::: موقع رسالتي - رؤية جديدة في الخطاب الإسلامي :::

>> كلمة المشرف

 

 

المراسلة والمحادثة بين الشباب والبنات في الميزان الشرعي ..

بقلم : الشيخ محمد خير الطرشان  

 
" إذا أراد الله بعبد خيراً بصَّره بعيوب نفسه "

الإنترنيت وسيلة للبحث العلمي والتواصل ونشر المعلومة وتبادل الثقافة ، خدم الإنسان كثيراً ، واختصر المسافات البعيدة بين الأمم والشعوب ، وقدَّم للإنسان خلاصة تجارب الآخرين ، وقرَّب البعيد وجمع المتناثر ، واستخدمه الشباب والبنات والكبار والصغارعلى السواء ...فهل كان وجوده خيراً أو شراً ؟ولماذا تحول إلى أداة تسلية وترفيه وضياع للأخلاق والفضيلة ؟ ولماذا أراده البعض سبباً من أسباب الانحراف السلوكي والخلقي ؟

هذا ما نحاول الإجابة عنه من خلال هذه الزاوية.
يقول الإمام الرفاعي نقلاً عن شيخه : " ملتفت لا يصل ، ومشكك لا يفلح ، ومن لم يدرك النقصان من نفسه فكل أوقاته نقصان "
جميل جداً في السلوك الإنساني أن يبصر الإنسان أخطاءه ، ويقف عندها مستفيداً ، والأجمل من ذلك أن يبحث عن حلول ومخارج من روح الشريعة الغراء ، مع مراقبة لله تعالى ..
الله سبحانه وتعالى يقول : " إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولاً" ويقول : " يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور" ويقول مخاطباً النساء : " ولا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض وقلن قولاً معروفاً "
لو جعلنا هذه الآيات منهجاً لنا في الخطاب والمراسلة مع الأجانب والاشتراك في المدونات أو المحادثة أو غيرها لسيطرنا على كثير من المشكلات، لأنها إن بقيت في الحدود المنضبطة ، وانحصرت في إطار ما يقتضيه التعامل والخطاب بقصد الدعوة والنصح والإرشاد فلا بأس بها والاستمرار عليها ، و أما إن لم تكن منضبطة فنخشى أن تكون مطية يوصلنا بها الشيطان أو النفس والهوى إلى ما لا تحمد عقباه.
والقاعدة الفقهية تقول : " درء المفاسد مقدم على جلب المصالح " والمراسلة بمختلف أنواع التصنيفات الفنية،المكتوبة و الصوتية والمرئية، تؤدي إلى إغراء كل من المتخاطبَيْن بالآخر ، وتساعد على التمادي والغواية، والاقتراب من خطوات الشيطان وقد نهانا الله تعالى عن اتباع خطوات الشيطان فقال تعالى {ولا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ} وقال: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَنْ يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ}، والأَوْلى الابتعاد عن ذلك وتركه إلا لضرورة ، حتى لا ينجر المرء إلى ما بعد ذلك من التدرج في موضوعات المراسلة إلى ما نهى الله عنه، وقد ثبت بالتتبع أن المحادثة بين الشباب والبنات عبر الانترنيت لا تأتي بخير إلا في حالات نادرة ..والنادر عند الفقهاء لا يقاس عليه ولا يبنى عليه حكم شرعي ، وبناء عليه وعلى معطيات الواقع فإن الأولى والأحوط والأ تقى الامتناع عن هذه الأساليب لأنها تؤدي الى مشكلات سلوكية واجتماعية ، أما إذا كانت هناك ضرورة وتمت المحادثة والتواصل بضوابطها الشرعية فلا بأس ، مع الحفاظ على تقوى الله تبارك وتعالى والحشمة والأدب في التعبير ، وتجنب المثيرات الكلامية والأساليب الغرامية التي توقع كلاً من المتخاطبين في شباك الآخر .. والله الموفق والهادي إلى الصواب .




 التعليقات: 0

 مرات القراءة: 4425

 تاريخ النشر: 18/05/2008

ملاحظة:
الآراء المنشورة لاتعبر بالضرورة عن رأي الموقع أو القائمين عليه، ولذا فالمجال متاح لمناقشة الأفكار الواردة فيها في جو من الاحترام والهدوء ونعتذر عن حذف أي تعليق يتضمن:
1- يحتوي على كلمات غير مهذبة، ولو كانت كلمة واحدة.
2- لايناقش فكرة المقال تحديداً.

 

 1265

: - عدد زوار اليوم

7445607

: - عدد الزوار الكلي
[ 60 ] :

- المتصفحون الآن

 


العلامة الشيخ محمد حسن حبنكة الميداني


العربيــة.. وطرائق اكتسـابها..
المؤلف : الدكتور محمد حسان الطيان








 
   

أحسن إظهار 768×1024

 

2006 - 2015 © موقع رسالتي ، جميع الحقوق محفوظة

 

Design & hosting by Magellan