::: موقع رسالتي - رؤية جديدة في الخطاب الإسلامي :::

>> كلمة المشرف

 

 

Muhammad: A Prophet for Our Time " محمد نبي هذا العصر "

بقلم : الشيخ محمد خير الطرشان  

Muhammad: A Prophet for Our Time"" محمد نبي هذا العصر "

عنوان كتاب صدر حديثاً للمستشرقة الإنجليزية المتخصصة في تاريخ الأديان، والراهبة السابقة التي تدعى "كارين آرمسترونج" .

في هذا الكتاب دافعت المستشرقة الإنجليزية عن الإسلام وعن الرسول محمد صلى الله عليه وسلم ببسالة وموضوعية وكأنها شيخ معمم وداعية إسلامي ، تناولت فيه الحديث عن مراحل هامة في التاريخ الإسلامي واصفة سيدنا محمداً صلى الله عليه وسلم بالمتسامح والودود ، لاحتوائه أدياناً أخرى ، على عكس المسيحية التي كانت في أوروبا القرون الوسطى ..

وفي القاهرة صدر كتاب " الحب والجنس في حياة النبي" لكاتبة مصرية مسلمة وهي خريجة كلية الآداب جامعة الإسكندرية قسم علم النفس، وصدر الكتاب عن دار "حوار" ... الكتاب أُثيرت زوبعه كبيرة حوله فاختيار الكاتبة لعنوان كتابها "الحب والجنس في حياة النبي" محاولة واضحة لإثارة الرأي العام وجذب القارئ وتحقيق رواج الكتاب وشهرة الكاتبة ، وتنفيذ أوامر صادرة من جهات تعمل في الخفاء لبث روح النزاع والخصومات والفرقة في صفوف المسلمين ، مع تعمُّد أن تكون هذه الزوبعة من صناعة إسلامية وإخراج عالمي مكشوف ومفتضح ...

وليت هذا الكتاب تحدث عن الجانب التشريعي للحب والعلاقة الجنسية المنضبطة في المفهوم الإسلامي وفق ما كان عليه رسول الله و أصحابه ، وليته جعل شخصية الرسول المثل والقدوة في العلاقة الأسرية والزوجية ، انطلاقاً من الحديث الصحيح : " خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي " لكن الكاتبة شرد بها الفكر والقلم شرود البعير الضال فاختارت عناوين مثيرة ومهيجة ، في محاولة لتأكيد ماذهب إليه بعض المستشرقين غير المنصفين من أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان رجلاً شهوانياً .. وهذا ما عملت عليه الكاتبة حينما أفردت صفحات تتناول فيها العناوين التالية المثيرة للجدل : "مهارة على الفراش" والتي تتناول فيه أوضاع الجماع، "فن الشهوة"، "الجنس على الهواء"، "ثقافة الجنس"، و"القبلة الفرنسية"، "أسرع طريق للنشوة الجنسية"، وفصل "محنة الحبيبة" الذي تتناول فيه حياة السيدة عائشة رضي الله عنها، وفصل "صور البخاري الجنسية الكاذبة"، و"معدل زواج النبي"، وفصل بعنوان "هل خانت عائشة النبي"، وكذلك "فن القبلة الطريق للانسجام الجنسي". وبلغ من تطاولها على الإمام البخاري أن وصفته بأنه"فارسي شعوبي" حاقد على العروبة والعرب ، وكان بروايته لأحاديث نبوية في الجنس، وأحاديث تخص المرأة منسوبة إلى الرسول ، يريد أن يسييء إلى شخصية الرسول وتاريخه.. وتصويره للنبي عليه الصلاة والسلام بأنه كان " فالنتينو" عصره ، وشخصية شبقة جنسياً، لا هم له إلا ممارسة الجنس مع النساء ليل نهار، منصرفاً عن أمور الدعوة والجهاد وبناء الدولة الإسلامية الجديدة...

وهكذا يبدو الفارق كبيراً بين الكتابين ، الأول يبرز جوانب الكمال في شخصية النبي صلى الله عليه وسلم ، ويصدر من كاتبة غير مسلمة ، والثاني يحاول تشكيك المسلمين بشخصية نبيهم و يوجه التهم والافتراءات ، ويشوش على الناس أفكارهم ومعتقدهم ، لكن المشكلة الكبرى أن يصدر هذا الكتاب من كاتبة عربية مسلمة من جوار الأزهر الشريف !!!

