wwww.risalaty.net


التواصي بالحق و الصبر


بقلم : الشيخ محمد خير الطرشان

 

خطبة الجُمعة بتاريخ 29 / 6 / 2012
في جامع العثمان بدمشق
الحمد لله ثم الحمد لله، الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله، يا ربَّنا لك الحمدُ كما ينبغي لجلالِ وجهكَ وعظيمِ سلطانك، سُبحانكَ لا نحصي ثناءً عليك أنت كما أثنيتَ على نفسك.. وأشهدُ أن لا إله إلا الله وحده لا شريكَ له، لهُ الملك ولهُ الحمد يُحيي ويميتُ وهو على كل شيءٍ قدير، وأشهدُ أن سيِّدنا ونبيِّنا وحبيبنا مُحمَّداً عبدُه ورسولُه وصفيُّه وخليلُه.. اللهُمًّ صلِّ وسلِّم وبَارك على هذا النبيِّ الكريم، صلاةً تنحَلُّ بها العُقَدُ، وتَنْفَرجُ بها الكُرَبُ، وتُقْضى بها الحوائجُ، وتُنَال بها الرغَائبُ وحُسنُ الخَواتيم، ويُستسقَى الغَمَامُ بوجْهِهِ الكريم، وعَلى آلهِ وصحبهِ وسلِّم تسليماً كثيراً..
أما بَعْدُ فيا عباد الله: أُوصي نفسي وإيَّاكم بتقْوَى الله تعالى.. وأحُثُّكم على طاعَتِهِ والتَمَسُّكِ بكتابهِ، والالتزامِ بسُنَّةِ نبيّهِ سيدنا محمدٍ صلَّى الله عليهِ وسلَّم ومنهاجِه إلى يومِ الدِّين..
فقد جاء عن سيدنا رسو الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم قوله: تركت فيكم ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي: كتاب الله وسنتي.
أيها الإخوة المؤمنون: يقول ربنا تبارك وتعالى في سورةالعصر: وَالْعَصْرِ‌﴿١﴾ إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ‌﴿٢﴾ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ‌ ﴿٣
يُقسم ربنا سبحانه وتعالى بالعصر، وهو من الأزمنة الشريفة، كما أقسم الله سبحانه وتعالى بالضحى، وبالليل، والنهار من الأزمنة، وكما وأقسم سُبْحَانهُ وتَعَالى بأمور عظيمة كالتين والزيتون، فقال: وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ ﴿١﴾ وَطُورِ‌سِينِينَ ﴿٢.
أقسم الله سُبْحَانهُ وتَعَالى بالعصر تنبيهاً لشرف الزمان، وتعظيماً إلى قيمة الوقت في حياة الإنسان: إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ‌إِلَّا.. استثنى الله سُبْحَانهُ وتَعَالى من الخسران أربعة أصناف: الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ‌ أربعة أصناف ينجون من الخسران المبين الذي أقسم ربنا سُبْحَانهُ وتَعَالى بأنه واقع.. وهذان أمران أساسيان يكمل بهما الإنسان ذاته: الإيمان والعمل الصالح، مهما كان الإنسان ذا عملٍ صالح فإنه لا ينفع إلا نفسه، إذا كان مسبوقاً بالإيمان.
وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ: و هذان‌أمران يكمل بهما الإنسان غيره: التواصي بالحق، والتواصي بالصبر.. والحق من أسماء الله سُبْحَانهُ وتَعَالى وهو واحد لا يتعدد، ليس له ثالث أبداً. فإما أن يكون الأمر حقاً، وإما أن يكون باطلاً. فالتواصي بالحق كالتواصي بالتقوى، أن يوصي المؤمن أخاه بتقوى الله، فقد كان السلف الصالح رضي الله عنهم إذا كتب أحدهم كتاباً أو أرسل له يقول: أوصيك بتقوى الله تعالى في السر والعلن، وفي السفر والحضر..
وليس أمر التقوى أمراً هيناً أيها الإخوة،لأن مدار الدين كله يقوم على التقوى، والتقوى أن يراك الله حيث أمرك، وأن يفقدك حيث نهاك. فأن يوصي الإنسان المؤمن أخاه، وجاره، وشريكه، وزوجه، وولده بتقوى الله تعالى فهذا من علامات النجاح.
وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ:‌ والصبر يكون على الطاعة ويكون عن المعصية، يصبر الإنسان على الطاعة، أي: على فعلها وأدائها، ويصبر عن المعصية، أي: يبتعد عنها وعن الوقوع فيها. وهذا الصبر أمرٌ جوهريٌ في حياة الإنسان المؤمن.
والنوع الثالث من الصبر هو الصبر على أقدار الله تعالى، فما قُدّر كائن، حتى اللقمةَ التي يمضغها الإنسان المؤمن قُدّرت له، فما قُدّر لماضغيك أن يمضغاه فلا بُدّ أن يمضغاه، وما كان لك سوف يأتيك على ضعفك، وما لم يكن لك لن تناله بقوتك.
فإذا تنافس المتنافسون في الدنيا فلنتنافس في الآخرة، كما كان يقول عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: إذا تنافس الناس في الدنيا، فنافسهم في الآخرة. ﴿وَفِي ذَٰلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ﴾ المنافسة لا تكون على حطامٍ زائل، ولا على دنيا فانية، إنما المنافسة تكون بالعمل الصالح، في عمل البر والخير والفضيلة والإحسان و ما ينفعُ الناس، وخاصةً الضعفاءَ منهم والعجزةَ وغير القادرين على بلوغ حاجاتهم وغاياتهم. فالمؤمن نفّاعة، وقد بين النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم أن ((خير الناس انفعهم للناس))، ومن نعم الله سُبْحَانهُ وتَعَالى على المؤمن أن يكون نفّاعة، وأن يكون مفتاحاً للخير مغلاقاً للشر، فقد جاء في الحديث  عَنْ سَهْلِ بن سَعْدٍ، عن النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " عِنْدَ اللَّهِ خَزَائِنُ الْخَيْرِ وَالشَّرِّ، مَفَاتِيحُهَا الرِّجَالُ، فَطُوبَى لِمَنْ جَعَلَهُ مِفْتَاحًا لِلْخَيْرِ وَمِغْلاقًا لِلشَّرِّ، وَوَيْلٌ لِمَنْ جَعَلَهُ مِفْتَاحًا لِلشَّرِّ وَمِغْلاقًا لِلْخَيْرِ".
المؤمن نفّاعة بيده مفاتيح الخير، يفتح بها، ويطرق أبواب الخير، فطوبى لمن جعله الله سُبْحَانهُ وتَعَالى مفتاحاً للخير، يدل على الخير، يعمل الخير، يوصل الخير إلى الناس، طوبى لمن كانت هذه مهمته. وقديماً قالوا: مقامك حيث أقامك، فإذا أقامك الله في خدمة الناس، وبذل النصح لهم، ومدّ يد العون والمساعدة لهم، والوقوف في الأزمات إلى جانبهم، فاعلم أنه مقامك المُرتضى، ومقامُك الخيِّر الذي اختاره الله سُبْحَانهُ وتَعَالى لك.
مقامك حيث أقامك، فمن أقامه الله بأن يكون مفتاحاً للخير فهنيئاً له، ومن كان مفتاحاً للشر فليعلم أن مقامه في الآخرة كمقامه في الدنيا، بل إن مقام الدنيا صورةٌ مصغرة عن مقامه في الآخرة، أي: عن المصير الذي أعده الله سُبْحَانهُ وتَعَالى لكل منا. فواجب المسلم إذاً أن يكون نفّاعة لإخوانه، لأهله، لمجتمعه، لوطنه، وقد قال النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم (( من استطاع منكم أن ينفع أخاه فليفعل ) رواه مسلم.
وقد تنصرف مفاهيمنا من مفهوم النفع إلى الجانب المادي فقط! فالنفع ليس مادةً فحسب، فهناك كثيرٌ من الناس معهم مادة، إنما هم أحوج ما يكونون إلى أشياء أخرى، أن ينتفعوا منك أيها المؤمن، لنصحك ومشورتك وجاهك ورأيك وتسديدك، فالنفع لا يكون مادياً فحسب، ولا يتوقف على الجانب المادي، بل يكون النفع بالرأي وبالمشورة، وبالموقف، ويكون بمد يد العون بكل أنواعها ووسائلها.
