wwww.risalaty.net


329 :

رقـم الفتوى

هل يجوز الدعاء بهذه الصيغة : " اللهم لا نسألك رد القضاء بل نسألك اللطف فيه " :

عنوان الفتوى

2009-08-29 :

تاريخ الفتوى

السلام عليكم ما حكم هذا الدعاء: (اللهم إني لا أسألك رد القضاء ولكن أسألك اللطف به)؟ جزاكم الله خيراً

:

السؤال

الحمد لله و الصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، وبعد: هذا الدعاء متداول على الألسنة كثيراً ، إلا أنه لا ينسجم مع النصوص الشرعية ، و لعل الأولى تركه و استبداله بأن يسأل ربه الخير كله وأن يستعيذ به من الشر كله , لماروى أحمد في مسنده عَنْ أُمِّ كُلْثُومٍ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَّمَهَا هَذَا الدُّعَاءَ (اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ مِنْ الْخَيْرِ كُلِّهِ عَاجِلِهِ وَآجِلِهِ مَا عَلِمْتُ مِنْهُ وَمَا لَمْ أَعْلَمْ اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ مِنْ خَيْرِ مَا سَأَلَكَ عَبْدُكَ وَنَبِيُّكَ مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا عَاذَ مِنْهُ عَبْدُكَ وَنَبِيُّكَ اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْجَنَّةَ وَمَا قَرَّبَ إِلَيْهَا مِنْ قَوْلٍ أَوْ عَمَلٍ وَأَسْأَلُكَ أَنْ تَجْعَلَ كُلَّ قَضَاءٍ تَقْضِيهِ لِي خَيْرًا ) وكذلك ظاهر مارواه الترمذي في جامعه قَالَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا عَلَّمَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَلِمَاتٍ أَقُولُهُنَّ فِي الْوِتْرِ :((اللَّهُمَّ اهْدِنِي فِيمَنْ هَدَيْتَ وَعَافِنِي فِيمَنْ عَافَيْتَ وَتَوَلَّنِي فِيمَنْ تَوَلَّيْتَ وَبَارِكْ لِي فِيمَا أَعْطَيْتَ وَقِنِي شَرَّ مَا قَضَيْتَ فَإِنَّكَ تَقْضِي وَلَا يُقْضَى عَلَيْكَ وَإِنَّهُ لَا يَذِلُّ مَنْ وَالَيْتَ تَبَارَكْتَ رَبَّنَا وَتَعَالَيْتَ)) وذلك لأنَّ الدعاءُ يردُّ القضاءَ، لحديث الترمذي عن سلمان الفارسي رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( لا يرد القضاء إلا الدعاء، ولا يزيد في العمر إلا البرّ ) ، و أخرج ابن ماجه عن ثوبان رضي الله عنه مرفوعاً: ( لا يردّ القدر إلا الدعاء ) ، وورد في حديث أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: ( كان النبي صلى الله عليه وسلم يتعوذ بالله من جهد البلاء ودرك الشقاء وسوء القضاء وشماتة الأعداء ) أخرجه البخاري ومسلم. فالدعاء وإن كان سبباً في ردّ القضاء، لكنه من جملة القضاء الذي قدّره الله تعالى، فلا يخرج شيء عن قدر الله وقضائه، فإن الله تعالى هو الذي قدّر البلاء، وهو سبحانه قدّر دفعه بالدعاء ونحو ذلك من الأسباب، والله تعالى أعلم .

:

الفتوى