::: موقع رسالتي - رؤية جديدة في الخطاب الإسلامي :::

>> أقلام نسائية

 

 

أمي ... يا نبع الحنان

بقلم : ريما محمد أنبس الحكيم  

 

نداء القلوب ..

( هديةٌ إلى ماما ) 

سمعتُ حضنها يناديني ..

سمعتُ همساتها الشجية تغني لي كي أنام ..

وأحسستُ بلمسات يديها الناعمتين تداعبان شعري ..

شعرتُ بنبضات قلبها تتسارع معلنةً حباً أبدياً .. حباً خالصاً ..

حباً لأجل الحب .. لم يخالط مصلحة أو منفعة ..

كان حباً لأنها تحبني فقط .. نعم تحبني، بل تعشق الأرض التي تحملني ..

سمعتُ حضنها يناديني ..

سمعتُ بوح كلماتها تتردد في قلبي (( مهما كبرتِ فأنتِ لي ))

سمعتُ أصداء بوحها يعلق قلبي بحبها ..

لنتبادل الحب معاً ..

نتبادله بقبلة وعناق كل صباحٍ ومساء ..

كل غدوة وعودة ..

لا بل كل ثانيةٍ ونبضة قلب ..

سمعتُ حضنها يناديني ..

يحنُّ إلى قبلة " صباح الخير " كلما حل الصباح ..

فإن تمت ..

انتظرَ المساء بفارغ الصبر ليستوفي قبلة " مساء الخير " ..

ثم قبلة " تصبحين على خير " ..

هي أغلى أم في الدنيا ..

وهذا ينطبق على كل أم في الدنيا ..

ولكن .. هل نعلم نحن الأولاد ما معنى الأم ؟؟

هل نعي مشاعر الأم ؟؟
تقول لي أمي : (( لن تشعري بمعنى الأم حتى تصبحي أماً ))

أصدقها والله ..

لأنني أشعر أن حبها لي يغطي كل حبٍّ في حياتي لأي شخص أو شيء ...

أحاول أحياناً أن أشابه حبها لي ..

أحاول أن أحب لأجل الحب فقط ..

فلا أستطيع ..

كيف لي أنا أن أحب إنساناً لأنني أريد أن أحبه فقط ؟؟

ثم أعلم أنها محقة تماماً ..

فلن تحب المرأة أحداً هكذا إلا

إن عاش فترة من حياته في داخلها ..

وقضى أول أيامه في كيانها ..

وتغذى أول غذائه من دمها ..

وسمع أول ما سمع نبضات قلبها ..

ورأى أول ما رأى نظرة عينها ..

وقال أول كلمة " ماما " اسمها ..

كيف لي أنا أن أحب شخصاً هذا الحب ..

وكيف لأي منا أن يحب بهذه الطريقة ؟؟

 

لماذا لا نجعل كل يوم عيد أم ؟؟

مع شقشقة الصباح ...

تتراكض العيون لتتلاقى .. فرحةً مزدانة ..

صباح الخير يا ماما .. يا أغلى الناس على قلبي ..

صباحك سكر ..

وورد وعنبر ..

صباحكِ مسكٌ معطر ..

تزدان الأرواح متعالية بسمو حبها ..

وتتصاعد النفوس منادية بودها الأبدي ..

كل إنسان له ( ماما ) .. وكل ( ماما ) أحلى إنسان ..

دعوتي أن نجعل من كل يوم عيد أم !!

فالأم جميلةٌ دوماً .. غاليةٌ دوماً .. عزيزةٌ دوماً ..

مبهجة للقلب والروح .. نقية صافيةٌ في كل لحظة ...

منذ أسبوع تقريباً ..

حصل بيني وبين أمي سوء تفاهم .. أحسستُ أنها انزعجت مني ..

فحاولتُ إرضاءها .. رضيت ..

لكنني أحسستُ بذنبي معها ..

بحثت عن طريقة أسترضي بها قلبها الرقيق

فقدمت لها باقة ورد كبيرة ..

اخترتُ ورودها بعناية ..

حمراة وبيضاء وبنفسجية ..

لتعبر عن صفاءها وحبها ونقائها ..

وعدتُ إلى البيت .. وفاجأتها بها ..

