wwww.risalaty.net


ما الذي نريده من داعية ( 2008 ) ؟؟؟


ما الذي نريده من داعية ( 2008 ) ؟؟؟

 

بقلم : ريما الحكيم ..

 

مع تكاثر الفيروسات التي أصابت جسمنا الديني، ومع تزايد الأدواء والأمراض التي أقعدته عن الحركة الفاعلة لهداية المجتمع ودعوته إلى الحق ..

برز داعيتنا الجديد مع فيروسات ملأت عقله وتفكيره وخياله ..

ولأنه ( ما أنزل الله من داء إلا وأنزل له دواء ) نعرض في هذه المقالة أشد وأعتى 

فيروسات داعيتنا المعاصر طلباً لآرائكم إخوتي وأخواتي بحثاً عن العلاج المناسب :

 

(1) فيروس ( الأنا ) : وهو ما يُدعى بـ ( الشخصانية ) أو ( الدوران حول الذات ) ، فالداعية في أيامنا بات داعيةً  لنفسه، بدلاً من الدعوة  لدينه، فكل طالبٍ يجب أن يطلب رضاه، وكل متعلمٍ عليه أن يُحصل خلاصة تجاربه ، والجلسة الدعوية تدور حول خبراته وما استقاه من حياته، وكيف نستطيع أن نكون مثله متناسياً كل تجارب الآخرين، ظاناً نفسه ( محور الكون ) ..

فالأرض وإن دارت حول الشمس إلا أن الشمس بذاتها تدور حوله هو..

لكنكم لا تعلمون ؟؟

(2) فيروس ( القاعدة الجماهيرية ) : لقد أصبح داعيتنا يحاول جذب أكبر قدر ممكن من الناس إليه، لتحقيق أكبر نسبة ممكنة من القاعدة الجماهيرية التي تهتف باسمه وتُعلن ولاءها له فقط ..

طبعاً مع المنع البات الصارم الحازم لأي فكرة تدور في فلك ثقافة ( تعدد المشارب ) .. فمشربه هو الأتقى والأنقى والأصفى والأبقى ، ويُحرَّم على كل شارب عنده أن يشرب من أي مشرب آخر ولو في حالة الضرورة ( مع أن الضرورات تبيح المحظورات ) !! ..

(3) فيروس ( الفرز النخبوي ) : فلكل مكان مقال كما يُقال، ولكل جماعة حال، فأصحاب الملاءة والسيارات ومفاتيح الفيلات هم المدللون الذين تُسمع كلمتهم في الحال !! وهم الذين تُفصَّل لهم الفتوى على المقاس الذي يتماشى مع حالتهم ويُنقَّبُ عنها في الآراء الشاذة لقدماء العلماء ، أما غيرهم .. فيكفيهم اللقاء في الشهر مرة !! ولماذا كثرة السؤال والقيل والقال ؟؟ وجواب السؤال صارم باتٌّ لا يراجع إن كان لهم !!!!

(4) فيروس ( الاكتفاء العلمي ) : فبعض الكتب تكفينا، وطبقتنا الدعوية المبنية على ثلاثة أو أربعة كتب كافية لدعوة جميع النساء، ويكفي لتكوني داعية يا أختي الكريمة أن تلازميننا وتقرأي كتبنا هذه لتصبحي أقوى داعية ، وتمتلكي مقاليد العلم ومفاتيحه، وثقافتنا هذه هي الثقافة الكافية، وإياكِ ثم إياكِ أن تتحولي عنا إلى أي ثقافة أخرى وإلا كنتِ من المغضوب عليهم ومن الضالين !!!

(5) فيروس ( التكاثر الكمي ) : فالداعية يعمل بناء على الكم لا الكيف ، يحاول جذب أكبر قدر ممكن من الناس، في سبيل تجنيد أكبر قدر ممكن من الدعاة، بأقل قدر ممكن من الثقافة الدعوية والتربية المنهجية، المهم لديه هو التكاثر الكمي لا النوعي أو الكيفي، فبقدر تكاثرنا يطلع نجم دعوتنا ( في نظره ) ولا يهم ما يحمله الداعية من علم أو نقد فكري ..

المهم أننا جعلناه داعية !!! وبجهودنا نحنُ !!!

 

أخي الكريم ..

أختي الكريمة ...

ما زال في جعبتي الكثير من تلك الفيروسات ( للأسف ) لكن المذكورة أعلاه هي الأخطر، فما الذي نريده من داعية 2008  ..

شاركونا بآرائكم وأفكاركم وشكواكم وأوجاعكم ..

علها تلامس آذان أصحاب القرار في جسمنا الدعوي .. فيحركون ساكناً لعلاج تلك الابتلاءات ..

والسلام عليكم ....