::: موقع رسالتي - رؤية جديدة في الخطاب الإسلامي :::

>> قطوف لغوية

 

 

(( إلى وَرَثةِ الأنبيَاء ))

بقلم : المُحِبّة لله  

 

بسم الله الرّحمن الرّحيم

 

يا من سلكتم سبيـل الأنبيـاء ، فأعـطيتم ولـم تأخـذوا ، وملكتـم القلوب ولم تملكـوا الرّقـاب ...

يا من سهـرتـم ليـالـيَ طـوالاً تبـحثـون وتجهـدون ، لتنـهـلوا علـمـاً مـن السّــنّـة والكـتـاب ...

يا من أمضيتم أيّامكم متنقلين في أفكاركم لحلّ مشاكل النّاس ، فاتحين لهم أوسع الأبواب...

يا من حملتـم هـمّ أمّـة الإسـلام ، حزينيـن على من ضـلّ وغـوى ، فرحين لمن تاب وأناب ...

يا من ولدتم .. فكـبرتم .. فدرستم .. فتعلمتم .. وعمـلتم .. طالبيـن الرّضى من ربّ الأرباب ...

يا ليتنا نستطيع ردّ القليل ممّا تتفضّلون به علينا من جمائلكم ...

لقد منّ الله بفضله أن جعل أنبياءه يورّثونكم ما ينقذنا من التّيه والضّلال ..

ويرشــدنا إلى الهدى وابتـغاء مرضاتـه بصالـح الأعمال ...

لقد فتحتم بيوتكم والتفتّم بعقولكم لكلّ من أتاكم مسترشدا ..

فما خرج من بيوتكم إلا وقد عرف السّبيل الّتي سيسلكها ..

وما أخذ من عقولكم إلا النّور الّذي به سيسرجها ...

لقد استثمرتم من أوقاتكم القدر الكبير لخدمة الخلق ..

وأنفقتم من أموالكم الشّيء الكثير لنشر الهدى والحقّ ...

لقد انتهجتم درب الدّعوة إلى الله ..

وأنتم تعلمون تمام العلم أنّكم ستتعرّضون في دربكم للأذى من السّفهاء ..

معترفين بما يفعلونه بأنّكم غلبتموهم بما قدّمتموه من برّ وعطاء ..

فما توانيتم ، بل سرتم بكلّ ثقة مستعينين بالله لمواجهة أشدّ أنواع البلاء ...

الفنّانون والممثّلون تُدفع لهم الأموال الطّائلة لنشر مقطع من ( فيديو كليب ) أو مسلسل ..

وأنتم تدفعون الأموال الطّائلة لنشر درس يوصلنا للسّلوك الأمثل ...

ولكن ربّما سيدفعون الثّمن أضعافاً مضاعفة نتاج ما يعرضون وينشرون ..

وأنتم بإذن الله ستأخذون الأجر أضعافاً مضاعفة نتاج ما تبذلون وتدفعون ...

فبعد كلّ ما تميّزتم به من سموّ ونقاء ..

بعد ما جهدتم وتعبتم لنشر الدّين هنا وهناك ، بل في كلّ الأرجاء ..

كيف يمكننا أن نكافئكم على جزء ممّا تبذلونه من العطاء ؟! ...

فما تنثرونه من درر ..

وما يتركه بريقها من أثر ..

لا يمكن أن يكافئكم عليه أحدٌ من البشر ...

لذلك عملاً بقول المصطفى «ومَنْ صنَع إِلَيْكُمْ معْرُوفاً فَكَافِئُوهُ ، فَإِنْ لمْ تَجِدُوا مَا تُكَافِئُونَهُ

 

به ، فَادَعُوا لَهُ حَتَّى تَرَوْا  أَنَّكُمْ قَدْ كَافَأْتُموهُ » حديِثٌ صَحِيحٌ ، رواهُ أَبُو داود ،والنسائي بأسانيد الصحيحين .

 

نقول لكم أيّها العلماء ..

جزاكم الله عنّا خير جزاء ..

فالّذي يوفيكم حقّكم من الأجر هو وحده ربّ الأرض والسّماء ...

أدامكم لنا ذخرا ..

وزادنا بأعماكم فخرا ...

وجمعنا بكم مع أنبيائه وأحبابه في أعالي فردوسه ، بعد أن يكون قد جعلنا ممّن فعلوا لأنفسهم خيرا ، فوجدوه عنده أعظم أجرا ...

 

 

 

 

 

 

 التعليقات: 0

 مرات القراءة: 2695

 تاريخ النشر: 13/04/2008

ملاحظة:
الآراء المنشورة لاتعبر بالضرورة عن رأي الموقع أو القائمين عليه، ولذا فالمجال متاح لمناقشة الأفكار الواردة فيها في جو من الاحترام والهدوء ونعتذر عن حذف أي تعليق يتضمن:
1- يحتوي على كلمات غير مهذبة، ولو كانت كلمة واحدة.
2- لايناقش فكرة المقال تحديداً.

 

 1417

: - عدد زوار اليوم

7404119

: - عدد الزوار الكلي
[ 65 ] :

- المتصفحون الآن

 


العلامة الشيخ محمد حسن حبنكة الميداني


العربيــة.. وطرائق اكتسـابها..
المؤلف : الدكتور محمد حسان الطيان








 
   

أحسن إظهار 768×1024

 

2006 - 2015 © موقع رسالتي ، جميع الحقوق محفوظة

 

Design & hosting by Magellan