فقد جاء في الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من كَانَ فِي حَاجَةِ أَخِيهِ كَانَ اللهُ فِي حَاجَتِهِ، وَمَنْ فَرَّجَ عَنْ مُسْلِمٍ كُرْبَةً فَرَّجَ اللهُ عَنْهُ بِهَا كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ، وَمَنْ سَتَرَ عَلَى مُسْلِمٍ سَتَرَهُ اللهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ).
أيُّ نعمةٍ هذه؟ أن تقوم بعمل الخير بنصحك، ووصيّتك، وأن تقف إلى جانب إخوانك وأن تمد إليهم يد المؤازرة والمعونة، فيفرج الله عنك كربتك وينفس الله عنك غمك، ويخرجك من ضيقك، ولا أقصد بهذا الضيق الذي يمر معنا في الدنيا – فما أسرع أن يحل- إنما أقصد ضيق الآخرة حيث لا ينفع الإنسان مالٌ ولا جاهٌ ولا عزٌ ولا سلطان ولا نحو ذلك، إنما ينفع الإنسان صدقُه، وإيمانه، وعمله الصالح، ووقوفه إلى جانب إخوانه الضعفاء فيمدهم بما أمده الله تعالى.
قال النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم (( ولأن امشي مع أخي المسلم في حاجة أحب إليّ  من أن اعتكف في هذا المسجد شهراً)). أن تمشي في حاجة أخيك لتقضيها له – قُضيت أو لم تقض- وهذا دليلٌ على أنك بذلت جهدك، أحبُّ إلى رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم من الاعتكاف شهراً كاملاً في مسجده النبوي الشريف، وأيّ فضلٍ عظيم يناله المؤمن، وأي شرفٍ كبيرٍ يحظى به بأن يعتكف في المسجد النبوي الشريف في جوار روضة رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم. اللهم أكرمنا بزيارة سيدنا رسول الله و المسجد النبوي الشريف والمسجد الحرام وفرّج عنا يا رب العالمين.
أَيُّها الإخْوَةُ المؤْمِنون: كان من شأن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم وهو القدوة الحسنة أنه ينفع الناس، ويكون معهم في شدائدهم، والدليل على ذلك أنه عليه الصلاة والسلام يوم أوحي إليه، ويوم نزل عليه الوحي بكلمة " إقرأ " ارتجف عليه السلام وخاف وذهب إلى خديجة رضي الله عنها وهو يقول: " دثروني دثروني "، فغطته السيدة خديجة رضي الله عنها وهي تقول له " أبشر فو لله لا يخزيك الله أبدا، إنك لتصل الرحم، وتصدق الحديث، وتحمل الكَلَّ، وتكسب المعدوم، وتقري الضيف" صفات كلها من محاسن الأخلاق: صدق الحديث، صلة الرحم، إكرام الضيف، حمل الكَلّ (أي الأعباء) عمن لا يقدر حملها، كل ذلك من خصال المعروف ومن الأخلاق الحسنة التي دعا إليها شرعنا الشريف الحميد.
و قد شابه أبو بكرالصديق رسول الله في صفاته، حتى وصفه بذلك رجل من المشركين، لما خرج أبو بكر مهاجراً إلى الحبشة حتى إذا بلغ برك الغماد لقيه ابن الدغنة، وهو سيد من المشركين، قال: أين تريد يا أبا بكر؟ قال أبو بكر: أخرجني قومي من هذه البلد فأنا أريد أن أسيح في الأرض فأعبد ربي. قال ابن الدغنة: إن مثلك لا يخرج، فإنك تكسب المعدوم، وتصل الرحم، وتقري الضيف" . رواه البخاري .
إنها صفات رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم حملها أبو بكرٍ الصديق رضي الله تعالى عنه بين جوانحه وتمسك بها وتشبث ، حتى أنه لما خاض مسطح بن أثاثة في حديث الإفك بحق السيدة الطاهرة العفيفة عائشة الصديقة رضي الله عنها قطع عنه المعونة، فنهاه النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم عن ذلك، ونزل بذلك نصٌ من القرآن﴿ وَلَا يَأْتَلِ أُولُو الْفَضْلِ مِنكُمْ وَالسَّعَةِ أَن يُؤْتُوا أُولِي الْقُرْبَىٰ وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّـهِ ۖ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا ۗ أَلَا تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّـهُ لَكُمْ ۗ وَاللَّـهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ﴿٢٢﴾ النور.
