::: موقع رسالتي - رؤية جديدة في الخطاب الإسلامي :::

>> قطوف لغوية

 

 

علماؤنا بين الحب والحرب

بقلم : آلاء محمد خالد الخطيب  

 

ما أجمل أن يعيش المرء محباً للناس ومحبوباً لديهم،ويا غارة الله إذا عاش فيهم وهو مجموح وملفوظ من قبلهم لا يبرح يغادر حالة من التأهب لصدّ الحروب التي يشنها عليه كارهوه

إننا إذ نشن حرباً على شخص ما فقط لعدم محبتنا له فهذا أمر لايقبله العقل ولا المنطق،فهل من المعقول أن يوقف المرء نفسه ووقته لمعاداة الآخرين؟!!

ها هي الورود والسهام تسقط بين الفينة والأخرى على علمائنا!!على مشايخنا!!

سهام تريد النيل منهم، لماذا؟؟!!!

ربما هناك من وجد من رمي النبال ضالّته المنشودة فجعلها هواية محببةً إلى نفسه العليلة يستلذّ بممارستها مع جهالته بأن هذه السهام سوف ترتد عليه –لا محالة-فتفتك به لينقلب بعدل الله السحر على الساحر

أو هناك من وجد نفسه بتعلّم سنة أو سنتين قد أصبح مؤهلاً أن يعلن الحرب على من شاء وينثر الورود على من شاء

أو هناك من أراد النيل من العلم والإبقاء على الجهل والتخلف والانحطاط كي نبقى أدنى الأمم فالطريق الوحيد لتحقيق ذلك هو القضاء على العلم والعلماء الذين هم منبع العزّ والكرامة،المنبع الذي لن يردم بإذن الله ما حيينا أبداً

فها هي الآلاف المعذبة من القلوب التائهة  تأتي من مشارق الأرض ومغاربها باحثة عن الينابيع العذبة التي تروي الأفئدة العطشى فتطلق الطاقات المباركة الكامنة

إلا أننا للأسف قد أغلقنا العقول وجعلنا العيون هي التي تقول،فأصبح مظهر النبع وخلوّه مما لانحب مقياساً للحكم على الماء العذب

فمتى كنا نحجب العقول عن العمل في إيجاد الحلول وقياسها على الأصول للحكم على المقول،متى كنا نحكم على بعضنا بالمظاهر ونسينا أن سيدنا محمد صل الله عليه وسلم  قد نهانا عن ذلك بقوله:{{ربّ أشعث أغبر ذي طمرين مدفوعٍ بالأبواب إذا أقسم على الله لأبرّه}}،إلا أن العلة الخفية تكمن فينا،نعتز بسنتين أو أربع تعلمنا عن طريقها كفاءة العوم المتواضعة فظننا أنفسنا قد تعلمنا الغوص في الأعماق وسبر كُنْهِ الأغوار المترامية الأطراف

ولكن عجباًّ كيف لنا وقد ولدنا اليوم أن نحكم على أعوام مضت ولحاً شابت وبحاراً غاضت!!!

ويالِ لجهل الإنسان عندما يكتسي حُلّة مطرزة بأزهى الألوان وأكثرها قدرة وسحراً على سرقة الأبصار وخطف القلوب،ولكنه لا يدرك في الوقت عينه أن هذه السترة الجميلة هي واسعة عليه،لا تلائم ضآلة حجمه ونحالة أطرافه..فتزيده قبحاً..ونسمّيه بين الناس أحمق.

عجباً لمن أبى إلا أن يقطف الشوك مع الورد!!

ولربما وجد نفسه قد جمع باقة شوك لا ورود!!

وهنيئاً لك يا من آثرت قطف الورود وذهبت لجمع اللؤلؤ من أعماق البحار التي ستعلي أمواجها وتقول:أنا أكره الحرب وأحبُ الحبّ فأنا لست إلا لوناً يجلب العقل والقلب، يجلبهما فيقولا إن الله قد زرع فينا حبّ بحاره العذبة

            رأيت العلم صاحبه كريـم        ولو ولـدتـه آبـاء لئـام

            وليس يَزال يرفعـه إلى أن       يعظّم أمره القـوم الكـِرام

            ويتّـبعونـه في كل حـالٍ       كراعي الضّأن تتبعه السوام

           فلولا العلم ما سمعت رجالٌ       ولا عُرف الحلال ولا الحرام

 

 

 التعليقات: 0

 مرات القراءة: 2815

 تاريخ النشر: 02/02/2008

ملاحظة:
الآراء المنشورة لاتعبر بالضرورة عن رأي الموقع أو القائمين عليه، ولذا فالمجال متاح لمناقشة الأفكار الواردة فيها في جو من الاحترام والهدوء ونعتذر عن حذف أي تعليق يتضمن:
1- يحتوي على كلمات غير مهذبة، ولو كانت كلمة واحدة.
2- لايناقش فكرة المقال تحديداً.

 

 1654

: - عدد زوار اليوم

7463185

: - عدد الزوار الكلي
[ 58 ] :

- المتصفحون الآن

 


العلامة الشيخ محمد حسن حبنكة الميداني


العربيــة.. وطرائق اكتسـابها..
المؤلف : الدكتور محمد حسان الطيان








 
   

أحسن إظهار 768×1024

 

2006 - 2015 © موقع رسالتي ، جميع الحقوق محفوظة

 

Design & hosting by Magellan