wwww.risalaty.net


دعوة إلى التجديد في المفهوم الدعوي الإعلامي


بقلم : سهير علي أومري

التجــــديد المنشــود

دعـــوة صارخــة تبحث عن آذان مصغــية

 

 

كان ذلك يوم أذن الله تعالى للبشرية أن تسمو وترتقي من مهاوي الشقاء والهلاك إلى مراقي النور والضياء...

كان ذلك يوم انبثقت كلمة اقرأ من رحم جبل النور لتخرج الناس من الظلمات إلى النور...

كان ذلك يوم تم تسليم الأمانة فاتصلت الأرض بالسماء وارتقت الإنسانية في معارج امتدت تحملها من أرض وجودها إلى جنة خلودها...

يومها أدركت البشرية حقيقة وجودها وسر وجودها والغاية من وجودها... 

أدركت أنه يمكن لصلصال الفخار أن ينشئ الأمم والحضارات على نحو يحقق مهمة الخلافة التي إنما خلق لأجلها....

·       ســـؤال يحمل مشلكة:

ولكن يبقى الســــؤال العريض الذي تكبلت به عقولنا فتكبلت لأجله أيدينا، ووقفنا عاجزين قروناً عديدة عن السير في ركب الحياة على نحو يريده الله تعالى منا وهذا السؤال هو:

إذا كنا قد عرفنا أننا أتينا إلى هذه الدنيا لنبنيها ونحقق خلافة الله تعالى فيها.... كيـــف يمكن لنا أن نقوم لنبني ونعلي صروح الخير والحق والفضيلة؟ من أين نبدأ؟ كيف نواجه شياطين الإنس والجن؟ وكيف نقاوم أنفسنا الأمارة بالسوء؟ وكيف نقتلع أنفسنا من بين براثن الفساد والفجور والرذيلة؟؟؟

لا شك أن الفكر أساس كل حركة، فالإنسان لا يتحرك إلا بدافع علم أو فكرة، ولكن إذ ا كنا نعلم - ولا شك أن كلنا يعلم، وإن تفاوتنا في مقدار ما نعلم -كيف ننزل هذا العلم إلى ميدان العمل؟؟ كيف يتحول العلم إلى إنجاز وإبداع وعمل؟؟؟  

كيف ننتقل من ميدان الفكرة إلى ميدان الحركة؟

·       تخـــديـر الضـمائـر:

كم من الخطب والمواعظ سمعنا!!، وكم من الخاشعين والبكائين في المساجد والمحاضرات رأينا ولكن إلى أي مدى طبقنا ما سمعنا؟ وإلى أي مدى استطعنا أن نتعامل مع ما علمنا على أنه علم للعمل وليس علماً لتخدير ضمائرنا على أننا نجلس في مجلس يذكر فيه الله، وفيه سوف تحفنا الملائكة وتغشانا الرحمة ويذكرنا الله في ملأ خير من ملئنا، ثم يعطينا حوائجنا، ويغفر لنا من ذنوبنا، ثم يقول لنا إننا القوم الذي لا يشقى بنا جليسنا.... إلى أي مدى سنجعل هذه الأحاديث الشريفة وغيرها مخدراً لنا تقنعنا أننا في أعلى عليين، فنعود إلى دورنا نأكل كما كنا نأكل ونشرب كما كنا نشرب لا ننظر إلى ما يجب أن نكون عليه نظرة أبعد من أنوفنا، وتسير بنا الساعات والأوقات مختزلة من عمرنا ونحن نراوح في مكاننا نعتقد أننا وصلنا مراقي الفلاح والنجاح؟؟

لا بل كثيراً ما نسوغ لأنفسنا اقتراف السيئات ومقاربة المنكرات بحجة أننا نحضر مجالس علم أو مجالس ذكر تُغفر فيها الذنوب وتتنزل فيها الرحمات ونَسكُب فيها العبرات؟!!!! ولو كانت هذه المسوغات ربما لا نفصح عنها إلا أنها قابعة في خفايا نفوسنا؟! إذاً كيف يكون العلم محركاً لفعل الخير ومحركاً لترك المنكر؟! كيف سنملك إرادة الفعل وإرادة اللافعل؟ ومن أين نبدأ؟

·       جـــواب ورد:

ربما يقول قائلنا: سيكون ذلك بتوفيق الله لنا فهو القادر على كل شيء؟؟ هذا مؤكد ولا شك فيه، ولكن على أن يكون توكلاً لا تواكلاً، فمسيرة إقامة خلافة الله تعالى في الأرض تحتاج إلى تخطيط وعزم وإرادة أولاً ثم فك القيود للبدء بالعمل ثانياً، وبعدها يكون الانطلاق في ميادين العمل والبناء وإعمار الأرض.... عندها سنجد أنفسنا في بداية طريق أوله المكان الذي نحن فيه وآخره جنة عرضها السموات والأرض...

