::: موقع رسالتي - رؤية جديدة في الخطاب الإسلامي :::

>> قضية ونقاش

 

 

قضية تلبس الجان ببدن الإنسان.. حقائق لا تخفى!

بقلم : خباب مروان الحمد  

 

الحمد لله رب العالمين، وصلَّى الله وسلَّم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد، وعلى آله وصحبه وسلَّم أجمعين:

فلقد استمعت لعدد من البرامج وكلام بعض الشيوخ النافين لدخول الجان بالإنسي، وأنَّ تصديق ذلك محض خرافة وخبط من القول ما أنزل الله به من سلطان، وأنَّ من يصدِّق ذلك فإنَّما يصدق الخرافات والخزعبلات، وبعيداً عن تسمية الأشخاص بأعيانهم، ولضرورة تبيان خطأ هذا القول ولرواجه في هذا الزمن (وبالذات) عبر بعض المنتسبين للعلم والمشيخة، فإنَّ من الضرورة التنبيه على خطأ النافين لدخول الجان في بدن الإنسان بعد مشيئة الله وقدرته.

فالقول الذي يعتقده أهل السنة والجماعة ديانة لله تعالى، أنَّ الجني يتلبَّس الإنسي وينطق على لسانه ويتحدث فيه ويؤذيه.

وقد أجمع على ذلك علماء أهل السنة والجماعة ولم يخالف في هذا إلا بعض الفرق الضالة، ولأجل ذلك يقول العلامة ابن حجر الهيثمي: "فدخوله (أي الجني) في بدن الإنسان هو مذهب أهل السنة والجماعة".

ولكن ما هي أدلتهم على ذلك؟؟

 

t               أدلتهم من القرآن:

من الأدلة على تلبس الجني بالإنسي المراد الدخول به ما في كتاب الله تعالى قوله تعالى: ((الذين يأكلون الربا لا يقومون إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس)) [سورة البقرة:275].

قال الإمام القرطبي في تفسيره عند هذه الآية: (في هذه الآية دليل على فساد إنكار من أنكر الصرع من جهة الجن، وزعم أنَّه من فعل الطبائع، وأن الشيطان لا يسلك في الإنسان ولا يكون منه مس).

 

t               أدلتهم من السنة:

1)     ومن الأدلة من السنة ما ورد عن عطاء بن رباح قال: قال لي ابن عباس رضي الله عنه: "ألا أريك امرأة من أهل الجنة؟ قلت: بلى، قال: هذه المرأة السوداء أتت النبي صلى الله عليه وسلم فقالت: إني أصرع وإني أتكشف فادع الله لي، قال: إن شئت صبرت ولك الجنة، وإن شئت دعوت الله أن يعافيك؟ فقالت: أصبر، فقالت: إني أتكشف فادع الله لي أن لا أتكشف، فدعا لها" متفق عليه، قال الحافظ بن حجر في الفتح: (وعند البزار من وجه آخر عن ابن عباس في نحو هذه القصة أنها قالت: إني أخاف الخبيث أن يجردني، -والخبيث هو الشيطان- فدعا لها فكانت إذا خشيت أن يأتيها تأتي أستار الكعبة فتتعلق بها ثم قال: وقد يؤخذ من الطرق التي أوردتها أن الذي كان بأم زفر كان من صرع الجن لا من صرع الخلط) (فتح الباري – 10 / 115).

2)     عن عثمان بن العاص رضي الله عنه قال: (لما استعملني رسول الله صلى الله عليه وسلم على الطائف، جعل يعرض لي شيء في صلاتي، حتى ما أدري ما أصلي فلما رأيت ذلك، رحلت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "ابن أبي العاص ؟" قلت: نعم! يا رسول الله! قال: "ما جاء بك؟" قلت: يا رسول الله! عرض لي شيء في صلواتي، حتى ما أدري ما أصلي قال: "ذاك الشيطان، ادنه" فدنوت منه  فجلست على صدور قدمي قال: فضرب صدري بيده، وتفل في فمي، وقال: "أخرج عدو الله" ففعل ذلك ثلاث مرات  ثم قال: "الحق بعملك") (أخرجه ابن ماجة في سننه، وصححه الحاكم في المستدرك).

