wwww.risalaty.net |
|
في الذكرى الستين لنكبة فلسطين: كم نكبة تعيشها الأمة ؟
بقلم : عبد الباقي خليفة
يشعر المسلمون في مختلف أرجاء العالم بالألم الشديد لما يجري في فلسطين ، ولا سيما في هذه الأيام التي يحيي فيها الصهاينة ذكرى استيلائهم على الأرض المقدسة وإقامة كيانهم الغاصب على أشلاء الشعب الفلسطيني وممتلكاته وأوقافه . في نفس الوقت الذي يحيي فيه الفلسطينيون والمسلمون جميعا ذكرى النكبة ، وهي ذكرى حزينة ومؤلمة قل نظيرها ومثيلها في تاريخ البشرية قديما وحديثا ، حيث تمت بمؤامرة صاغتها عصبة الأمم وشارك فيها سماسرة من الحكام تواطؤوا مع إرادات الغرب في تقسيم المسلمين إلى مناطق نفوذ فيما بينه وبالأخص بريطانيا وفرنسا في أعقاب سقوط الخلافة العثمانية بعد الحرب العالمية الأولى . ونتيجة للتنسيق الوثيق بين بريطانيا والمنظمات الصهيونية الدولية تم إصدار وعد بلفور القاضي بجعل فلسطين وطنا قوميا لليهود . وقدمت بريطانيا كل أشكال المساعدة والدعم للمنظمات اليهودية والصهيونية وسهلت لهم موجات الهجرة البشرية وقدمت الدعم للمنظمات اليهودية ،والتعويضات عن ممتلكاتهم في المناطق التي يهاجرون منها إلى فلسطين ، وذلك لخلق واقع ديمغرافي يفضي إلى نهب ممتلكات الفلسطينيين واقتلاعهم من أرضهم بكل الأساليب البربرية والوحشية مثل المذابح والتهجير القسري والإرهاب ، وفي 15 مايو
تاريخ مضرج بالدم * :
إن تاريخ فلسطين منذ الاحتلال البريطاني ، الذي يسميه السذج والبسطاء والمغفلون والمتواطئون ، انتدابا ، تاريخ مثخن بالنكبات الدامية المتتالية ، كانت فيها أيدي الصهاينة والقوى الغربية الداعمة لها مطلقتين في القتل والترويع في ظل تواطؤ دولي وتراخي عربي إلى حد التغاضي وإلهاء الأمة بالشجب والاستنكار، بينما العدو أول من يعلم أن ذلك للاستهلاك المحلي وأن أصحاب تلك التصريحات من أصدقائهم الخلص . ومع ذلك كانت إرادة الحياة لدى الشعب الفلسطيني والأمة أقوى من إرادة الموت وأمضى من الفناء . حيث استطاع الشعب الفلسطيني النهوض وتفجير ثورته في بداية يناير
وفي الوقت الذي يتحدث فيه العرب عن السلام كخيار استراتيجي ، ويعلنون موافقتهم على حدود حزيران يونيو
النكبة حاضر نعيشه :
لم تكن النكبة حدثا تاريخيا وإنما هي واقع معاش في فلسطين وخارج حدود فلسطين فبعد أن استطاع المشروع الصهيوني معتمدا على السلاح والأساطير الصهيونية المؤسسة وبدعم من القوى الكبرى والصمت العربي من اقتلاع أغلبية الشعب الفلسطيني والدفع بها إلى المنافي والشتات ، تمكن عبر القوى الدولية الأخرى أن يكسب بعض الحكام الذين كانوا راضين عن وجود الغدة السرطانية في قلب العالم العربي الإسلامي . لقد تكررت النكبة عدة مرات فهي مأساة متجددة ومتكررة وأبرز محطاتها سنة 1967 حيث احتلت إسرائيل ما بقي من أراضي فلسطين التاريخية ،وغيرت ملامحها ، وهكذا النكبة ،فهي ليست ماضيا وإنما حاضر نعيشه ولا تزال مستمرة حتى الآن. بأشكال مختلفة غيب وحدة الأمة نكبة ، واستبدال لشريعة بالقوانين لوضعية نكبة ، وانتشار الأمية والفساد على كافة المستويات السياسية و الاقتصادية والثقافية والإعلامية والاجتماعية نكبة . أوضاعنا السياسية وانقسام المجتمعات و الدول و المؤسسات و غير ذلك نكبة . وانتشار الفتن الطائفية و القتتال في بلاد المسلمين نكبة واحتلال دول أخرى نكبة . وأكبر النكبات إن لم يتغمد الله هذه الأمة برحمته فيوحدها بعد فرقة ويجمعه بعد شتت وينصرها بعد خذلان .