·       الحل في التجـــديد:

هنا تبرز الحاجة الملحة إلى أن يظهر على الساحة مجددون حقيقيون يبدؤون مسيرة تجديد يقدمون فيها لأجيال الأمة ورقة عمل... عمل يجسِّدُ معنى العبودية.... تلك العبودية التي تنتزع المسلمين من علائق النفس وشهواتها ومن تمثُّل دين تقليديّ وجدوا عليه آباءهم ليصبحوا في مصاف الملائكة وربما أعلى منهم قدراً، بحاجة إلى مجددين يأخذون بأيدي الأجيال ليعرفوا من أين يبدؤون، وماذا يفعلون ليتمثلوا جوهر هذا الدين وحقيقة هذا الدين... بحاجة إلى مجددين يرسخون في هذه الأمة مبدأ تكامل الإيمان مع العمل لصالح ليدحضوا من أذهان الأجيال دعوتين شائعتين: إحداهما تجعل الدين يقتصر على الإيمان الذي يقوم على العقيدة والعبادة كالصلاة والصيام والزكاة والحج وتلاوة القرآن...... والثانية تجعل الدين يقتصر على العمل الصالح متذرعين بقوله عليه الصلاة والسلام: "إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق" مما يجعلهم ينظرون للعبادات وبعض التكاليف على أنها ظواهر وشكليات لا فائدة لها طالما استطاع الإنسان أن يزكي نفسه....

·       ســمات هذا التجــديد:

ما تحتاجه الأجيال في عصرنا إنما هو تجديد عملي يساعدهم على تمثل الدين في سلوك منبثق من روح العقيدة وروحانية العبادة... سلوك يسعى إلى نهضة الأمة ورفعتها يبدأ بإماطة الأذى عن الطريق ولا ينتهي عند اختراع أو اكتشاف أو إبداع... بحاجة إلى تجديد عملي يجعلهم يدركون أن الدين بقدر ما هو عقيدة وشعائر وعبادة إنما هو سعي وعمل وبناء، والغاية الكبرى من كل ذلك بناء هذه النفس وتزكيتها على نحو يمكّنها من رقي الأمة ورفعتها، وعلى نحو يجعل أبناءها لا يحقرون معروفاً يبتغون به وجه الله طالما أن كل معونة يقدمها الإنسان لأخيه الإنسان أياً كانت ملته أو عقيدته إنما له بها صدقة، طالما أنه قدمها احتراماً لإنسانيته وابتغاء مرضاة ربه واقتباساً من الرحمة الكبرى التي جاء بها رسول الرحمة للعالمين.... لتتمثل الأجيال عبادة تبسُّم الإنسان في وجه أخيه الإنسان.... لتتمثل عبادة النية في كل ما تفعله من معروف تقصد به وجه الله....

·       تجــديـــد قديــم:

سيقول قائل الآن: إن هذا التجديد الذي تتحدثين عنه ليس تجديداً بل إنه جهد قديم موجود في أمتنا يتمثل في همم قدمت ولا تزال تقدم لهذه الأمة ولأجيال هذه الأمة الكثير ولكنني أقول: ربما كان الأمر كذلك ولكن ما مدى تأثير هذا التجديد؟ هل تم تفعيل هذه الهمم في مجتمعاتنا على نحو يجعل صوتها يصل إلى آذان أجيالنا على اختلاف أعمارهم وثقافاتهم وأساليب تفكيرهم وأذواقهم وبيئاتهم ومستوى تعليمهم ووضعهم المادي وعلى تفاوت التزامهم بتعاليم الله واختلاف رغبتهم في الالتزام بها؟

·       تجـــديـد أهــم:

