wwww.risalaty.net


مَا مَوْقِفُ ضَميْرِك مِنْ مُصَافـَحَةِ الأجْنَبيَّة؟


 

                                       بسم الله الرّحمن الرّحيم

والصّلاة والسّلام على رسوله الكريم

 

عندما

 عدّد رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في زواجه من النّساء، تسابق الكثيرون لتطبيق هذا الأمر، دون معرفة الحكمة من الفعل الّذي قام به سيّد الأنام صلّى الله عليه وسلّم، ولم يعبؤوا بوجود شروط مفروضة على من أراد ذلك، يقولون: هذه سنّة النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، وعلينا اتّباعه وتطبيق سنّته.

وعندما قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم" إنّي لا أصافح النّساء"؛ اتّبع الكثيرون الرّأي القائل" صحيح أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم لم يصافح الأجنبيّة قطّ، لكن هذا الكلام قاله عن نفسه فقط، ولم يَرد نصّ عنه ينهانا عن مصافحة المرأة الأجنبيّة". فتراكضوا لمصافحة النّساء بهذه الحجّة، وصدّقوا أنّهم يفعلون شيئاً جائزاً لا غبار عليه.......

لماذا أسرعوا في الأولى ليتبعوا فعل النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم بحجّة تطبيق سنّته؟

ولماذا توانوا في الثّانية، وأحجموا عن اتّباعه، بحجّة عدم ورود أمر صريح في ذلك؟

مع الأسف الشّديد، لا أستطيع إلا أن أقول:

أمرَنا الله بإخضاع أهوائنا للدّين.. فأخضعْنا الدّين لأهوائنا

سأحدّد نقطة واحدة نجعلها محور النّقاش في هذا الموضوع

دعونا نغضّ النّظر عن كون هذا النّوع من المصافحة حلالاً أو حراماً، ولنفترض أنّ الله عزّ وجلّ ترك لنا حرّيّة اختيار ما يصلحنا– وأحمده لعدم حدوث ذلك– ولنحدّد بشكل منطقيّ:
هل مصافحة الرّجل للأجنبيّة، ومصافحة المرأة للرّجل للأجنبيّ فعلاً من مصلحتنا؟ أو أنّها عكس ذلك؟

أخي الكريم: إذا مددتَ يدك لتصافح امرأة أجنبيّة عنك– مهما كانت غايتك سامية وشريفة– هل تشعر حقّاً أنّها مجرّد مصافحة عابرة، لا تؤثّر في نفسك، أو تأخذ شيئاً من تفكيرك؟

أختي الكريمة: إذا مددتِ يدك لتصافحي رجلاً أجنبيّاً عنك– مهما كانت غايتك سامية وشريفة– هل تشعرين حقّاً أنّها مجرّد مصافحة عابرة، لا تؤثّر في نفسك، أو تأخذ شيئاً من تفكيرك؟

لقد أمرنا الله عزّ وجلّ بغضّ البصر، وتعرفون ما هي عواقب إطلاق البصر، وطبعاً هذا مجرّد نظر. والنّظرة سهمٌ مسموم من سهام إبليس، فإذا كان هذا شأن النّظرة.. فماذا يمكن أن تكون ملامسة البشرة للبشرة؟؟؟

باختصار شديد: ما موقف ضميرك من مصافحة الأجنبيّة؟

والغاية هي الوصول إلى إحقاق الحقّ واتّباعه

أعاننا الله وإيّاكم على ذلك.