wwww.risalaty.net


رحيلٌ إلى المدينة


بقلم : جعفر عبد الله الوردي

 

إلى طيبةٍ قد شددنا الرحالْ

وشوقي إليها بِعَدِّ الرمالْ

 

وقلبي إليها هَفَا باشتياق ؛

ليَنظُرَ أرضا كساها الجمال

 

فَرُحنَا لطيبةَ والحُب يحدو

بنا ، والغرامُ يفوق الخيال

 

قطعنا الفيافي بقلبٍ صبور ؛

و بالصبر كلُّ الأماني تُنال

 

وإن مَرَّ إسم المدينة أشجُو

شُجُوَّ المُحِب يرومُ النوال

 

فكم في الفؤادِ حنين لها ،

وشوق ، وحب ، وعشق ، وحال

 

وما ذاك إلا لأن الحبيب

نزيلٌ بها بين صَحبٍ وآل

 

ولما تراءت جبال لطَابة

كعِقدٍ على جِيدِ بنت الدلال

 

فزاد اشتياقي ارى طيبةً ، 

وقد مَرَّ دهرٌ وعنها اشتغال

 

وعهدي بها من قديم الزمان ، 

وعهدي سيبقى بغير انفصال

 

ولست بأولَ من ذاب عشقا ، 

وهامَ بطيبةَ أرض الكمال

 

فهذا الهُيام على بابها ، 

فما ظنُّ قلبي برؤيا الهلال

 

هلالٌ فلاخسفَ فيه يكون ،

ولا ظلمة فيه ، أو من زوال

 

هو التِّمُّ طه حبيب الإله

رسولٌ عظيم ، مليئ جلال

 

فلولاه ما حَنَّ قلب لطابة ،

ولا شعر مدح وحب يُقال

 

وما طِيب طيبةَ لولا الحبيب ، 

ولا شَدَّ عبد لها من رحال

 

فآهٍ لقلبي سقيمٌ بها ، 

وعنها بعيدٌ يُقاسي الوبال

 

فبشرى لعيني رأت قبةً 

لها كم يتوقُ أُهيلَ الوصال

 

فيا ربِّ بلغ فؤادي مُناه ، 

من الحِب طه كريمِ الفعال

 

وبلغ مرادي بما أرتجيه 

بجاهك طه يُنال السؤال

 

وعجِّل بفتح قريب لنا ، 

وأكرم ذوينا إلهي وآل

 

وصلِّ على روح مَن في الوجود ،

وسلِّم ، وأنعم بسُحْبٍ هِطال

 

رسولٌٍ نرَوِّي القلوبَ به ،

ونُسقى غَراما به كالزُلال

 

وصلِّ على أهل بيت الرسول ،

وصحبٍ ، وناظِم هَذي الَّلآل

 

  

......

 

المدينة المنورة 1430