::: موقع رسالتي - رؤية جديدة في الخطاب الإسلامي :::

>> قطوف لغوية

 

 

أيّ عدل تنتظرين ... ؟

بقلم : آلاء محمد خالد الخطيب  

معاً..لبناء مجتمع إسلامي

 

لأننا نعيش في عالمٍ ظالمٍ انتفت عنه جميع الحقوق فأصبح الظلم حقاً والعدل باطلاً وانعكست القيم  واختلّت المعايير

        ما كان في ماضي الزمان محرّماً               للـنّاس في هذا الزمانِ مبـاحُ

        صاغوا نعوتَ فضائلٍ لعيوبـهم                فـتعذّر التمييـز والإصـلاحُ

        فالفتـكُ فنّ والخداعُ سياسـةٌ                  وغنى اللّصوصِ براعةٌ ونجاحُ

        والعُريُ ظرفٌ والفساد تمـدّنٌ                 والكذب لُطفٌ والرياء صـلاحُ

فأصبح مجتمعنا مجتمعاً استغلالياً يستنفد كلّ الطاقات ويستغل الضعفاء ويعمل على إذلالهم،لأنهم يعلمون أنه ما باليد حيلة، فمن ذا الذي سيدافع عنكِ طالما أصبحت مهمشة لا قيمة لك ولا مكانة، وأيّ حقوق تنتظرين تحقيقها، وأيّ عدل تنتظرين أن يسود،أيّ عالَم تأملين أن يحقق لك السعادة وأيّ أمة تأملين أن تنهض وتعيد عصر الرسول والصحابة؟؟!!

أما زلت مصرّة رغم هذا الظلم أنه بالإمكان أن تنهض الأمة من جديد وأن تعود لك مكانتك ودورك وعزّك الذي كان قائماً في ظلّ دولة الإسلام التي كانت في عهد الرسول والصحابة،إنّ هذه الأمة نفسُها هي أمة المصطفى صلى الله عليه وسلم وهي تضم أحفاداً للحبيب وصحابته، ولكن للأسف هم ليسوا إلاّ أحفاداً بالنَّسب لم يعملوا على أن يكونوا أحفاداً بالعمل، فها هي أيدي المغرضين استطاعت أن تُدخل تلك الفيروسات إلى مجتمعنا، فكانت النتيجة أمراضاً معدية ، أصابت الناس فأصبحوا أمة مريضة ضعيفة لا تستطيع الدفاع عن نفسها حتى تدافع عن إسلامها وقرآنها ونبيّها، استطاع الغرب عندما تحالفوا مع الشيطان أن يضحكوا على العقول فأصبح الناس يعبدون المادة والشهوات حتى السيجارة والمخدرات!!

أصبحوا يشركون بالله وهم لا يُدركون فعلتهم هذه، ومن الطبيعي أن يُنزل الله بنا أشد العقاب فيكون عقاباً عامّاً يشمل المحسن والمسيء إلاّ أن رحمة الله واسعة، فرَغم جحود الأمة وبعدها عن خالقها وبارئها إلاّ أنّ الله لم يعاملنا بما نحن له أهل، لأن رحمته سبقت غضبه، فكان تسليط عبدة الشيطان والمادة والشهوة …،إشارة لنا علّنا نصحو ونرى ما الذي حلّ بنا، أيّ ظلم غصنا في أعماقه، وأيّ عدل غُيّب عنّا، فهذه الأمة لم ولن تموت ما دام فيها عِرق ينبض، وهي الآن مريضة تعاني من جراح وآلام استنفدت كل قواها، فهي بحاجة إلى علاج سريع ودواء فعّال ولا يوجد هذا المصل إلاّ في كتاب الله، فبالعودة إلى تطبيق شرع الله وسنّة نبيّه وإعادة الحق والعدل إلى ميزانه، ذلك الميزان الذي أصبح منذ زمن يكيل بمكيال الظلم الذي نهى عنه الله ورسوله، فالظلم ظلمات يوم القيامة ودعوة المظلوم ليس بينها وبين الله حجاب، فيا من جعل من ظلمه وسيلة لتحصيل المال والمكانة العالية والشهرة والرياء . ارفق بنفسك وارحمها، واعلم أنّ الملك لله يعطيه من يشاء ، وما المال والغنى إلاّ امتحان أراد الله أن يختبر بهما عبادَه ، فإمّا أن يكون عليك نعمة أو نقمة، فلا يغترنَّ أحدنا  بالدنيا وزينتها فلن نأخذ منها  شيئاً ...، لن نأخذ إلاّ عملنا الصالح .. :