 فعاد أبو بكرٍ إلى تقديم المعونة إلى من طَعَن في ابنته الشريفة الطاهرة. إنه الإيمان يعلو ولا يعلى عليه، إنه الإيمان الذي يجعل المؤمن نفاعة للناس أجمعين.
أَيُّها الإخْوَةُ المؤْمِنون: أعمال الخير ثوابها عند الله مقبول، وهي ليست متوقفة على بذل مالٍ أو نحو ذلك، فربما يقول الفقير: ومن أين لي أن أنافس الغني بالمال والصدقة والإنفاق، ولم يؤتني الله تعالى كما آتاه؟! الجواب على ذلك هو سؤال عرضه سيدنا أبو ذر الغفاري على سيدنا محمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم لما قالعليه الصلاة والسلام: (( على كل نفس في كل يوم طلعت فيه الشمس صدقةٌ، قال أبو ذر: يا رسول الله من أين نتصدق وليس لنا أموال؟ قال عليه الصلاة والسلام: إن من أبواب الصدقة التكبير وسبحان الله والحمد لله ولا اله إلا الله، وأستغفر الله، وتأمر بالمعروف، وتنهى عن المنكر، وتعزل الشوكة عن طريق الناس والعظم والحجر، وتهدي الأعمى[تدله على الطريق]،وتسمع الأصم والأبكم حتى يفقه[تشرح له بلغة الإشارة]،وتدل المستدل على حاجة له قد علمت مكانها[إذا سألك أين الطريق، فتدله وأنت عالمٌ بمكانه]، وتسعى بشدة ساقيك إلى اللهفان المستغيث[تسعى بجهد ونشاط إلى الذي يستغيث بك]، وترفع بشدة ذراعيك مع الضعيف[إذا رأيت إنساناً ضعيفاً لا يقدر الحمل تحمل معه وتعينه]، كل ذلك من أبواب الصدقة منك على نفسك)).
هذا الحديث جبرٌ لخواطرالفقراء والمساكين والذين لا يملكون. التكبير وسبحان الله والحمد لله ولا اله إلا الله، وأستغفر الله هذه صدقات جعلها الله لنا في كل يوم، فلنُقبل أيها الإخوة وخاصة أننا في نهاية شهر شعبان المبارك الذي يفصل بين شهرين عظيمين، بين رجب ورمضان، ونحن على أبواب ليلة النصف من شعبان، هذه الليلة التي ورد في فضلها بعض الأحاديث ومنها حديث رواه الإمام بن ماجة يقول فيه النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: «يَطَّلِعُ اللهُ تبارك وتعالى إلى خلقِهِ ليلةَ النِّصفِ مِنْ شعبان فيغفرُ لجميعِ خلقِهِ إلا لمشركٍ أو مُشاحن».وفي حديثٍ آخر أخرجه البيهقي في ((الشُّعَب)) بإسنادٍ حسن عنه مروي عن أبي ثعلبةَ الخُشَنِي عن الرسولِ صلى الله عليه وعلى آله وسلم أنَّه قال: «يَطَّلِعُ اللهُ - جَلَّت قدرتُهُ - إلى خلقِهِ في ليلةِ النصفِ من شعبان, فيغفرُ للمؤمنينَ, ويُملي للكفرينَ, ويدعُ - أي: يترك - أهلَ الحقدِ بحقدِهِم حتى يدعُوهُ».
اللهم ألهمنا أن نتعرض لنفحات هذه الأيام المباركة بالذكر والدعاء والقرآن والاستغفار، وأن نتعرض لهذه النفحات بالعمل الصالح، وبمد يد العون للناس وبالتواصي بالحق، والصبر، والوقوف مع أصحاب الحاجات والضرورات، اللهم اجعلنا أهلاً لذلك، وتقبّل منا أعمالنا إنك على كل شيءٍ قدير
أقول هذا القول وأستغفر الله لي و لكم
فيا فوز المستغفرين