وربما يقال الآن: إن التجديد الأهم إنما هو تجديد فكري يُبنى على ثوابت ديننا إلا أنه يكشف في هذه الثوابت أبعاداً أكثر عمقاً في المعاني والغايات... وإنني أقول: لا شك أن التجديد الفكري الذي من هذا النوع مهم جداً وقد ظهرت على الساحة الدينية بذور طيبة من مفكرين إسلاميين بدؤوا يغوصون في أعماق الثوابت ويستخرجون لنا لآلئ ما كنا نبصرها من قبل، ولكن كيف يمكن لهذا التجديد الفكري أن يصل إلى أجيالنا؟ كيف يمكن أن تتفاعل معه الأجيال؟ وهل سيغدو مع الأيام فكراً كأي فكر قديم ينحصر في دائرة العقل ويبقى بعيداً عن العمل؟ وإن قام لهذا التجديد دعاة لديهم مناهج عمل تمثله كيف سيقدمونها إلى الأجيال؟

إذن لا بد من قيام نواة نقدم من خلالها أي تجديد تطمح إليه الأمة...

·       نــواة كل تـجديـد:

إذا كان التجديد الذي ننشده أياً كان نوعه نريد أن نتوجه به إلى أجيالنا فمن أي منبر سيكون هذا التوجه؟ هل منابر المساجد وحلقات العلم وحدها تكفي؟؟ هل الكتب والمطبوعات والنشرات الدورية وسيلة مناسبة؟!! ما أكثر وسيلة وما أجدى وسيلة يستطيع المجدد أن يصل من خلالها إلى عقول الأجيال وقلوبهم؟!! وما هذه الوسيلة التي تكون نواة لكل تجديد فكري أو عملي تحقق الانتشار والوصول إلى جيل الشباب بل تداهمهم في أي مكان كانوا وعلى أي مستوى من الثقافة كانوا وتخترق حواجز تفكيرهم وقناعاتهم وتؤثر فيهم..؟؟ أعتقد أن الخيارات التي تحقق هذه الصفات لم تعد كثيرة بل ربما أضحت واحدة ووحيدة إنها:

الإعــــلام المـــرئــي....

الإعلام المرئي بكل أنــــواعه... أجل بــكل أنواعه ليصبح إعلاماً إسلامياً راقياً نبيلاً.... فقد آن الأوان لأن يحمل الإعلام المرئي هذا الهمّ الذي يتمثل في تحريك همم الأجيال وإعطائهم أوراق عمل يدفعهم نحو العمل والبناء.... آن الأوان لأن يقوم الإعلام المرئي بسد الهوة العميقة والفجوة الكبيرة بين العلم والعمل

·       من المســـؤول عن هذا الإعلام؟

هذه المسؤولية لا يتحملها المجددون والمفكرون الإسلاميون وحدهم بل تحملها فئتان أساسيتان هما:

أصحاب رؤوس الأموال - والدعاة وعلماء الدين....

·       مـسؤوليـة أصـحاب رؤوس الأمـوال والمسـتثمرين:

أما الفئة الأولى فيحملون مسؤولية إيجاد آليات العمل الإعلامي وتمويله على نحو يجعله جذاباً مؤثراً مسايراً أحدث التقنيات بكل تفاصيلها ليكون خياراً قوياً أمام أجيالنا... بعكس ما شاع في العدييييد من الأقنية الفضائية الإسلامية التي تتسم برداءة العرض وعدم التخطيط مما جعل إعلامنا الإسلامي الوليد يبدأ ضعيفاً منفراً... ولو يعلم أصحاب رؤوس الأموال والمستثمرون مدى الأجر الذي سينالونه بتمويل مثل هكذا إعلام لتسابقوا إليه، فهو الصدقة الجارية، وهو الأجر الممدود، فمنه تبدأ النهضة، وإن هذا الأمر إنما هو مسؤولية يحملونها على عواتقهم سيسألهم الله تعالى عنها يوم القيامة لأنهم قادرون عليها، بل ربما كانوا وحدهم القادرين عليها،ولو يعلم أصحاب رؤوس الأموال والمستثمرون مدى الأجر الذي سينالونه بتمويل مثل هكذا إعلام لتسابقوا إليه، فهو الصدقة الجارية، وهو الأجر الممدود، فمنه تبدأ النهضة، وإن هذا الأمر إنما هو مسؤولية يحملونها على عواتقهم سيسألهم الله تعالى عنها يوم القيامة لأنهم قادرون عليها، بل ربما كانوا وحدهم القادرين عليها، وإن الأجر والثواب لا يتمثل في بناء المساجد ورعاية دور الأيتام فحسب – مع أهميتها – بل يتمثل في غرس بذور النهضة وإيجاد جيل النهضة وتمكين المجددين من إيصال تجديدهم إلى قلوب الأجيال وعقولهم... أي  يتمثل في إيجاد إعلام إسلامي يحمل صوت الإسلام وروح الإسلام لأبناء الإسلام أولاً ثم لأهل الأرض ثانياً، فالإعلام الإسلامي بمثابة الكتب والرسائل التي خاطب رسول الله صلى الله عليه وسلم بها أمم الأرض، ولقد كان خطابه عليه الصلاة والسلام وقتها يواكب طريقة الإعلام السائدة في عصره أما في عصرنا فهل ستفهم أمم الأرض ديننا من خلال كتبنا أم سيفهمونه بالصوت والصورة والحركة والإيقاع واللون والأحداث... وهذا دور الإعلام الإسلامي...

