wwww.risalaty.net


في مناجاة الله تعالى


بقلم : الشيخ علاء الدين آل رشي

 

الشيخ علاء الدين آل رشي

 

إلهي، هل الإنسان إلا بحريته!!، هب لي الحرية كي أبصر حقيقتي .

 إلهي، خلقتني وفهمت أن الحياة مغامرة، فكن معي، ولي عوناً وسنداً، وأرشدني طريق الصواب.

يا ربّ الجمال والرحمة.

يا واهب الكرامة للإنسان، ويا من وضعت على عاتقه أمانتك الغالية.

أنت يا من بعثت رسلك لتعليم الكتاب وإقامة العدالة.

أنت يا من جعلت العزّة لنفسك ولأنبيائك وللمؤمنين.

نحن المؤمنون بك وبرسلك: هبنا الوعي، والعدل، والعزة والحرية والتمسك بقيم الخير والرحمة، فما أشدّ حاجتنا إليها ونحن اليوم ضحايا الأسر والجهل و المذلّة وأشدّ عذابًا من أيّ وقت.

يا رب المستضعفين:

أنت يا من أردت أن تمُنّ على المستضعفين والمحرومين والضعفاء والمعدمين، أذلاء العصور ومعذَّبي الأرض وضحايا الظلم في التاريخ، أرشدهم يا ربّ إلى إنسانيتهم (لتجعلهم الوارثين) فلقد آن الأوان، والمستضعفون من عبادك تحرقهم لوعة الانتظار.

ويا أيها الكريم الودود:

أدخل إلى قلوبنا معاني الجمال والرحمة والودّ والرأفة.

يا رب الورى:

هب  المسؤولية للعلماء ، والعلم للجاهلين ، والنور للمؤمنين والإيمان للمفكرين، والتفهم للمتعصبين والتعصّب للمتفهمين، والحسّ للنساء، والشرف للرجال والوعي للشيوخ، والأصالة للشباب، والعقيدة للمربين، واليقظة للنائمين والإرادة للمتيقظين.

هب الحقيقة للمبلغين،  والدين للمتدينين، والالتزام للكتاب، والمعاناة للفنانين، والشعور للشعراء، والأمل لليائسين، والقوة للضعفاء، والجرأة للمحافظين، والقيام للمقعدين، والحركة للراكدين، والحياة للأموات، والبصر للعميان والبصيرة للضبابيين، والصحة للعافين، والقرآن للمسلمين .

 هب  للشعوب العودة إلى الذات، والشفاء للحساد، والموضوعية للأنانيين منا, والأدب للسبابين منا، والصبر للمجاهدين، والوعي لعامة الناس، وللأمّة: الهمّة والتصميم والاستعداد لبناء الحياة الراقية النظيفة.

يا ربنا: الرحيم الودود الكريم

هؤلاء الناس. في أقطار العالم، الذين يتوجّهون إلى بيتك صباحًا ومساء، الذين يحيون ووجوههم إلى بيتك ويذكرون اسمك الرحيم، ويطوفون حول كعبتك التي بناها خليلك إبراهيم،  نوِّر قلوبهم بحبك وهب لهم سكينة الروح ورقة الشعور وأخلاق الأولياء وطهارة الأتقياء وإجادة لغة الحب والقلب. 

اللهم أذق الشعوب العربية والإسلامية  لذة الاعتزاز بدينك وسعادة الاتحاد في ظلال حكمك ، وأبعد عنها القيل والقال وكثرة السؤال ، وإضاعة المال وقو عزم الأمة بالعلم والقرآن وأبعد مجتمعاتها عن نار الطائفية وخنادق الاقتتال .

اللهم علمنا السلم والعلم وأبعد عن لغة التكفير والسب والتشهير وأكرم صدورنا بالعفو والإحسان ، وقربنا إليك بفعل الجميل والمضي على طريق الخير والحب والجمال.

 

عبدك

علاء الدين آل رشي