يا أللـــــــه ..

كم كانت سعادتها كبيرة بها ..

رأيت الفرحة التي انتشرت حولها حولت بيتنا كله إلى حديقة ورود ..

شعاع وجهها الوضاء أنار فضاءنا ..

كانت منتشية بفرحتها ورضيت عني كثيراً ..

إنها باقة ورد ..

قد لا يراها البعض ذات قيمة ..

لكنها كانت لـ ماما أمراً عظيماً ..

سُرت بها سروراً جعلني أحصد نتيجته بعدها لعدة أيام بالرضا المتواصل في كل ساعة ولحظة ..

فمع أن الأم لا تحتاج إلى باقة ورد لتحب ابنها أو ابنتها ..

لكن هذه الباقة عززت المحبة وأشعرتها أنني أبادلها الحب نفسه ..

وأنه حبٌّ من طرفين .. لا من طرف واحد ..

 

هي دعوةٌ مني ..

فلنجعل كل يوم ... يوم أم ..

لأن الأم الأغلى في الدنيا لدينا كل يوم ..

لكنها لن تبقى للأبد ..

فلماذا لا نجعلها ترضى عنا إلى الأبد ..

لماذا نربط الاهتمام بالأم بفكرة (عيد الأم)..

لماذا لا يستمر الاهتمام بالأم على الدوام ؟ .. فكل يومٍ من أيام السنة هو للاحتفال بوجود (ماما) الراعة التي أنجبتنا وربتنا وسهرت لنكبر ونصبح ما نحن عليه..

ونحن نعلم أننا نحن المسلمون لنا عيدان فقط.. وأن عيد الأم فكرة غربية أنشئت لتذكير الناس هناك بالاهتمام بأمهاتهم..لأنهم لا يذكرون أمهاتهم إلا كل عام مرة!!!

 

 

أما نحن المسلمون.. فالأم لنا كل يوم.. ملكة على رؤوسنا

 

 

هي أم تلك التي تحتاج منا شعوراً بالطمأنينة أننا معها مهما كبرنا ..

هي أم ..

هي غالية ..

هي كل شيء في الوجود ..

ففي أصعب اللحظات ..

وحين نحتاج إلى مكان نسند عليه رؤوسنا ..

لن يستوعبنا أحد بقدر ما سينادينا .. ذلك الصدر الشفوق ..

إليك يا حضن أمي ..

أنا آتية ..

لن أذهب ولن أبتعد ..

والحبل السري بيننا وإن انقطع واقعاً ..

لكنه موصولٌ إلى الأبد روحياً ..

أنا قادمة يا حضن أمي ..

لأنني بحاجة للمسة الحنان من أمي التي تصنع لي المستقبل ..

 ولسماع دعائها لأنام بطمأنينة دائمة وكاملة ..

لك يا أمي الوفاء والإخلاص

كل يومٍ .. يا أمـــــــــــــــــ ♥ ــــــــــــــــــــي

 

 

 

 

 التعليقات: 1

 مرات القراءة: 2910

 تاريخ النشر: 21/03/2008

2010-03-07

مياس غازي

سلمت اليد التي خطت هذه العبارات ,وسلم القلب الذي نطق بلا شفاه ونسج بضع كلمات مليئة بالحب. ليست بالكثيرة ولكنها وافية ,شكرا....

 

ملاحظة:
الآراء المنشورة لاتعبر بالضرورة عن رأي الموقع أو القائمين عليه، ولذا فالمجال متاح لمناقشة الأفكار الواردة فيها في جو من الاحترام والهدوء ونعتذر عن حذف أي تعليق يتضمن:
1- يحتوي على كلمات غير مهذبة، ولو كانت كلمة واحدة.
2- لايناقش فكرة المقال تحديداً.

 

 1274

: - عدد زوار اليوم

7397831

: - عدد الزوار الكلي
[ 66 ] :

- المتصفحون الآن

 


العلامة الشيخ محمد حسن حبنكة الميداني


العربيــة.. وطرائق اكتسـابها..
المؤلف : الدكتور محمد حسان الطيان








 
   

أحسن إظهار 768×1024

 

2006 - 2015 © موقع رسالتي ، جميع الحقوق محفوظة

 

Design & hosting by Magellan