wwww.risalaty.net


موسمٌ لتجديد الانتماء


بقلم : الأستاذ عماد كنعان

 

ما أروع هذه الأعلام المتورِّدة في كَنَفِ السماء ، تَفُّضُّ عنها صمتها المادي الممجوج ... وما أحسن هذا النشيد الميمون المجتهدَ في إشهار مراسم الاحتفاء بالمولد المبارك ... ويا لِألقِ التآخي – صانع الخير فينا – فيما بين النفس البشرية الملطَّخة بأدران الحرص على الدنيا ، والمعاني السامية لإشراقة نفس النبوة الخالدة أبداً .

أيُّها القلب المفطور وجلاً من خبايا الأيام .. ما زالت تمتماتي التي أبذلها بسخاء كلما تعالى اسم النبي العظيم خمس مرات إِثْرَ كُلِّ أذان ، وأشجاني التي تغمرني كلما همست باسمه الكريم مِلءَ نفسي في كل فريضة وسنة ونافلة ... ما زالت هذه القناديل تُوقِدُ في جنباتِ قلبي المُقفِر فاقدِ العبرات ... بارقة َ أمل ٍ وهّاجةٍ لا أبرحُ أسألُ الله الحليم َ بها أن يجيرني من مغبّات الطريق الحافل ِ بالمُلِمَّات .

وأنت أيتها القابضة على الجمر ... يا أنت يا سليلة الشرفاء ... يا همسة خلاّقة تُزهِقُ بأطيافِ عِفَّتها أضغاث أحلام مُسَوِّقي مثالب الرذيلة ...

اليوم يا أختاه تصفّحي ثنايا مفكرتكِ القديمة ، فلديك موعدٌ مرصَّعٌ بالذِّكر ، ومطرَّزٌ بشذى النسيم ، يُملي عليك أن تجددي العهد مع صاحب الرسالة الخاتمة: بأن يعيش أَبَدَ الدّهرِ فيك ... مثلاً أعلى يا أختاه ما حييتي .

فكل عام وقوله تعالى ) لقد كان لكم في رسول ِ الله أسوة حسنة ...( منهجاً تقتفينه لتجمعين منافع تَمَثُّلِه ِ، مثلما تجمعين أزاهير طاقة أفراحكِ ، ... وكل عام وذكرى المولد النبوي الشريف مناسبة ثَرَّةً لتهذيب النفس وموسماً لتجديد الإنتماء.

                                                       .