wwww.risalaty.net


على خطى الحبيب ( 2 )


بقلم : ديمة محمد ديب هديب

 

أحببتك حباً يفوق الخيال .. حباً خالداً سرمديا ً .. أحببتك حباً لا تحده حدود ولا تقف في وجهه قيود .. أحببتك وفي عيني لهفة لرؤيتك .. أحببتك وفي قلبي شوق لسماع صوتك .. أحببتك حب الأرض العطشى لقطرات المطر .. أحببتك حب ورقات الورود لحبات الندى .. أحببتك حب العاشق لتراب أرضه الهائم بحب وطنه .. أحببتك حب الطفل الصغير لحضن أمه العطوف .. أحببتك حب المنهك المتعب للراحة والسكون .. أحببتك بقلبي.. أحببتك بعقلي .. أحببتك بكياني ووجداني .. أحببتك لأني تعلمت الحب منك .. أحببتك فصارت نبضات قلبي تنبض باسمك ..

فالميم منارة لحياتي..

والحاء حبك زادي..

وميم أخرى منهجي ومجدي ومكاني..

والدال دربك وطريقك نجاتي ..

 سيدي وحبيبي وقدوتي وشفيعي محمد صلى الله عليك وسلم؛كيف لا أحبك ؟! كيف لا أذوب شوقا إليك ؟! كيف لا أعشق كلامك ؟! وأنت من أخرجني الله بك من الظلمات إلى النور .. أنت من فتحت لي أبواب السرور .. أنت الذي أنقذني الله بك من جحيم وسعير .. أنت من دللتني على الجنات والنعيم ..

 أفنيت حياتك في الدعوة إلى الله وإلى الإسلام ؛ كم تعبت لأجلنا .. كم تحملت المصاعب في سبيل هذا الدين كم تعرضت لمواقف عصيبة في حياتك كي نخرج مسلمين ، لن أنسى ما حييت الدعوة في الطائف؛وقد أدموا قدميك وأصابك التعب والنصب ووقفت تدعو الله وتشكو إليه ضعف قوتك وقلة حيلتك..

يا إلهي كم كان الموقف صعباً ومؤثراً لكنك كنت تسأل الله وتبتهل أن يخرج من أصلاب هؤلاء الكفار من يؤمن بالله وحده ..

ما أرحمك!وما أعظم هذا القلب العطوف ! حقاً حار فكري وسُلِبَ لبي عندما قلتَ لمن آذاك في نفسك وأهلك ومالك وبلدك "  اذهبوا فأنتم الطلقاء "  

أيُّ قلب هذا الذي أتكلم عنه ؛ حقاً وصدقاً إنك رؤوف رحيم .. صادق أمين .. خاتم  الأنبياء والمرسلين ..حامل لواء الحمد في يوم الدين ..

أتراني قادرة على أن أوفيك حقك علي ؟!

أتراني صادقة في حبي لك ؟!

أتراني سائرة على نهجك ؟! مهتدية بهديك مبتعدة عن نهيك ؟!

هل أضع أحاديثك وأفعالك في كفة وأضع أهوائي في كفة وأرجح كفة هديك؟!

هل ترضى عني إن رأيتني في حياتي في بيتي وجامعتي وفي تعاملاتي مع الناس

لا أدري كيف أثبت حبي لك وشوقي إليك ورغبتي في السقيا من يديك ..

فتلمست الطريق في خطى السابقين الذين نحسبهم من البارِّين الفائزين من العلماء الربانيين والأئمة الصالحين والدعاة الصادقين فرأيتهم سلكوا منهجاً واحداً فقد عاشوا حياتهم بالقرآن الكريم وبالنهج النبوي العظيم فوضعنا أول خطوة مقتفين أثرهم فبدأنا بالقرآن ورفعنا شعار

(( فلنحيا بالقرآن ))

وثنينا بالسنة المطهرة كي نحيا على خطى سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ورفعنا شعار

(( فلنحيا على خطى الحبيب ))

 وهدفنا هو العودة للسنة المطهرة عودة محب صادق لا عودة لاه عابث فنأخذ كل أسبوع قبسا من مشكاة النبوة ونطبقه في حياتنا العملية فإن كان أمراً نأتمر به وإن كان نهياً ننتهي عنه ونحيا كما يحب المصطفى ونحبه بطريقة ثانية فهي ليست محبة مؤقتة لأحاديث نحفظها ثم ننساها لكنها محبة مختلفة فكل قطرة من دمنا ستحيا بحبه، كل نبضة من قلوبنا ستنبض بالصلاة والسلام عليه ، وكل دمعة من عيوننا ستنهمر شوقاً إليه ؛ ليس كلاماً وحسب إنما هو مشروع متكامل هو دعوة إلى الرجوع إلى رحاب السنة المطهرة نستقي من هذا المعين الصافي الدواء الشافي لنستحق صحبة الهادي

فبهذا أرجو الله وأدعوه أن يجعلنا في رفقة النبي العدنان ندخل الجنان ويرضى عنا الكريم الديان ..

فمن يحمل الرسالة ويؤدي الأمانة كما أداها الرسول صلى الله عليه وسلم فيرجع إلى الرحاب العطرة رحاب السنة المطهرة ويرفع شعار

(( فلنحيا على خطى الحبيب )) صلى الله عليه وسلم ..