wwww.risalaty.net


126 :

رقـم الفتوى

حكم الاستغلالي الحسود الحقود :

عنوان الفتوى

2008-02-28 :

تاريخ الفتوى

السلام عليكم حضرة الشبخ المحترم ما رأيك بإنسان استغلالي حسود حقود غيور تفوح منه رائحة الشر يحاول كسب قلوب الناس بإغرائهم بالمال وغير ذلك من الأمور التي نعرفها عند المستغلين ، وقد استطاع أن يكوِّن حوله فئة من المنتفعين والطامعين أصحاب القلوب المريضة والإيمان الضعيف والأهواء المشبوهة ، أعمالهم وتصرفاتهم أشبه بأعمال العصابات التي تترصد الآخرين للإيقاع بهم زوراً وبهتاناً وضلالاً . كيف برأيك نستطيع الوقوف في وجه هذا الإنسان الذي لا يخشى الله تعالى ويسعى في إضلال حاشيته وإغوائهم وجرِّهم إلى حتفهم ويحثهم على سوء الظن بالناس وإيقاع الفتن فيما بينهم والنيل من أعراضهم ؟ وجزاكم الله خيراً على نصائحكم وإرشاداتكم .

:

السؤال

الحمد لله والصلاة والسلام على سيـدنا رسول الله ، وعلى آله وصحـبه ومن والاه ، وبعد : من أخطر الأمراض القلبية التي ابتلي بها أبناء هذه الأمة التباغض والتحاسد وتمني زوال النعمة عن أصحابها مما حذر منه النبي صلى الله عليه وسلم بقوله : "لا تباغضوا ولا تحاسدوا ولا تقاطعوا وكونوا عباد الله إخواناً ، ولا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث ". وقد حرم الإسلام الحسد سواء كانت نعمة دينية أو دنيوية ، أدبية أو مادية ، علمية أو اجتماعية ، لقول الله تعالى : " أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضلهفقد آتينا آل إبراهيم الكتاب والحكمة وآتيناهم ملكاً عظيماً " والحسد من الكبائر ، لأنه يقضي على الحسنات كما تقضي النار على الحطب والعشب اليابس .والضرر الحاصل من الحسد يلحق الحاسد أولاً ، فيكون أثره عليه مثل الوباء الذي يدمر صاحبه مباشرة ، أما بالنسبة للمحسود فإنه لا يتضرر إلا بإذن الله تعالى ومراده ومشيئته ، وفعل الحسد في المحسود غير محقق الأثر ، على عكس الحاسد فإن الضرر فيه محقق وواقع لا محالة . لذلك أنصح من كانت هذه صفته أن يعود إلى رشده وصوابه ويتقي الله تعالى ولا يسىء الظن بالناس ، وليهتمَّ بخاصة نفسه ، وإلا فليأذن بحرب من الله ورسوله لأنه يمارس عمل الإفساد في الأرض ، كما أنصح من حوله أن لا يكونوا أداة يتلاعب بها حسب أهوائه وشهواته ، وأن لا يقبلوا بأن يكونوا كالكرة يقذفها من هنا إلى هناك ، وبذلك يخسرون الدنيا والآخرة .. وأخيراً إساءة الظن بالمسلمين خطر عظيم واتهامهم بالباطل يُخشى على صاحبه من سوء الخاتمة ، وهل شققنا على قلوب الناس حتى نتهمهم ونقذفهم بالباطل ؟ وقد حرم الإسلام إساءة الظن بالناس لما فيه من الاتهام الكاذب والافتراء والبهتان ، قال تعالى : " يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيراً من الظن إن بعض الظن إثم " وقال عليه الصلاة والسلام : " إياكم والظن فإن الظن أكذب الحديث " فلنتق الله تعالى في الأطهار والأتقياء من المسلمين ولنحسن الظن بهم حتى لا نقع في شر أعمالنا ونحبط ثوابها .. والله تعالى أعلم .

:

الفتوى