::: موقع رسالتي - رؤية جديدة في الخطاب الإسلامي :::

>> أقلام نسائية

 

 

صرخة شاب

بقلم : ديمة هديب  

 

جاء متجهماً فسألته ما بك؟

قال: هي القصة ذاتها والموضوع نفسه

قلت: هل من جديد؟

قال: لا،أبداً، هي نفس الشروط... وبدأ يعدد : ( يريدون بيتاً وسيارة ومجوهرات وتكاليف ما أنزل الله بها من سلطان وكل شيء ينبغي أن يكون أفضل من أفضل صديقاتها وقريباتها...)

 كان كل ما فيه ينطق ويقول يكفيني هذا فالفساد في كل مكان وأنا أريد أن أعِفَّ نفسي، ورأيت في عينيه شيئاً لم أره من قبل وكأن هاتين العينين تتوسلان وتطلبان الرحمة ، ولسان حالهما يقول: نعم سأطبق العلاج النبوي ولكن هل طبقتم أنتم ما قال النبي صلى الله عليه وسلم!! بالتأكيد لم تطبقوه ولو فعلتم لما سرت المشكلات في البيوت كما تسري النار في الحطب..

هل تعلمون قصة من هذه؟!

هذه ليست قصة خيالية ولا مأساة من مآسي شعوب افريقيا؛ هذه صرخة شاب يريد الزواج ولا يستطيع، يريد تكوين أسرة ولا يقدر، يريد حضناً دافئاً يأوي إليه ولا يجد، يريد أطفالاً يجعلوا حياته جنة فلا يحصل عليهم.. فماذا يفعل؟! بالتأكيد يصبر ويطبق العلاج النبوي بالصيام وغض البصر ولكن هل طبق الآباء والأمهات"إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوا تكن فتنةٌ في الأرض وفسادٌ عريض" صدقت فداك نفسي يا رسول الله،فهذا ما يحصل فتنة وفساد.. وكم يمتلئ الصدر غماً وكم تفيض العين دمعاً وكم ينتفض القلب ألماً من رؤية شباب المسلمين وقد أحاطت بهم الفتن من كل مكان وزادها الأهل بغلاء المهور، فهل السعادة في المال أم في كثرة الثياب أم في الأثاث الفاخر أم في المركب المجهز بأحدث التقنيات؟! لا والله ما في هذا كله السعادة وإنما السعادة في تقوى الله ورضوانه فأسرة بلا تقوى كبيت حوله حديقة رائعة لكن هذا البيت ليس له سور فيدخله اللصوص متى أرادوا فما فائدة الحديقة الرائعة؛ فالبيت هو الأسرة والحديقة هي المال والمظاهر الاجتماعية أما السور فهو التقوى فما فائدة الحديقة بلا سور وبلا أمان وبلا اطمئنان

فلماذا نضيق على الشباب؟!لماذا نحرفهم بأيدينا؟!

أتدرون أيها الآباء أنكم تقتلون أبناءكم بأيديكم فالضرر سيعود على ابنتكم لأنها ستحيا في مجتمع قلَّت فيه نسبة الزواج وأصبح الشباب لاهياً عابثاً يسير وراء أهوائه ونزواته.

فالرفق الرفق في الشباب،فإن لم نأخذ نحن بأيديهم أخذ غيرنا بأيديهم ولكن لا ندري إلى أين!! والرفق الرفق بالفتيات فما منعهن إلا الحياء، ولو تكلمن لقلن لا يعني لنا المال شيئا إنما نريد العفة والستر..

فهلا نظرة رحمة منكم أيها الآباء والأمهات،ألا تخففون عن شباب المسلمين هذه التكاليف وتساعدوهم أيضاً فمن الناس من يدفع الملايين في تجديد فرش المسجد ويبخل ببعض الألوف لتزويج شاب وفتاة وقد وقعنا فيما قال الامام أبو حامد الغزالي:" إن من جملة الشرور ترك الترتيب بين الخيرات".

فهلا وضعنا نصب أعيننا رضا الله وساعدنا شاباً وفتاة في تأسيس أسرة صالحة تكون لبنة في مجتمع مسلم تحيا حياة التكافل والصلاح ويبقى الرزق على الله وهو الرزاق العليم...

 التعليقات: 0

 مرات القراءة: 2779

 تاريخ النشر: 05/04/2008

ملاحظة:
الآراء المنشورة لاتعبر بالضرورة عن رأي الموقع أو القائمين عليه، ولذا فالمجال متاح لمناقشة الأفكار الواردة فيها في جو من الاحترام والهدوء ونعتذر عن حذف أي تعليق يتضمن:
1- يحتوي على كلمات غير مهذبة، ولو كانت كلمة واحدة.
2- لايناقش فكرة المقال تحديداً.

 

 820

: - عدد زوار اليوم

7401735

: - عدد الزوار الكلي
[ 56 ] :

- المتصفحون الآن

 


العلامة الشيخ محمد حسن حبنكة الميداني


العربيــة.. وطرائق اكتسـابها..
المؤلف : الدكتور محمد حسان الطيان








 
   

أحسن إظهار 768×1024

 

2006 - 2015 © موقع رسالتي ، جميع الحقوق محفوظة

 

Design & hosting by Magellan