::: موقع رسالتي - رؤية جديدة في الخطاب الإسلامي :::

>> قطوف لغوية

 

 

على أعتاب الضمير (5): لا تعرف قيوداً!!

بقلم : ديمة هديب  

 

على أعتاب الضمير (5)
لا تعرفُ قيوداً...
 
 
 
لا يَعرف قيوداً أو حدوداً.. نبحثُ عنه وربما نتخيله.. نستميتُ في الدفاعِ عنه وربما نُقتل بسيفه مرات ومرات.. نسمو به تارةً ونخفق به أخرى..
يُشعرنا بالدفء وإن كانت حياتنا باردةً كالثلج.. ننسى به آلامنا ويفتحُ الطريقَ لآمالنا وربما العكس.. لا يحتاج لمدارس ولا مناهج ولا تحدده لغةٌ من لغات العالم..
إن أطلقنا له العنانَ كما يريد ولم نجعل له سُلطاناً يوقفه أَوردنا المهالك.. وإن أمسكنا بيدهِ وسرنا مع دفقاته في القلب هِمنا في سماءٍ تُشبه الخيال لكنَّ غيومها تبشِّرُ بمطرٍ فيه الخير والعطاء..
ولِمَ لا يدقُ قلبها!! وهيَ الفتاةُ الشابة في الخامسةِ والعشرين منفتحةٌ وأكاديمية ومؤمنةٌ للصميم بأنها إن كانت في أوروبا لحققتِ المجد.. لكنها هنا إما إلى بيتِ زوجٍ شرقي لا يهمهُ إلا منهاجُ الطبخ، أو إلى خلودٍ في كليتها لا خروجَ منه إلا بخروجِ الروح من الجسد..
لم تُولد ظلال بفكرٍ غربي وبعدٍ عن المنهج لكنَّ اختلاطَ التربيات كانَ كفيلاً بأن يُصنعَ منها نموذجاً مصغراً للأستاذ حسان الذي زرعَ في تربةِ عقلها الخصبة أفكارهُ وتطلعاتهِ التي كوَّنها خلالَ عشرينَ سنة أمضى نصفها في التنقلِ بين الدولِ الأوروبية مما جعلَ منه رجلاً يسرقُ بريقَ عيونِ أيِّ فتاةٍ تنظر إليه. .فكيف إذا كانت طالبته المتدربة المدللة ..
دخولهُ إلى المكتبِ كلَّ صباح يجعلُ من ظلال شخصاً مختلفاً تنظرُ إليه بعيني طفلةٍ تريدُ أن تفهمَ كلَّ ما يحويه هذا الرأسُ ذو الشعرِ المصففِ والمرتب وتهتمُ بكل كلمةٍ يقولها وتحفظها كأنها أُنزلت عليه للتو..
في البداية كان إعجابَ طفلة لأنه أستاذها الذي فتحَ أمامها مجالاتِ التفكير الواسعة وأطلعها على معلوماتٍ ما كانت لتصلَ إليها إن بقيت تحثُ الخطى في مدرجاتِ الكلية.. فهي مدينةٌ له بكلِ فضل..
لكنَّ أناساً كهؤلاء يخططونَ لوقتٍ أطول مما تتصورُ فتاة في بدايةِ تفتقِ عقلها ليرى النور..
كانت الأيامُ كفيلةً كي يُبدي الأستاذ حسان معاملةً خاصة لظلال ويُشعرها يوماً بعد يوم أنها ليست طالبة أو متدربة بل ربما أصبحت صديقة ومن يدري فلعلها بعدَ فترةٍ ستكون الحبيبة..
وبالتأكيد لن يخفى على فتاةٍ كظلال تتابعُ المسلسلات وترتاد مقاهي المثقفين وتطالع الانترنت  وتستمد منها ثقافتها ومحاكمتها العقلية أنَّ ما يفعله الأستاذ حسان ليسَ اهتماماً بطالبة!! وتسأل نفسها لماذا الاتصال في ساعاتٍ متأخرةٍ من الليل وافتعالِ الأسئلة ذات الأجوبة الواضحة؟؟ ولماذا التغاضي عن الأخطاء؟! ولماذا تلك النظراتُ الساحرة التي لا تخفى على أيِّ حسٍ أنثوي؟!
وبالتحديد لماذا يسكبُ على نفسه زجاجةً كاملةً من العطر قبل دخوله إلى المكتب وهو يعلم عشقها لعطر زهرة الخليج فيضعه دوماً؟؟ ولماذا؟؟ ولماذا؟!
أصبحت متأكدةً أنَّ في الأمر سراً لكنَّ الموضوع يحتاجُ للانتظار.. فلربما الخيال هذه المرة هو فارس الميدان؟؟ فلا تدري ظلال أين ستذهب بها هذه الأحلام؟!
أصبحت كلماتُ الشوق هي تحيةَ الصباح لدى الأستاذ حسان ولا بدَّ من احتساءِ القهوةِ في مكتبه يرافقها حديثٌ ممزوجٌ بالحزنِ وشكوى عن زوجتهِ التي لا تتفهمه لأنَّ تفكيرها منصبٌ على دُورِ الأزياء وأحدث الموضات.. وهو يطمحُ بتلكَ الفتاة التي تشاركهُ الفكرَ وتطمحُ معه بتحقيق مجتمعٍ يشبه شيئاً مما رآه في الغرب ولن ينسى الأستاذ حسان طبعاً أن يخبر ظلال بأنَّ فتاة أحلامه تشبهها وأنها هي التي تفهمه وأنَّ .. وأنَّ ولم يبقَ سوى أن يقول واسمها ظلال!!
تخدرها الكلمات وتسحرها النظرات وتأسرها الإطراءات وتنسى أن الأستاذ حسان قبل أن يكون أستاذها فهو رجل وأنه لا عصمة لأحدٍ بعدَ الأنبياء عليهم الصلاة والسلام.. لكنَّ منطق ظلال كان يقول:
الحبُ لا يعرف كبيراً أو صغيراً ولا تهمه الفوارق في العمر ولا تقف في وجهه جدرانٌ تعطي الأشياء مسمياتِ الخلوة.. وإلى متى سنفكر كما كانوا قبل 1400 سنة !!
الحياة تغيرت.. وما الفرق إن جلست في مكتبي أستقبل الناس أو جلست مع من أحب لا يقطع هيامي أحد؟!.. 
. . . . . . . .
اعتقدت رشا أن مرافقتها لظلال ستكونُ متنفساً لها وستبثُ كل ما في قلبها وستشكو الظلم الذي عانته من زوجها وتعانيه اليوم من نظرةِ أمها ومجتمعها؛ وما إن بدأت رشا بالكلام عن ظلم الرجال وقسوتهم وتهميشهم للمرأة إلا وانطلقت ظلال كأنَّها في المحكمة تدافعُ عن موكلها وبدأت بسرد محاسنِ الأستاذ حسان ومناقبه وثقافته وفضائله وكأنها تتحدثُ عن أحدِ الصحابة أو التابعين..
خابت آمالُ رشا لأنَّ ظلال كانت تتحدث بلسان الحب.. وفقط الحب..
 
