زكريا عيسى.. عُذراً
بقلم : ملكة قطيمان
في غرف مظلمة كهذا الزمن الغريب، وضمن جدران ميتة كضمير المجتمع الدولي وقراراته الهشة.. بإيمان الأبطال وعزيمة الرجال استقبل الأسير الفلسطيني زكريا عيسى (43 عاماً) خبر إصابته بمرض السرطان الذي تغلغل في جسده حتى وصل إلى دماغه وأصابه بحالة نسيان وصعوبة بالنطق، وفي زنازين الاحتلال أيضاً 24 أسيراً مصاباً بالمرض نفسه ينتظرون المصير ذاته!!
حُكم زكريا بالسجن 16 عاماً قضى منها عشر سنوات ثم جاءه قرار الإفراج، ليس لأن الاحتلال الإسرائيلي أشفق عليه أو رأف بحال زوجته وأولاده؛ بل لأن أيام زكريا معدودة فلم يرد الاحتلال أن يستشهد في زنازينه السوداء فيتحمل مسؤولية وفاته، ويضطر لتقديم تبريرات واستفسارات عن أسباب الوفاة!!
"الحمد لله، قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا".. نطق زكريا بهذه الكلمات الصادقة يحاول أن يسلي عن نفسه خبر إصابته بالمرض، ربما لم يسمع زكريا بعدُ بأن الأمم المتحدة بكل أركانها وعظمتها اجتمعت لتناقش قرار "إعلان الدولة الفلسطينية". والأفضل أن لا يسمع؛ لأنه وأكثر من 7500 أسير يقبعون في زنازين الاحتلال منذ عشرات السنين بذلوا زهرة شبابهم وقدموا الروح كرمى فلسطين التي آمنوا أنها لن تعود إلا بـ﴿رجال صدقوا الله ما عاهدوا﴾ وليس بمن فاوض وتنازل وحمل معه إلى الأمم المتحدة "غصن زيتون" فقط!! ربما لأنه نسي البندقية في البيت!!
عذراً زكريا عيسى.. فـ"فيسبوك" و"تويتر" و"يوتيوب" وغرف الدردشة ليست لمن يدافع عن حق اغتُصب أمام عيون العالم كله؛ فهي مشغولة بـ"سوبر ستار العرب" والبطل الذي سيتوج "ستار أكاديمي" وغيرها من البرامج السخيفة..
عذراً زكريا عيسى.. لأن الإعلام العربي نسي أن يخصّص لك ولأمثالك دقائق في نشراته الإخبارية أو برامجه الحية أو حتى في شريطه العاجل؛ فسياسة "مش حتئدر تغمّض عنيك" أعمت العيون وشغلت العقول عن أن فلسطين مازالت تنتظر موعداً مع الحرية...
|
التعليقات:
0 |
 |
|
|
مرات
القراءة:
4115 |
 |
|
|
تاريخ
النشر: 07/10/2011 |
 |
|
|
|
|
|
|
