::: موقع رسالتي - رؤية جديدة في الخطاب الإسلامي :::

>> قطوف لغوية

 

 

قصة للعبرة

بقلم : غفران  

 

فاعتبروا يا أولي الأبصار

كيف مات أبو لهب

 

يقول أبو رافع مولى رسول الله ( صلى الله عليه وسلّم  ) الذي كان مولى للعباس قبل أن يهبه العبّاس لرسول الله :

كنت رجلاً ضعيفاً نحيفاً أساعد أمّ الفضل وأعمل ما يأمرني به العبّاس بن عبد المطلب من أعمال أقدر عليها 0

وكنا جالسَين أنا وأم الفضل في حجرة زمزم مهمومين , فقد نقلت تلك الأخبار والإشاعات إلينا أن العبّاس قد أُسر هو وابن أخيه , وبينما نحن جالسان إذ أقبل أبو لهب يجر رجليه جراً والشرر يتطاير من عينيه , ثم جلس عندنا , وجاء آخرون فجلسوا , وشاهد الناس غباراً يقترب رويدا ً رويداً , فلما دنا شاهدنا فارساً مقبلاً ينهب الأرض نهبا , وحين اقترب عرفه أبو لهب  فصاح : هذا أبو سفيان ابن أخي الحارث 0 ولما وصل شاهدناه معفّر الثياب ينطق وجهه بالذعر والخوف , وأسرع أبو لهب كمن وقع على مصدر رئيسي للأخبار , وصاح يقول لأبي سفيان :

-         يا ا بن أخي , هلمّ إليّ , فعندك لعمري الخبر ؟

-         وجلس أبو لهب إلى ابن أخيه يستمع له والناس قيام حوله , وسأله قائلاً :

-         - يا بن أخي , أخبرني كيف كان أمر الناس ؟

قال أبو سفيان بن الحارث : - والله ما هو إلا أن لقينا القوم .. حتى منحناهم أكتافنا يقتلوننا كيف شاؤوا , ويأسروننا كيف شاؤوا ونظرت أم الفضل إليّ بسرور , وهي تتابع باهتمام حديث أبي سفيان , وتسترق النظر إلى وجه أبي لهب الذي كان يتجهم ويزرقّ ويحمر ّ غيظاً وخنقاً 0

وتابع أبو سفيان : وايم الله مع ذلك ما لمت الناس , لقينا رجالاً بيضاً على خيل بلق بين السماء والأرض لا يقوم لها شيء , قال أبو رافع :

-         فلم أتمالك نفسي من الفرح فصحت : تلك والله الملائكة 0

-         فرفع أبو لهب يده فضرب بها وجهي ضربة آلمتني كثيراً , فهجمت عليه أريد الرد عليه , فاحتملني وضرب بي الأرض ثمّ برك عليّ يضربني , وكان غليظاً قوياً , وكنت نحيفاً ضعيفاً , وحين رأت أم الفضل ما نالني منه من ضربٍ وأذى قامت إلى عمود من عمد البيت فأخذته ورفعته بكلتا يديها وانهالت به على رأس أبي لهب بكل ما تملك من قوة , فشجته شجةً منكرةً شديدة وقالت :

-         استضعفته أن غاب عنه سيده 0

-         فقام أبو لهب والدماء تسيل من رأسه وقد غطّت وجهه وثيابه , وتماسك بصعوبة وقد انتابه الدوار , ثمّ مضى مولّيا ذليلاً لا تكاد رجلاه تحملانه 0

  ويكمل أبو رافع :

-         فوالله ما عاش سبع ليالٍ حتى رماه الله بالعَدَسة – هي قرحة تتشائم بها العرب – فتباعد عنه الناس حتى أهله وبنوه , وظلّ منبوذاً حتى قتله الله 0

ويذكر الرواة أنّ ولديّ أبي لهب وأهله تركوه بعد موته ثلاثة أيام بدون دفن حتى أنتن وتحول إلى جيفة قذرة خوفاً من أن تصيبهم العدسة , وظلّ كذلك إلى أن قال رجل من قريش لولديه :

-         ويحكما , ألا تستحيان أن أباكما قد أنتن في بيته لا تدفنانه؟

      فقالا :

-         أننا نخشى عدوة هذه القرحة 0

فقال لهما :

-         انطلقا فأنا أعينكما عليه 0

ويكمل أبو رافع :

-         فوالله ما غسلوه إلا قذفاً بالماء ما يدنون منه , ثمّ حفروا له حفرة ودفعوه بعود في حفرته , ثمّ قذفوه بالحجارة من بعيد حتى وارَوْه0

-         هذه كانت نهاية ذلك الطاغية المتبجح في عداوته لله ورسوله , ذلك الضال المضل الذي آذى الرسول كثيراً وقد صدق قول الله عز وجل   {... فَمَا جَزَاء مَن يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنكُمْ إِلاَّ خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ وَمَا اللّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ} (85) سورة البقرة

 

تعقيب : لعله يكون في هذه القصة عبرة للمعتبرين , ولأولئك الآثمين , أمثال ذلك الرسام والصحفيين , من أهل السويد والدنماركيين , وكل من تسوّل  له نفسه النيل من شخص الرسول الكريم , أولئك الجاهلين أو المتجاهلين , لقول الرحمن الرحيم  {إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ} (95) سورة الحجر

 التعليقات: 0

 مرات القراءة: 2737

 تاريخ النشر: 05/05/2008

ملاحظة:
الآراء المنشورة لاتعبر بالضرورة عن رأي الموقع أو القائمين عليه، ولذا فالمجال متاح لمناقشة الأفكار الواردة فيها في جو من الاحترام والهدوء ونعتذر عن حذف أي تعليق يتضمن:
1- يحتوي على كلمات غير مهذبة، ولو كانت كلمة واحدة.
2- لايناقش فكرة المقال تحديداً.

 

 1065

: - عدد زوار اليوم

7447907

: - عدد الزوار الكلي
[ 43 ] :

- المتصفحون الآن

 


العلامة الشيخ محمد حسن حبنكة الميداني


العربيــة.. وطرائق اكتسـابها..
المؤلف : الدكتور محمد حسان الطيان








 
   

أحسن إظهار 768×1024

 

2006 - 2015 © موقع رسالتي ، جميع الحقوق محفوظة

 

Design & hosting by Magellan