        النفسُ تبكي على الدنيا وقد عَلمت               أنّ السعادةَ فيها تركُ ما فيها

        لا دارَ للمرءِِ بعد الموتِ يسكُنـها               إلاّ التي كان قبل الموت بانيها

        فإن بناها بخيرٍ طابَ مَسـكنـه                 وإن بناها بشرٍّ خاب بانـيها

القارىء الكريم ... هيّا قم شمّر عن ساعدِك واحمل العدل وانشره بين الناس، اذهب إلى الذين ظلموا المرأة ،إلى أولئك الذين استغلّوا ظلم العالم لها وسَمّوهُ بظلم الإسلام للمرأة ، اذهب إليهم وانظر كيف تُعامل المرأة عندهم فهي يجب أن تعمل لتعيش!!

نعم تعمل وفي جميع المجالات فتجبر على العمل في مجالات تُفقدها أنوثتها، فتعمل عاملة للنظافة وتحمل الأثقال وغير ذلك من الأعمال الشاقّة ، إلاّ أنّها مجبرة على ذلك لتبقى على قيد الحياة، لأنه ليس لها من يُعيلها أو يحميها ولا حتى الزوج فهي يجب أن تعمل لتشاركه في الإنفاق فَيالَها من امرأة تعيسة مظلومة وأيّ ظلم!!

هذا هو حال زوجة وابنة من يدّعي أنّ الإسلام ظالم للمرأة، فعملنا على تقليدهم بإطلاق هذه الحريّة التي جعلها الإسلام مقيّدة بضوابط تحفظ للمرأة مكانتها وأنوثتها،وأنت أيتها المرأة المسلمة والجوهرة المكنونة أُناشدك أن لا تغترّي بأقوال هؤلاء وارجعي إلى الله عزّ وجلّ بالسمع والطاعة وردّدي معي لنقول لهم كما قال الشاعر:

        يا حـرّةً أرادوا جعلها أمــة                غريبةَ العـقلِ غريبةَ النّـسبِ

        يا دُرّةً حُفظت بالأمسِ غاليـةً                واليومَ يبغونها للّهوِ واللّـعـب

        هل يستوي مَن رسول الله قائده                دومـاً وآخَرُ هاديهِ أبو لهـب

        وأينَ من كانتِ الزّهراءُ أسوتَها                ممّن تقـفّت خُطا حمّالةِ الحطب

        فلا تُبالي بما يبدون من شـبه                وعندكِ الشّرعُ إن تدعيه يَستجب

        سليه من أنا من أهلي لمن وطني                لمن حبّي لمن عملي لمن أنتسب

فيا من أردت أن تعمل خيراً لدنياك وآخرتك،يا من حملت على عاتقك نهضة هذه الأمة وأردت أن تنال شفاعة النبي وصُحبته في الفردوس الأعلى

يا من تريد أن تُعزّ الإسلام وتنصر المسلمين،ابدأ من هنا واعلم أن العدل هو العلاج الفعّال لتعود أمّة الحق أمّة المصطفى إلى ما كانت عليه في أوج ازدهارها وعزّها،ابدأ بتحقيق العدل من أسرتك ممتثلاً لحديث النبيّ صلّ الله عليه وسلّم((سوّوا بين أولادكم في القبلة وفي العطية))،واعلم أنك متى استطعت أن تعدل بين أزواجك وأولادك ستصل إلى مجتمع عادل لا يعرف للظلم طريقا.

فامضِ على بركة الله وسنمضي معك إلى عدل يَسود الدنيا ويُعزّ به المسلمون وتُردّ به الحقوق ويُباد به الظلم.

                                            

                           

 التعليقات: 0

 مرات القراءة: 2842

 تاريخ النشر: 09/01/2008

ملاحظة:
الآراء المنشورة لاتعبر بالضرورة عن رأي الموقع أو القائمين عليه، ولذا فالمجال متاح لمناقشة الأفكار الواردة فيها في جو من الاحترام والهدوء ونعتذر عن حذف أي تعليق يتضمن:
1- يحتوي على كلمات غير مهذبة، ولو كانت كلمة واحدة.
2- لايناقش فكرة المقال تحديداً.

 

 52

: - عدد زوار اليوم

7449493

: - عدد الزوار الكلي
[ 42 ] :

- المتصفحون الآن

 


العلامة الشيخ محمد حسن حبنكة الميداني


العربيــة.. وطرائق اكتسـابها..
المؤلف : الدكتور محمد حسان الطيان








 
   

أحسن إظهار 768×1024

 

2006 - 2015 © موقع رسالتي ، جميع الحقوق محفوظة

 

Design & hosting by Magellan