هكذا يستمر الصراع العدواني في مواجهة الحق والنور ، فلم تكد تهدأ حملة إعادة نشر الرسوم المسيئة في الصحف الدنمركية ، حتى ظهر فيلم " الفتنة " في هولندا ، وفي خضم هذا الصراع يظهر كتاب هذه الملفقة الأفاكة الآثمة ، في محاولة لسحب الأنظار من أوربا والعالم الغربي إلى عقر بلاد العرب وقلعة المسلمين ، إلى جوار الأزهر الشريف ، الذي يئن من تجاوزات بعض الكتاب ومحترفي التشكيك الفكري ، ومروجي بضائع الغرب الفاسدة والكاسدة في السوق الرائجة الخصبة ، وتجار الفتاوى المثيرة ، تحت عناوين براقة تصدر من أسماء طنانة رنانة مذيلة بالمفكر الإسلامي أو الداعية الإسلامي .

إن ما ارتكبته هذه المزورة للـتاريخ والحقائق والأحكام لا يقل خطورة عن أولئك الحاقدين في عالم الغرب والطغيان المادي الممزق أخلاقياً و الضائع عقدياً والمفكك أسرياً .

إن البكاء على واقع الأمة وأحوالها المأساويةلم يعد مجدياً ، ولا بد من مشروع نهضوي يوقظ الأمة من سباتها ، ويأخذ بها إلى عالم من اليقظة الدائمة ، فكفانا نوماً وغياً وبعداً عن جادة الحق وطريق الصواب ، وكفانا تحميلاً لأخطائنا على الشماعة الغربية المعادية ، وكفانا غرقاً في دوامة المؤامرة وفكر التربص بهذه الأمة ، وكفانا ترداداً لمصطلحات مثل : " الهجمة الشرسة ، المنعطفات الخطيرة  "

وعلينا أن نضع الخطط المحكمة للعودة بركب هذه الأمة إلى المقدمة ، والانتقال من ساحة التنظير إلى واقع التطبيق ، و من الأحلام إلى الواقع ، ومن التأملات إلى الإنجازات ، ومن الأمل إلى العمل ، وأن نبدأ السير بخطوة عملية تجعل منطلقها الأساس التخلص من الأنا وحب الذات ، والابتعاد عن مفهوم التفاضل : " من معي ؟ ومع من أنا ؟  ومن ليس معي فهو ضدي " وعلينا أن نخرج من نفق الجماعات المظلم ، ومن ضيق الخلاف المذهبي إلى سعة الرؤية الشمولية الموحدة والجامعة ، وأن نتناسى كل محطات التراجع إلى الوراء لنقلع إلى الأفق بصفاء ونقاء ، مستعينين بالله تعالى ..

وبالله التوفيق ,

 

 التعليقات: 1

 مرات القراءة: 4279

 تاريخ النشر: 17/04/2008

2012-01-29

علا عبد الله صبَّاغ

جزاك الله خيراً.. مقال وكأنه موجّه في عصرنا هذا ويومنا هذا لمن يتسلحون بقناع اسمه "الإسلام" ويعملون ما يحلو لهم.. كيف لم ترتدع الكاتبة المصرية عن مثل هذه الكتابات والعناوين التي اختارتها.. ويا ليتها تحدثت عن سيرته النبوية الطاهرة وعن حياته.. برأيي ما قامت به هو استخدام جشع لكلمات من أجل دنانير قليلة في سبيل إغراء القارئ لانتقاء هذا الكتاب والترويج له. حسبي الله ونعم الوكيل..

 

ملاحظة:
الآراء المنشورة لاتعبر بالضرورة عن رأي الموقع أو القائمين عليه، ولذا فالمجال متاح لمناقشة الأفكار الواردة فيها في جو من الاحترام والهدوء ونعتذر عن حذف أي تعليق يتضمن:
1- يحتوي على كلمات غير مهذبة، ولو كانت كلمة واحدة.
2- لايناقش فكرة المقال تحديداً.

 

 1603

: - عدد زوار اليوم

7404863

: - عدد الزوار الكلي
[ 48 ] :

- المتصفحون الآن

 


العلامة الشيخ محمد حسن حبنكة الميداني


العربيــة.. وطرائق اكتسـابها..
المؤلف : الدكتور محمد حسان الطيان








 
   

أحسن إظهار 768×1024

 

2006 - 2015 © موقع رسالتي ، جميع الحقوق محفوظة

 

Design & hosting by Magellan