 

t               دليل المشاهدة والحس:

دخول الجني بالإنسي الذي يريد ويتقصد الدخول فيه أمر واضح ومشاهد عياناً بياناً وأروي قصةَّ وقعت أمام عيني قبل عشرة سنوات حيث كنت في المسجد الحرام وكانت هنالك امرأة تطوف حول الكعبة وكان زوجها معها وقد كانت تقرأ القرآن وسورة الإخلاص كما تحدث بذلك زوجها أمام ملأ من الناس، فحينما كانت تقرأ القرآن صُرِعَت وألقي بها على الأرض فبدأت تتكشَّف، وذلك من شدة وقع الآيات التي كانت تقرأها وقوة هذه الآيات على ذلك الجني المتلبس بها، حتى جاء بعض الفضلاء من حفظة القرآن والرقاة وقاموا يقرؤون عليها، فبدأت تدفعهم دفعاً شديداً ولقد رأيت بأم عيني أكثر من سبعة رجال قد وضعوا عليها عدداً من سجاجيد المسجد الحرام الثقيلة وهي تدفعهم دفعاً شديداً وكل واحد منهم يضغط على جزء من جسدها من فوق السجاجيد ومعهم زوجها وهي تدفعهم بقوَّة، ثم بدأ الجني ينطق وقد سمعته بأذني وكان صوته صوت رجل يتحدث على لسانها، وكان يقول لمن يقرأ عليه لقد أحرقتني بالآيات القرآنية، فمضى القارئ للقرآن يقرأ عليها الآيات وذلك الجني يتكلم ويحاول أن يستغفل ذلك القارئ لكي يخف عليه ما يجده من ألم من قوة الآيات القرآنية التي يقرأ بها عليها.

وقد نُقِل عن الإمام أحمد أن ابنه عبد الله قال له: (قلت: لأبي إن أقواماً يقولون: إن الجني لا يدخل بدن المصروع، فقال: يا بني، يكذبون. هو ذا يتكلم على لسانه)، وهذا الذي قاله أمر مشهور، فإنه يصرع الرجل فيتكلم بلسان لا يعرف معناه، ويضرب على بدنه ضرباً عظيماً لو ضرب به جمل لأثر به أثراً عظيماً، والمصروع مع هذا لا يحس بالضرب ولا بالكلام الذي يقوله..

 

فما حجَّة القائلين بهذا بعد هذا؟

E فإن قالوا هذه خرافات، فإنا نقول إنَّ الخرافة وجود أمر لا يصدَّق شرعاً ولا حسَّاً ولا واقعاً، فكيف والذي نقوله هو بخلاف الخرافات بل هو ملاحظ ومشاهد حساً وبياناً، ونلحظ ذلك دليلا أثراً من القرآن والسنَّة، ونظراً بمشاهدة ذلك حساً وواقعاً معايناً، بل القول بخلاف ذلك نقض للعقلانية ممَّن يدعي العقلانية!!

 

 


 التعليقات: 8

 مرات القراءة: 3669

 تاريخ النشر: 01/06/2010

2010-07-27

غسان حماة

يجب أن نبرمج أنفسنا يومياً بالحفاظ على ذكر الله ويجب أن نكون طاهرين دائما و على وضوء ونرضي الله عزوجل قدر استطاعتنا فبإذن الله بعد كل هذا لن يصيبنا إلا ماكتب الله لنا

 
2010-07-26

محيي الدين

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله اللهم قوي ايماننا يا أحبابي شغلتنا أمور كثيرة عن ذكر الله وعن أصل الدين مما أدى إلى ظهور هذه القصص والخوض بها عدا عن كونها واردة ولكن عندما يتسلح المسلم بالايمان فإن كائن من كان أنس أو جان يحذر من التعدي عليه فالحل بالذود عن دين الله وجعل الدين عمل وجهاد وبذل ومضي بالامربالمعروف والنهي عن المنكر وعدم السكوت عن الباطل وفضحه فالساكت عن الحق شيطان أخرس فالقضية مترابطة كالسلسلة عافانا الله وهدانا سواء السبيل .

 
2010-06-25

حسن

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ... أعطاكم الله كل العافية ... وجزاكم كل الخير ان شاء الله ... أنا كنت من أحد الذين يقولون أنّ هذا الأمر خرافة ولا يحدث وما إلى ذلك ... وذلك كان مجرد رأي عابر ... غير مبني على أدلة أو ما شابه ... إلى أن حصلت قصّة مع ابن صديق للعائلة ... وهي أن انثى من الجان - وربما كما قال من خلصهم من الموضوع أتها"ابنة أحد الملوك في الجان" - عشقت ابن صديقنا ... وأصابه ما أصابه من أعراض منه الذي رأته العائلة بأمّ عينها من أب أو أم أو أخ ... ومنه ما لم يره أحد سوى المصاب ... فالخلاصة أنني أنا اقتنعت بأن هذا الأمر ممكن الحدوث بإذن الله تبارك وتعالى ... ولكن ما أثار عندي شيء من الجدل ... أنّه مرة سمعت من أحد الاساتذة أن الجان لا يقترب من المطهرين والقريبين من الله ورسوله وما إلى ذلك ... فهل هذا الكلام صحيح ... أم أن الأمر ممكن الحدوث مع أي يكن؟ وشكراً جزيلا لكم ... والسلام عليكم ...!!

