. لا يمكن أن نحصل على الاثنين معاً!!!

أوباما – الذي صار في أحضان الامبريالية الأمريكية – هو ساذج ومُدمِّر كجورج بوش تماماً. إنه النسخة الجديدة لنشر سم الحرب الدائمة والمستمرة.

قد لا نرى ذلك نحن، لكن هذا ما يراه أولئك الذين يدفنون الموتى!!!!!!

 

(( * كريس هيدجيز: كاتب عمود رئيسي في موقع truthdig.com، تخرَّج من المدرسة اللاهوتية في هارفرد، وقد عمل لعقدين من الزمن مراسلاً أجنبياً لصحيفة نيويورك تايمز. ))

 

يمكنكم قراءة المقال الأصلي باللغة الإنكليزية عبر الضغط هنا

 


 التعليقات: 0

 مرات القراءة: 3141

 تاريخ النشر: 11/06/2009

ملاحظة:
الآراء المنشورة لاتعبر بالضرورة عن رأي الموقع أو القائمين عليه، ولذا فالمجال متاح لمناقشة الأفكار الواردة فيها في جو من الاحترام والهدوء ونعتذر عن حذف أي تعليق يتضمن:
1- يحتوي على كلمات غير مهذبة، ولو كانت كلمة واحدة.
2- لايناقش فكرة المقال تحديداً.

 

 148

: - عدد زوار اليوم

7399015

: - عدد الزوار الكلي
[ 55 ] :

- المتصفحون الآن

 


العلامة الشيخ محمد حسن حبنكة الميداني


العربيــة.. وطرائق اكتسـابها..
المؤلف : الدكتور محمد حسان الطيان








 
   

أحسن إظهار 768×1024

 

2006 - 2015 © موقع رسالتي ، جميع الحقوق محفوظة

 

Design & hosting by Magellan