wwww.risalaty.net


طفولة في غزَّة ...


بقلم : جعفر الوردي

 
طفل فلسطيني يخاطب أخته وداد المقتولة أمام عينيه
وقد قُتلت أمه وعمه وأهله جميعا وأضحى وحيدا يعيش الطفولة ويقاسي الأيام

طفولة أختي سقتها الدماء
وماتت وداد ومات البراء
وماتت وداد أمام العيون
وماتت طفولتنا والصفاء
أأختاه قومي فمن مؤنسي
ومن يرسم البسمات الوضاء
فلا حضن أمٍّ معي يحمني
ولا حضن أهلٍ يزيل البكاء
وداد فمن لي أنيس إذا
رحلتي ومن لي يزيح الشقاء
وداد رحلتي وراح الحنان
وراح الأمان وراح اللقاء
بقيت وحيدا بلا ضحكة
ولا صدر أمٍّ يزيل العناء
فأمي وعمي وخالي مضوا
وأهلي جميعا غدو شهداء
إلى أي بيت سآوي وداد
إلى أي طفل يكون الإواء
أنا الطفل أبقى بلا بسمة
أنا الطفل أبقى ويبقى البلاء
فإن الطفولة ماتت معي
ومات الضمير ببيت الثراء
أنا الطفل أسقى صنوف المحن
أنا الطفل أُعطى دُمىً بالدماء
أنا الطفل أُسقى رحيق المنايا
بقلكِ أختي بنار العداء
وقتلكِ أمي أمام العيون
وقتلكَ عمي وإني لراء
فموتي وداد ولا تكبري
لأن الرجال غدو كالإماء
أهذي الطفولة أحيى بها
ويحيى بذهني دمار وداء
وتحيى وداد كطيف الخيال
وتمسي طفولتنا كالهباء
دمار دماء شقاء وباء
وأهلي بِعاد وبيتي العراء