::: موقع رسالتي - رؤية جديدة في الخطاب الإسلامي :::

>> قطوف لغوية

 

 

على أعتاب الضمير (7): هاجسٌ ما...

بقلم : ديمـــة هديــــب  

 

 
هاجسٌ ما يسيطرُ على كلِّ عقل ..
يضعه ضمنَ دائرته ويحملهُ على الحياةِ من أجله ..
وربما ضاقَ الفكرُ وعميَ البصرُ عن رحابةِ هذا الكون وأطلَّ إلى الوجودِ عبرَ سردابٍ ضيقٍ لا يحملُ إلا هذهِ الفكرة ..
نطمحُ بأن نكونَ أصحاب مبدأ طنان .. وشعارات رنانة ..لكن نَفَسنا قصير عن تحملِ أعباءِ الحياة وسياط المخالفين بينما يتجلدُ الآخرونَ أمام كلِّ شيء ويحملون هماً كبيراً تثقل عن حمله الجبال وإن كانت طياته مليئة بالسم في الدسم..
همه كبير.. ويريد أن يحقق لنا شيئاً وينتشلنا من الحضيض الذي نحيا به "كان هذا هاجسُ الأستاذ حسان "
حواراته لا حدود لها ..ونقاشاته تبدأ من سعرِ رغيف الخبز وربما تنتهي بآخرِ قرارات البيت الأبيض.. ماراً بأزقة غزة.. منطلقاً إلى مصاعبِ العيشِ في بغداد ..حاطاً رحاله في تقسيمِ الناسِ بحسبِ ما رآه في الغرب ..فيبادر في كل مجلسٍ قائلاً :
ستبقى هذه البلاد تجر أذيال خيبة لا تنتهي وتسامر عيونها النجوم عندما تتذكر صلاح الدين.. وتحيا في أمجاد مضت .. ولن تعود طالما أنها تضم شباناً يعانون من ضحالة الثقافة وقلة الفكر أو انعدامه ..
وفتيات ينقسمن إلى قسمين :
معقدات يرتدين الثياب الطويلة التي لا تمس الأناقة بصلة .. ويتمسكن بأقوال شيوخٍ لا يفقهون من الحياةِ إلا أحكامَ الطهارة والزواج والطلاق التي تحد من حرية الإنسان.. وإن أفلحت إحداهن في دخول الجامعة فمنتهى طموحها هو شهادةٌ تعلقها في بيت سيدها أقصدُ زوجها الكريم ..
وأما النوع الثاني فهن فتيات العصر لكنهن فارغات نوعاً ما ..تنصب حياتهن على دورِ الأزياء وأحدث الموضات وآخر المكياجات ..طبعاً هن أنيقات سوى أنهن لا يعرفن من الثقافة إلا صفحات الأبراج ومواقع المحادثة عبر الانترنيت..
وهذا لم يكن يوماً من الأيام هو طموحُ الأستاذ حسان بل كان طموحه بفتاةٍ كظلال تعوض ذاك الشرخ العاطفي الذي يحياه في بيته من جهة وتسد ثغرة الشكل والمضمون من جهة أخرى ..
فهي وإن كانت ترتدي الحجاب إلا أنَّه الحجاب العصري الذي يناسب كل الثياب ولا يؤثر أدنى تأثير على أنوثتها..
ظلال كان لها تأثيرها على الأستاذ حسان كما أثر هو فيها وجعل منها نسخة ثانية لفكره وتطلعاته وحملت ذات الهم مع أنه يكبرها بعشرين سنة ..إلا أنَّ وضوح الهدف لدى أستاذها كان كفيلاً بأن يسري في تلافيف دماغها فيغذي كل خلية من عقلها وجسدها..
وليت للمسلمين أهدافاً تسري في أوصالهم يحيون من أجلها ويتنفسون عبقها في كل لحظة من لحظات العمر..
علاقةٌ متوترةٌ مشحونةٌ في منزلِ الأستاذ حسان مصحوبةٌ بفكرٍ ضيق ونظرٍ قاصر وغيرةٍ شرقية " كما يسميها هو " جعلَ من ظلال فتاةَ الشكلِ والمضمون فملأت العين والقلب والعقل..
إحساسها لا يخيب أبداً..
فهوَ من حلمت به ذات يوم..
وهو من سكنَ قلبها بحبه ..
وهو من داعبَ صوته سمعها في كل لحظة..
وهو من أغفت على ذكراه كل ليلة ..
وهو من جعل منها صاحبة رسالة وفكرة ..
وهو من قالت له أحبك مع كل دقة قلب ..ومع كل نسمة عطر تفوح من وردها الجوري الذي تزين به المكتب ..وهو من ضرب بالعادات والتقاليد عرض الحائط وقال لها :
أتتزوجين الأستاذ حسان !!
اعتقدت ظلال أنَّ الأمرَ لن يتجاوز الإعجاب وحمل الهم المشترك والسعي نحو تحقيق هدف في الحياة وما أدركت أن زيادة التقنية تستوجب زيادة المسؤولية..فمسؤوليتها اليوم تكمنُ في اختيار شريكها وهو من كان حبيبها.. وقبل ذلك أستاذها ..ضمن ظلمة لا نور فيها فالزواج سري وعندما تصبح قادرة على مواجهة الأهل والمجتمع سيرى حبنا النور ونصرخ به بأعلى صوتنا..
-انظري عزيزتي ظلال تعرفين أنَّ المشكلة تكمن في أهلك ووسطك أنتِ؟؟ لأني مستعد الآن أن أعلن هذا الحب بالزواج ..فلا اهتمام لي بما يقوله الناس فأنا لا أفعل شيئاً في السر أخشى أن يراه الناس في العلن ..
- أتذكرُ أنه تحدث طويلاً ربما ساعتين أو أكثر ..كنتُ جالسةً أستمع..لكنَّ عقلي كان يحلق في سؤاله !! وعيوني تسمرت في وجهه لا تعرف حراكاً ..وقلبي ربما توقف عند شروطه..
ماذا أفعل ومن أسأل ؟؟ من سيسمعني !! وكيف سأخبرهم " أمي – أبي – صديقات الجامعة ......من ..من الكل سيقف ضدي فهم لا يعلمون على ماذا ينطوي هذا القلب من حزن وألم وحب وأمل ..يجعلون منه شلالاً دافقاً بالهم والأسى..
نعم .. ربما أسأل رشا .. فهي وإن كانت قد طلقت لكني ألمح في عينيها تعلقاً بمازن.. وحباً ممزوجاً بعتبٍ رقيق تحفه دموع الفراق..
 آآه لو لم يكن شريك الروح والقلب لكان الأمر أسهل..
 