 

 التعليقات: 2

 مرات القراءة: 3246

 تاريخ النشر: 03/03/2011

2011-03-14

نور

هي ليست مشكلة فالحب لايعرف قيودا أو قوانين . والمهم في الاختيار هو التوافق والحب طبعا بين أي انثين يريدان الارتباط بغض النظر عن الأمور الأخرى . وكما قلت ديمة : الأيام دائما كفيلة بتوضيح ماهو غامض . ننتظر التتمة بشوق

 
2011-03-04

هبة

هذه هي المشكلة الأساسية التي يعاني منها المجتمع فتيات بعمر الزهور يتعلقن برموز كبيرة في المجتمع يجدون فيها القدوة والمثل الأعلى وهذا سلاح ذو حدين.. هو ممتار للنصح والفائدة وصقل الشخصية.. ولكنه متعب إن انهارت أمام هذه الفتاة تلك الصورة المثالية.. على العموم ننتظر لنرى ما هو مصير ظلال.. سلمت يمينك ديمة.......

 

ملاحظة:
الآراء المنشورة لاتعبر بالضرورة عن رأي الموقع أو القائمين عليه، ولذا فالمجال متاح لمناقشة الأفكار الواردة فيها في جو من الاحترام والهدوء ونعتذر عن حذف أي تعليق يتضمن:
1- يحتوي على كلمات غير مهذبة، ولو كانت كلمة واحدة.
2- لايناقش فكرة المقال تحديداً.

 

 1501

: - عدد زوار اليوم

7404455

: - عدد الزوار الكلي
[ 62 ] :

- المتصفحون الآن

 


العلامة الشيخ محمد حسن حبنكة الميداني


العربيــة.. وطرائق اكتسـابها..
المؤلف : الدكتور محمد حسان الطيان








 
   

أحسن إظهار 768×1024

 

2006 - 2015 © موقع رسالتي ، جميع الحقوق محفوظة

 

Design & hosting by Magellan