الفتاوى بين الأصالة والتضاد
بقلم : محمد بسيوني
الكتاب والسنة عاصمان لهذه الأمة فهما الأساس في بناء الشخصية الإسلامية للفرد والجماعة ، لقول الرسول صلى الله عليه وسلم : " تركت فيكم ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي ؛ كتاب الله وسنتي " .
أهم الصفات التي ينبغي أن تتوافر في العالم والداعية هي الأصالة والمعاصرة .
إذ لا يمكن أن يغيب العالم والداعية في عالم الماضي ليخاطب الناس من جوف كهف ولا من رأس جبل ، لسبب بسيط ألا وهو أن أدوات الماضي تختلف عن الحاضر ولا شك ستختلف عن المستقبل ، علاوة على أن المستقبلين للدعوة يختلفون، والشبكة العنكبوتية (الإنترنت) مثال حي على ذلك، فكيف يحدث الداعية الناس على المنبر في قضاياهم دون أن يحرك مؤشر البحث على موقع (جوجل) مثلاً حتى يستخلص الجديد فيما يتحدث عنه وحتى يكون قريباً مما يفكر فيه الناس ، فالأصالة والمعاصرة شرطان لا بد مهما لنجاح الداعية.
- فالمسلمون ابتلاهم الله عز وجل بعدد من البلايا، في مقدمة هذه البلايا أن خرج الجهال على الناس يلبسون لباس العلم والتقوى، ووضع العلماء في غياهب المكاتب وبين التكليفات، منهم من رضي بهذا المقام ومنهم من رفض وأبى إلا أن يبلغ هذه الدعوة، ورأى أن الاحتكاك بالناس وتعليمهم شؤون دينهم أفضل بكثير عند الله، ومن هنا حدث ما حدث فآل أمر الإفتاء الى من ليس لهم مقام في علم، ووجدنا برامج على فضائيات الهدف منها جذب المشاهد، حتى أصبح هذا الجذب صناعة، عن طريق إنتاج برامج يخرج فيها مفتون يحدثون جدلا شديدا بفتاوى تثير جدلا وتكون بعيدة عن الواقع والمنطق وإجماع العلماء، ومن هؤلاء من خرج للأسف الشديد ليحلل شرب الدخان السجائر في نهار رمضان، ويحلل قبلات الشباب و الرضاع بين الموظفين والموظفات و جواز المصافحة ، ويثير اللغط في حجاب المسلمات العفيفات، وغير ذلك من الفتاوى، وللأسف الشديد هذه الفتاوى تصطدم بنصوص شرعية ، زيادة على أن هذه الفتاوى بعيدة عن إجماع الأمة.
- إن ما يفتي به بعض من العلماء ـ خارجا عن الإجماع ـ نتاج ترف فكري.
- حالة الترف الفكري حالة مرضية وهي ظاهرة ليست صحية .
ـ أسباب انتشار هذه الظاهرة في عالمنا العربي والإسلامي :
هناك أسباب كثيرة وراء ظاهرة الفتوى بلا علم ، منها أن الكثير من بلداننا العربية والإسلامية لا توجد فيها رقابة من قبل المؤسسات الدينية المنتشرة في بلادنا، ولذلك نجد دور نشر تعمد لطباعة كتب تثير جدلاً وأصحابها لا علاقة لهم بالفتوى من قريب أو بعيد، غير أن هذه الدور تريد أن تبيع قدراً كبيراً من الكتب ، والفضائيات لا شك تلعب دورا كبيراً ، أو ربما تصطدم بالشريعة الإسلامية، ومن ذلك أن بعض رجالات العلم خرج علينا بفتوى تتيح جواز أن تترشح المرأة لرئاسة الجمهورية، وفي ذلك خلاف بين العلماء ، غير أن الأرجح عدم الجواز .
كيف السبيل إلى ضبط الفتاوى وعدم التلاعب بها حسب المصالح و الأهواء ؟
وما المخرج من هذه الأزمة ؟ و لماذا تنتشر فتاوى متضاربة جداً كما يحدث في مصر من بعض علماء الأزهر ؟
التعليقات:
3 |
|
|
مرات
القراءة:
3290 |
|
|
تاريخ
النشر: 14/08/2009 |
|
|
|
|
|
|