 

·       لا أُحـلُّ حـراماً ولا أُحــرِّم حـلالاً:

ربما سيقول قائل الآن: إنها دعوة للتمثيل!! ثم يقول غيره: لا إنها تدعو للفن بكل أنواعه!! ثم يقول آخر: وهل الفن حلال أم حرام؟ ولكنني أقول: إنني لست بموقعٍ أحلّل فيه ما حرّم الله ولا أحرّم فيه ما أحلّ الله، ولكن أحيل الأمر إلى الفريق الثاني الذين يحملون على عواتقهم وبقوة واجب قيام الإعلام الإسلامي.... إنهم الدعاة وعلماء الدين ممن تفضَّل الله عليهم بعلم غزير فاجتهدوا وقاسوا واجتمعوا وتداولوا أهم مستجدات العصر وقضاياه كالبنوك، وطفل الأنابيب، وزواج المسيار وغيرها...

لأولئك جميعاً أقول: لقد أضحت الحاجة ملحة لقيام مجمع فقهي إعلامي يتدارس فيه علماء الإسلام ضرورة قيام إعلام إسلامي يحمل همَّ الأمة في إيجاد جيل يعرف كيف يحوِّل دينه من آيات يحفظها وأحاديث يكررها إلى عمل ينهض بأمته، ويرقى بها لا لقيادة العالم بل إلى مصافّ الأمم الأخرى على أبعد تقدير....

·       آاااااااااااااااان الأواااااااااااااان:

آن الأوان لقيام هذا المجمع الذي يضع ضوابط ومحددات للإعلام الإسلامي ضوابط تجعل له قائمة تقوم وتقول كلمتها وتثبت وجودها... بحاجة لمجمع فقهي يحمل مسؤولية إيجاد هذا الإعلام بكل أنواعه بمعنى آخر يحدد كيف لنا أن ننشئ إعلاماً مرئياً يتناول كل أنواع الإعلام المرئي يحمل فكرنا وقضايانا، ويؤدى على نحو يلتزم ضوابط الدين وحدوده من غير أسلمة القيم الغربية وتقليد الشكل الغربي وجعله يحمل الفكر الإسلامي، بل إيجاد البدائل المناسبة غير متناسين دور المرأة المسلمة في مثل هذا الإعلام فالمرأة لا تقدم في الإعلام المنشود فكرةً فحسب بل تقدِّم للأجيال شكل القدوة المنشود شكل القدوة التي نطمح أن تتمثلها فتياتنا... فبها سترى الفتاة المسلمة كيف يمكن أن تلتزم بدينها وتكون مرتبة أنيقة مبتسمة سعيدة قادرة على قيادة ركب الحياة في موقعها.

·       مــاذا نـريد من الدعـاة وعـلمـاء المسـلمـين:

نحن نفتقر لدعاة إعلاميين... كم من خطباء المساجد وأرباب الدعوة تلقوا علم الإعلام فعرفوا كيف يكون الخطيب ناجحاً؟ كيف يؤثر بمستمعيه وكيف ينتقي مفرداته وكيف يساير قضايا عصره؟؟؟ كم من أرباب الدعوة يحسنون التعامل مع التكنولوجيا الحديثة كالانترنت والبريد الالكتروني وكل التقنيات المتعلقة بها؟؟؟ آن الأوان ليتعرفوا كل هذه الوسائل وأساليبها ليعرفوا مدى تأثيرها في أجيالنا لأنهم إن بقوا بعيدين عنها فسيكونون للأسف في واد وأجيالنا في واد كما هو حال الكثيرين من دعاة اليوم حتى غدا الدين للأسف تراثا وفلكلورا وطقوسا يؤديها الناس في المناسبات مع اعترافي التام بوجود جهود مباركة من قبل بعض الدعاة المخلصين لدفع حركة الإعلام نحو ما تطمح إليه الأمة ولولا هذه الجهود لما كنتم تقرؤون الآن كلماتي ولما استطعت إطلاق دعوتي من خلال هذا الموقع الطيب المبارك بإذن الله تعالى...

