wwww.risalaty.net


قدس العروبة


بقلم : جعفر عبد الله الوردي

 

يا قُـدسُ يا أُمَّ المدائـن فارفعـي         هامـاتِ عـزك للعُـلا وترفَّـعي

وعِمِي فخاراً قدسنـا وهبي الدُّنـا        نـوراً لتغدو كالشِّـهاب اللامـعِ

فالكون يا قُـدس العروبـة حائـرٌ        حتى تـعودي ملجـأً للضـائـعِ

فالكـلُّ يهفـو أن تعودي مجدنـا        والكـلُّ يرجـو نظرة للجـامـعِ

إنَّـا نـذرنـا أن نكون مخارقـا        كالشهب ترمي قـوم سـوء خادعِ

وتجزُّ هامـات الرجـال بقـوَّة          وتبدد الأحـلاف لا تُبْقـي دعـي

إني ونفسـي والبنـون وأهلـهم        لك كـالمجـن من البـلاء الواقـعِ

كيف العيـون يزورها نـوم وأنـ     ـت جريحة ؟، فاعجب لقوم سـامعِ

إني ولـو كـل العبـاد يبيعـك         مـا كنت يومـاً للتـراب ببـائعِ

لا تجزعي يا قدس عربـاً قد بغـوا         وتكـاتفـوا يبغـون ألا ترجـعي

خابت ظنونهمُ وسـاءت وانمحـت        وسـيكتب التاريخ فانتظروا معـي

وستعرف الأجيـال قومـاً بيننـا        باعوا الكرامـة سـلعة في الشـارعِ

باعوا العروبة والكراسـي نقدهـا       وتناسـوا الأقصى فيا بئـس الرعـي

بئـس الرعـاة رعاة قـوم أرضهم       مغصوبـة، وهمُ سـكارى في السعي

إنَّـا لنبـكي أنهـم قـاداتنـا            ونـعـوذ منهـم بالإلـه الرافـعِ

أنسيتمُ ـ أبناء قومي ـ من مضوا         وتـركتمُ تـاريخكـم بتسـكّـعِ

ونسيتمُ الأقصى الجريـح ومن بـه       وغـفلتمُ عـن قومـكم والرضَّـعِ

ولهـوتمُ وكـأن شـيئاً لم يكن         في أرضـكم، ومـشـيتمُ كالإمّـعِ

تعسـاً لعينٍ كـم ترى من مُكْلَم!          وتغضُّ طـرفـاً عنهـمُ بتَرَسُّـعِ

يا قـدس لا تبكي عليهم وارفعي            كل الرجـاء إلى الإلـه الواسـعِ