 
2010-06-23

خباب مروان الحمد

السلام عليكم شكرا لجميع الإخوة والأخوات المداخلين في الموضوع بشان زواج الجني من الإنسية أو العكس فهنالك من اهل العلم من يثبته كابن تيمية وغيره من العلماء يقول شيخ الإسلام ابن تيمية في مجموع الفتاوى : وصرعهم للإنس قد يكون عن شهوة وعشق ، كما يتفق للإنس مع الإنس ، وقد يتناكح الإنس والجن ويولد بينهما ولد ! وهذا كثير معروف ، وقد ذكر العلماء ذلك وتكلموا عليه وقد كره أكثر العلماء مناكحة الجن أ.هـ وهنالك من العلماء من ينفي وقوعه وهم جمهور الفقهاء وقال بهذا القول الشيخ ابن عثيمين رحمه الله ويؤيده قول الله تعالى: ( خلق لكم من أنفسكم أزواجا ) وقوله تعالى : ( خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء ) ،أي خلق من النفس الإنسانية زوجها، كما أن الذرية لا تتأتى بين الجن والإنس . وقد كتب قوم من أهل اليمن إلى مالك يسألونه عن نكاح الجن ، وقالوا: إن ههنا رجلا من الجن يخطب إلينا جارية يزعم أنه يريد الحلال ، فقال " ما أرى بذلك بأسا في الدين ولكن أكره إذا وجدت امرأة حامل ، قيل لها : من زوجك ؟ قالت : من الجن ، فيكثر الفساد في الإسلام بذلك " ذكره السيوطي رحمه الله وعلى كلٍ فالمسالة لا يثبت فيها دليل صحيح صريح والشواهد الحسية ليست واضحة في ذلك . والأولى السكوت في هذا الأمر وعدم الخوض فيه وأنا شخصيا لا أميل إلى تزاوج الجن بالإنس والله تعالى أعلم

 
2010-06-21

علا عبد الله صبَّاغ

يبدو أن القضية هنا أثارت أسئلة القراء.. فهل من مجيب؟

 
2010-06-20

ورد

مرحبا انا إلي صديقة بالنهار في ألها اسم وصوت وعند المسا ألها أسم وصوت تاني وعلى اساس بتساعد الناس المظلومين ويوم السألتها مين انت قالت لي اسمها واسم صديقتي وبدون خجل قالتلي انو هي قرينتة وانا دائما بحكي معة منشان الله افتوني هدا الشي حرام

 
2010-06-01

مؤمن الباشا

شكراً للكاتب ... و أرجوه الإجابة عن هذا السؤال : هل صحيح أن الإنسي يتزوج جنية أو الجني يتزوج إنسية ؟

 
2010-06-01

علا عبد الله صبَّاغ

الحمد لله على نعمة الإسلام.. والحمد لله على القرآن.. والحمد لله الذي عافانا مما ابتلى به غيرنا.. *ألا بذكر الله تطمئن القلوب*

 

ملاحظة:
الآراء المنشورة لاتعبر بالضرورة عن رأي الموقع أو القائمين عليه، ولذا فالمجال متاح لمناقشة الأفكار الواردة فيها في جو من الاحترام والهدوء ونعتذر عن حذف أي تعليق يتضمن:
1- يحتوي على كلمات غير مهذبة، ولو كانت كلمة واحدة.
2- لايناقش فكرة المقال تحديداً.

 

 1050

: - عدد زوار اليوم

7402651

: - عدد الزوار الكلي
[ 77 ] :

- المتصفحون الآن

 


العلامة الشيخ محمد حسن حبنكة الميداني


العربيــة.. وطرائق اكتسـابها..
المؤلف : الدكتور محمد حسان الطيان








 
   

أحسن إظهار 768×1024

 

2006 - 2015 © موقع رسالتي ، جميع الحقوق محفوظة

 

Design & hosting by Magellan