·       صـراحة وشــفافـية:

أقول وبكل صراحة لعلماء المسلمين ودعاتهم: لكثرة ما أطلقنا أحكام الحـــرام على كل ما يتعلق بالإعلام ما كان من المسلمين إلا أن حزموا حقائبهم وتولوا عن ثغر من ثغور الإسلام بل ربما كان أهم ثغر يؤتى الدين منه ليحل مكانهم أعداؤهم من أصحاب الفكر الضال والمضلل...

·       ظــاهـرة تـؤلمني:

وهي تناقل جيل الشباب فيما بينهم على البريد الالكتروني رسائل تتحدث عن إنتاج فيلم مسيء للإسلام أو حدث إعلامي غربي يعادى فيه الإسلام... ثم تختم هذه الرسائل بعبارات حوقلة وحسبلة نفوّض فيها أمرنا إلى الله وفي أعلى تقدير ندعو لمقاطعة الدول المنتجة لمثل هذه الظاهرات الإعلامية... ولكنني عندما أقرأ مثل هكذا رسائل أبتسم ابتسامة صفراء تفيض بما في قلبي من ألم وأنا أقول بيني وبين نفسي: حقاً هؤلاء المنتجون لمثل هذه المنتجات المعادية لنا حقاً إنهم أناس مخلصون أجل مخلصون لعقائدهم مدافعون عن مبادئهم والتي هي القضاء علينا، نحن ماذا قدمنا لدعوتنا وقضايانا؟؟!ا لماذا لم ندرك أهمية قيام إعلام مواز لإعلامهم نبين فيه حقائق ديننا القائم على التسامح والأخوة والمحبة؟!!

·       عــدم قيـام الإعـلام الإسـلامي تـولٍّ يـوم الـزحـف:

إننا نحمل وزر التولي يوم الزحف... أجل إن لم يقم لأمتنا إعلام إسلامي هادف سنحمل جميعاً وزر التولي يوم الزحف فالغزو الإعلامي زحف خطير يواجه أمتنا ومواجهته فرض ما لم يقم به الدعاة والمجددون والمفكرون وعلماء الدين والإعلاميون وأصحاب رؤوس الأموال أثم الجميــع (والله أعلم).

·       الهـدف الأكبـر الـذي مـن أجـله ستتـحرك الهمـم:

وإنّ سعينا لقيام مثل هكذا إعلام يكون نواة لكل تجديد وأي تجديد لن يكون صعباً عندما يعي كل منا حقيقة هامة فيرددها كل صباح وربما كتبها وعلقها فوق سريره أو جعلها أغنية يرددها بينه وبين نفسه وهي أن هذه الحياة رحلة تمتد من ساعة الولادة إلى ساعة الممات وإن الواحد فينا لم يقلع من ميناء ولادته ليضع مرساته في حفرة تغلق عليه بابها إلى الأبد، ولم ير نور الحياة ليعيش فقط ثم ليموت فقط، بل ليعيش دائماً ويبقى أبداً ويكون موجوداً ومستمراً، فإن مضى أو زار في الأرض حفرة إلا أن روحه ستحلق في روح ورياحين وجنات نعيم بعد أن تركت خلفها أرواحاً بعثت فيها أمل الحياة ونور الحياة، وأقامت على هذه الأرض دعائم خير وصروح حق تمتد وتمتد ما عسعس فيها ليل أو صبح تنفس....

خـــاتمــة:

هذه دعوتي أطلقها في الآفاق أبتغي بها مرضاة ربي، وكلي أمل أنها لن تبقى حبيسة هذا المكان بل ستشق طريقها بقوة الرسالة التي تحملها علَّها تحدث فيما سيأتي تغييراً يجعل القادم أجمل.........

ألا هل بلغت اللَّهم فاشهد...... اللَّهم فاشهد..... اللَّهم فاشهد