 التعليقات: 2

 مرات القراءة: 3712

 تاريخ النشر: 29/05/2011

2011-06-17

هبة..

كتييييييييييييييييير حلو وبدنا التتمة.. ومثل ما قال نابليون: هواجسي لا تخدعني..

 
2011-06-07

هبة

ننتظر تتمة القصة.. يبدو اننا دخلنا في القصص الممتعة.. وفقكم الله..

 

ملاحظة:
الآراء المنشورة لاتعبر بالضرورة عن رأي الموقع أو القائمين عليه، ولذا فالمجال متاح لمناقشة الأفكار الواردة فيها في جو من الاحترام والهدوء ونعتذر عن حذف أي تعليق يتضمن:
1- يحتوي على كلمات غير مهذبة، ولو كانت كلمة واحدة.
2- لايناقش فكرة المقال تحديداً.

 

 1846

: - عدد زوار اليوم

7467401

: - عدد الزوار الكلي
[ 60 ] :

- المتصفحون الآن

 


العلامة الشيخ محمد حسن حبنكة الميداني


العربيــة.. وطرائق اكتسـابها..
المؤلف : الدكتور محمد حسان الطيان








 
   

أحسن إظهار 768×1024

 

2006 - 2015 © موقع رسالتي ، جميع الحقوق محفوظة

 

Design & hosting by Magellan