لقد مللنا من تلك الجولات العقيمة من الجدال حول حجاب المرأة، ما هي حدوده؟ وما هو وصفه الشرعي؟ وهل يُعتبر صيانة للمرأة أو تقييداً لها ؟ وهل؟ .. وهل؟! ..

لقد نهى القرآن الكريم عن هذا الجدال، لأنه جدال لا طائل منه في زمنٍ لم نعد فيه بحاجة إلى هذا النوع من الخطاب، ولم يعد ينفع معنا، ولا يوصلنا إلى أي نتيجة، ذلك أننا نعيش في عصرٍ انتشرت فيه الحرية الشخصية بشكل متسع بحيث لم نعد نستطيع أن نصل إلى قانون معين حول الحجاب نلزم كل النساء به، خصوصاً إذا كان ذاك القانون صادراً من موروث فكري تقليدي ليس له نصَّ صريح يؤيده

لقد بات هذا الأمر نابعاً عن قناعة شخصية للمرأة، ولا يمكن لأحدٍ إجبارها عليه، وسمعنا كثيراً عمن أرغمت عليه، فصارت تنزعه حين تكون وحدها دون رقابة من أرغمها عليه ..

علينا أن نقنعها أن تتحلى بالحشمة والعفاف حتى يكون التعامل معها من زاوية عقلها لا أنوثتها، ولا أظن أن هناك امرأةً تقبل أن يتعامل معها رجل لأنوثتها وجسدها، ولو كانت كذلك، فلا أظن أن جدالنا المستمر حول أهمية عزلها الكامل سيمنعها عن فعل ما تريد، فلا شيء يوقف أي إنسان رجلاً أو امرأة عن ارتكاب الخطأ إلا لاقتناعه بأنه خطأ ..

يجب أن نحرر المرأة من المفاهيم الخاطئة، ذلك أننا تحدثنا كثيراً عن حدود الحجاب ونسينا أن نعطي المرأة أساسيات التعامل الشرعي مع الأمور، المتوافق مع أوامر الله ونواهيه ..

حجاب المرأة في فرنسا.. وفي البلاد الأوربية.. تلام عليه المسلمات ويُطلب منهن أن يخلعنه، فهل على المرأة أن لتزم به وبدينها، أو عليها كما يقول بعض المتساهلين أن تخلعه كما يريد أصحاب الأمر في بلدها ؟..

الحجاب اليوم بات عادةً أكثر من كونه عبادة، والفتيات اليوم تربين عليه منذ الصغر، فلم يعد بالنسبة لهن شيئاً على قدر من الأهمية في الالتزام الديني .. والحجاب الذي انتشر في أيامنا الذي يتبع الموضة في كل شيء خير دليل على كلامي ( الحجاب الذي يغطي الشعر فقط ، أو ذاك الذي يتماشى مع لباس الجينز وكل ما يصف ويشف، و الحجاب الذي يوضع مع اللباس القصير الذي يظهر جزءاً من العورة ).. فكيف يمكننا تصحيح هذا البعد وإعادته إلى مساره الصحيح

wwww.risalaty.net