في سياق عملية السلام :
لقد أفرغت عملية السلام من مضمونها لتدور في حلقة مفرغة وكأنها عملية للتسلية السياسية .بينما توصف المقاومة بـ "الإرهاب " وهي محاولة من أعداء الأمة للتهرب من مسؤولياتهم في حل الصراع الذي طال أمده .فالأبوان الشرعيان للاستقرار والسلام هما العدل والحرية ،والأبوان الشرعان للفوضى والعنف هما الظلم والاحتلال ،وبالتالي فإن الاحتلال هو الإرهاب. إذ إن المقاومة ليست حقا فحسب، بل واجب إسلامي ووطني . فعندما يستمر الاحتلال يستمر الصراع وتستمر المقاومة . وقد بات وضحا للكثيرين أن العدو لا يريد سلاما حتى بالمفهوم المتداول المعبر عن الاستسلام ، فقد قدم فريق أوسلو كل شيء من أجل إنهاء الصراع الدموي مع الصهاينة وميزوا بين الدولة التاريخية والوطن بعد أن أصبح هناك – على حد قولهم - وقعا إسرائلياً وواقعا فلسطينيا ،وقبلوا بحل دولتين متجاورتين وقبلوا بإقامة دولتهم على حدود 67 أي على مساحة 22 في المائة فقط من مساحة فلسطين التاريخية ، لكن إسرائيل التي تجد نفسها فوق القانون الدولي ، وتتلقى الدعم الأميركي ،لم تقبل بهذا الحل وما زالت تتهرب من هذا الحل وتعمل على جعل قيام الدولة الفلسطينية أمرا مستحيلا .وما تريده ( إسرائيل ) يتلخص في مقولة "ما حصلت عليه بالقوة فهو لي وما بقي في أيديكم فهو لكم ولي "ومما يثير السخرية أن إسرائيل المدججة بالسلاح النووي ما زالت تحتكر صورة الضحية بينما الضحية هو الشعب الفلسطيني . لقد قدم العرب مجتمعين مشروع الملك عبد الله للسلام وهو يقوم على أساس اعتراف متبادل وإقامة علاقات بين مختلف الأطراف ولكن إسرائيل تهربت من ذلك ،مفضلة الاحتلال على السلام ...
وليس هناك من حل سوى امتلاك ناصية التكنولوجيا ،وتوحيد الأمة بعد إحيائها بما يحييها ، وعودة شريعة الله لتحكمها ، وتولي المسؤولية فيها خيارها وليس شرارها ،وإقامة علاقات دولية على أساس الندية ومصالح الأمة ،وليس التبعية والمصالح الشخصية أو الحزبية ،وما إلى ذلك .. يومها يفرح المؤمنون بنصر الله ، وموعدنا الصبح،أليس الصبح بقريب .
ـــــــــــــــــــــــ
لمحة على التاريخ الدامي للصهاينة
• بين 1947 و1948 م ارتكبت العصابات الصهيونية 35 مذبحة كبرى ضد الفلسطينيين
• في 31- 12 –
• مجزرة دير ياسين في 9 و10 أبريل
• مجزرة أبو شوشة في 21 – 5 –
• مجزرة اللد في 11- 7 –
ومن 1953 وحتى
• مجزرة القبة في 14 – 10 –
• مجزرة قلقيلية في 10 – 10 –
• مجزرة كفر قاسم في 29 – 10 –
• مجزرة خان يونس في 3 – 11 –
• مجزرة خان يونس في 12 – 11 –
• مجزرة صبر وشتيلا في 18 – 9 –
• مجزرة عين قرة في 20 – 5 – 1990 قتل فيه 7 أشخاص
• مجزرة المسجد الأقصى في 8 – 10 1990 قتل فيها 21 شخصا
• مجزرة المسجد الإبراهيمي في 25 – 2 –
• قتل في العدوان الصهيوني الأخير على غزة أكثر من 150 ضحية
• هناك 4،7 مليون مهجر فلسطيني خرج وطنه . وهذا جزء قليل من النكبات التي تعرض لها الشعب الفلسطيني منذ 60 سنة على نكبة
ملخصاً من موقع المسلم .