wwww.risalaty.net


لماذا نغضب بسرعة ؟


 

لوصيّة النبوية "لا تغضـــــب"
ركّب الله سبحانه وتعالى في الإنسان العديد من الغرائز والأحاسيس، فهو يتأثر بما يجري حوله، ويتفاعل بما يشاهد ويسمع من الآخرين، فيضحك ويبكي، ويفرح ويحزن، ويرضى ويغضب، إلى آخر تلك الانفعالات النفسية... ومن الأمور التي نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن الاسترسال فيها الغضب، فقد يخرج الإنسان بسببه عن طوره، ويفقد توازنه، وربما جرّه الغضب إلى أمور لا تحمد عقباها. فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رجلاً قال للنبي صلى الله عليه وسلم: أوصني، قال: "لا تغضب، فردد مراراً، قال: لا تغضب". صحيح البخاري.
لنتأمل كيف كرر هذا السائل على النبي صلى الله عليه وسلّم السؤال، وهو يلتمس أنفع وأبلغ ما أوصى به النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه، فلم يزد صلى الله عليه وسلم على قوله: "لا تغضب". وكان من جملة حديث النبي عليه الصلاة والسلام الوصايا؛ فكثيراً ما كان يوصي أصحابه، وأكثر من كان يوصي سيدنا أبا ذر الغفاري رضي الله تعالى عنه.
وقد كان عليه الصلاة والسلام يعطي السائل حسب حاله، فمرة جاءه رجل فقال: أوصني. فقال صلى الله عليه وسلم: "تُسبحُونَ، وتُكَبِّرُونَ، وتحمَدُونَ دُبُر كُلِّ صَلاة ثَلاثاً وثَلاثِينَ مَرَّةً".صحيح مسلم. ومرة سأله سيدنا أبو ذر رضي الله تعالى عنه الوصية فقال: "أوصني يا رسول الله! فقال: يا أبا ذر! أحكِم السفينة فإن البحر عميق، وأكثر الزاد فإن السفر طويل، وخفّف الحِمل فإن العقبة كؤود، وأخلص العمل فإن الناقد بصير". هكذا كان يوصي رسول الله صلى الله عليه وسلم أصحابه، فيعطي كل واحد حسب ما يريد. وذاك الرجل لما سأل النبي صلى الله عليه وسلم الوصية قال له: "لا تغضب". فكأنه اطّلع على حاله أنه شديد الغضب والتأثر والانفعال...
هذه الوصية فيها سعادة الدنيا والآخرة، فالغضب يؤدي إلى التقاطع في العلاقات الاجتماعية، ويحرم الإنسان من الرفق، فما كان الرفق في شيء إلا زانه وما نُزع من شيء إلا شانه. والغضب يفتح أبواب الآثام والفتن، ويوقع الناس في المشكلات. فكم جرَّ من المآسي على الأفراد والمجتمعات؟! وكم صار سبباً في تفرق الإخوة والأصدقاء، والأولاد والأزواج، وشتات الأسرة؟! فيكون من نتائج ذلك الأذى والعدوان وإطلاق اللسان، والقرارات الجائرة، والأحكام الظالمة التي يعقبها حسرة وندامة.
ترى ما هي أسباب الغضب ؟
و لماذا يغضب الإنسان بسرعة ؟
و هل كل أنواع الغضب مذمومة ؟ أو أن هناك غضباً مشروعاً ؟