wwww.risalaty.net


الاغتراب


 

قد سمع كثير من الناس عن الغربة وذاق البعض شيئاً من معاناتها....

لكن غربة القرن الواحد والعشرين غريبة من نوعها، فقد اعتدنا على أن المقصود من الغربة الهجرة عن الوطن والأهل والأصحاب...

إلا أن مفهومها اليوم قد أمسى متجلياً بعزلةٍ عن المحيط الاجتماعي ولكن دون حاجة إلى سفر أو هجرة...

هي غربة إرادية !!!

نعم فقلّما نجد المغتربين قد اختاروا الاغتراب بإرادتهم إلا أن ظروف عملهم ودراستهم هي التي دفعتهم لذلك الخيار...

لكن الغربة في مجتمعاتنا العربية قد تغيّر وصفها وطعمها، فكانت تقنيات التطور والحداثة سبباً في تكوين وتكوّن هذه الغربة...

 فبعد ظهور الانترنت أصبحنا نرى الأفراد قد اكتفوا به عن الصلة الإنسانية ـ ايميل واحد يكفي وتحصل به صلة الرحم !!!

لم يقف الأمر عند الحدّ من هذه الصلة فقط، ولكن أدت إلى اعتزال الفرد محيطه العائلي والأسري، فغالباً ما تراه جالساًَ أمام شاشته ملتفتاً عما يجري حوله ويدور....

إن موجة الحداثة هذه التي غزت المجتمع العربي برمته قد خلّفت وراءها آثاراً لا تقلّ خطورة عن الآثار التي خلّفها تسونامي على إندونيسيا...

ففقدان التواصل الاجتماعي والأسري من أخطر المشكلات التي لم يجد لها الغرب حتى الآن حلاً....

فما ترى فيه إلا تفكك أسري وتوحّد فردي يحاولون جاهدين أن يجدوا له الحلول المناسبة، فقد عمّت المشكلة حتى صغارهم مما جعلهم يبتكرون لهم تلك الشخصية الكرتونية المسماة ـ سام ـ التي تساعدهم على نبذ الوحدة وحب التعاون....

فهل ظاهرة الانترنت والتي يتحدثون فيها عن اختراعات قادمة ستصل بنا إلى أن نلقي (الماوس) خارجاً ونبقى محتفظين بالشاشة التي تفهم من نظراتنا ما نريد، هل تحتاج هذه الظاهرة إلى دراسة ؟؟؟

وهل نحتاج إلى وضع خطط تربوية أو اجتماعية أو ثقافية تحدّ من استعمال هذه الظاهرة التي يهدر فيها الشباب عشرات الساعات كل يوم ؟؟؟

والتي أدت لانحرافهم وإصابة البعض منهم بنوع من الجنون وذلك بسبب ما ينشر فيه من أباطيل وشعوذة...

أم أننا في عالمنا العربي لا نعنى بدراسة وإحصاءات أو وضع خطط وسياسات فليس الأمر يعنينا ـ وكل واحد عليه من نفسه ـ !!!!!!

 

رأيكم ينبع من تجارب تعايشت مع الانترنت دون إفراط أو تفريط....

فاطرحوا خبراتكم وآراءكم علنا نستفيد منها وتفيدون بها....