wwww.risalaty.net


نفحات العشر الأواخر وخصائصها


بقلم : الشيخ محمد خير الطرشان

 

أيام العشر الأواخر من رمضان أهلت و أقبلت، وجاءت بنفحاتها العطرة، وبركاتها العظيمة، و تهيأت الجنة للراغبين فيها، و استعدت الملائكة لليلة القدر التي هي خير من ألف شهر.
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجتهد في هذه الأيام بالعبادة في هذه الأيام ما لا يجتهد في غيرها من الأيام و الليالي، روى الإمام مسلم عن عائشة – رضي الله عنها- قالت: "كان رسول الله – صلى الله عليه وسلم- يجتهد في العشر الأواخر، ما لا يجتهد في غيره".
- وكان السلف الصالح يجتهدون في إتمام العمل وإكماله وإتقانه، ثم يهتمون بعد ذلك بقبوله، ويخافون من رده، وهؤلاء الذين"" يؤتون ما آتوا وقلوبهم وجِلَة .." المؤمنون/60
من خصائص هذه العشر
 1- إحياء الليل: روت السيدة عائشة رضي الله عنها أن النبي – صلى الله عليه وسلم- كان يحيي ليله، ويشدّ مئزره، أي: يعتزل نساءه ليتفرغ للصلاة والعبادة
وقال النبي صلى الله عليه وسلم:" من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غُفر له ما تقدم من ذنبه".
 2- فيها ليلة القدر، وهي " خيرٌ من ألف شهر" [القدر:3]. وقد حسب بعض العلماء "ألف شهر" فوجدوها ثلاثاً وثمانين سنة وأربعة أشهر.
 3- فيها يُفرق كل أمر حكيم: أي: يُفْصَل من اللوح المحفوظ إلى الملائكة الكاتبين كلُّ ما هو كائن في تلك السنة من الأرزاق والآجال والخير والشر، وغير ذلك.
 4- الدعاء: أمر النبي صلى الله عليه وسلم عائشة بالدعاء فيها، قالت عائشة رضي الله عنها للنبي صلى الله عليه وسلم : أرأيت إن وافقت ليلة القدر، ما أقول فيها؟ قال: " قولي: اللهم إنك عفوٌّ تحب العفو فاعفُ عني " والعَفُوُّ من أسماء الله تعالى، وهو المتجاوز عن سيئات عباده، الماحي لآثارها عنهم، وهو يُحبُ العفو ؛ فيحب أن يعفو عن عباده، ويحب من عباده أن يعفو بعضهم عن بعض ؛ فإذا عفا بعضهم عن بعض عاملهم بعفوه، وعفوه أحب إليه من عقوبته.
 5- الاعتكاف: كان النبي – صلى الله عليه وسلم- يعتكف العشر الأواخر من رمضان حتى توفاه الله عز وجل، واعتكف أزواجه وأصحابه معه وبعده.
وفي صحيح البخاري عن عائشة – رضي الله عنها- قالت: كان النبي – صلى الله عليه وسلم- يعتكف في كل رمضان عشرة أيام، فلما كان العام الذي قُبض فيه اعتكف عشرين يوماً.
فأروا الله من أنفسكم خيراً، واجتهدوا في هذه الليالي المباركات، وتعرّضوا فيها للرحمات والنفحات، فإن المحروم من حُرم خير رمضان، وإن الشقي من فاته فيه المغفرة والرضوان.
يقول النبي – صلى الله عليه وسلم- "رغم أنف من أدرك رمضان ثم خرج ولم يُغفر له".
إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد، والحمد لله رب العالمين .